منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الأخبار المنوعة (https://www.profvb.com/vb/f3.html)
-   -   كلما أسرع الإنسان من أجل التطور.. تراجع أكثر إلى الوراء (https://www.profvb.com/vb/t59289.html)

فاطمة الزهراء 2011-01-06 23:12

كلما أسرع الإنسان من أجل التطور.. تراجع أكثر إلى الوراء
 
كلما أسرع الإنسان من أجل التطور.. تراجع أكثر إلى الوراء


العالم هش جدا أمام الطبيعة التي تنتقم ممن يدمرها
http://s.alriyadh.com/2010/12/01/img/243236715206.jpg





آلاف الطائرات تقعد اليوم في مختلف مطارات العالم ولا تستطيع التحرك بسبب الثلوج وسوء الأحوال الجوية. هذا يذكر بما حدث قبل بضعة أشهر عندما شُلت مطارات أوربا بسبب الغبار البركاني الذي انبعث من بركان في إيسلندا. هكذا تتعطل أهم وأسرع وسيلة سفر في العالم بسبب الطبيعة، سبب حار وهو البركان وسبب بارد هو الثلوج.

العالم المتقدم، الذي يسرع كثيرا لكي يتطور، يصاب بالشلل التام بسبب أحوالٍ جويةٍ يعتبر الإنسان المسؤول الأول عنها بسبب معضلة الاحتباس الحراري التي ستقلب أحوال الدنيا رأسا على عقب. العالم، الذي يسرع بقوة في اتجاه تطور بلا حدود، هو نفسه العالم الذي يصبح بدائيا ولا تستطيع طائراته التحليق لأنه هو الذي تسبب في الاحتباس الحراري الذي جعل العالم يغرق في الثلوج والفيضانات والحرائق أكثر من أي وقت مضى. العالم، الذي أحرق الغابات ودمر الثروات البحرية واستنزف المعادن الباطنية من أجل أن يسير سريعا نحو الأمام، يصبح عاجزا حتى عن الحركة لأن الطبيعة تنتقم ممن يدمرها.
وفي الصيف الماضي، شهدت روسيا واليونان حرائق غير مسبوقة في تاريخيهما، وقبل ذلك أمريكا وكندا ومناطق واسعة من العالم. إنه مجرد تحذير مضمونه أن من يسرع في التقدم بلا ضوابط تعاقبه نفس الطبيعة التي يحاول تدميرها وترجعه بقوة إلى الوراء.
العواصف صارت اليوم في كل مكان، والبواخر والسفن، مهما كان حجمها وقوتها، صارت ترسو في الموانئ في انتظار هدوء العواصف. وفي مضيق جبل طارق، الذي كانت رياح الشرقي هي كل مشاكله، حيث كانت تتوقف بسببها البواخر لبضع ساعات، صار يعرف اليوم عواصف حقيقية وتغلق فيه الموانئ لعدة أيام، وأفضل مثال على هذا ما حدث خلال الأيام الماضية، وما سيحدث مستقبلا سيكون أخطر.
العالم، الذي أراد أن يحصل على لحوم كثيرة وأطعم أبقاره أعلافا حيوانية، حصل في النهاية على مرض غريب اسمه جنون البقر، لأن الطبيعي هو أن يأكل البقر الحشائش وليس لحوم إخوته، إن الأمر يشبه أن يأكل الإنسان لحم البشر. بعد ذلك، حصل الإنسان على أنفلونزا الدجاج ثم على أنفلونزا الخنازير، والسبب هو أن الإنسان أراد تغيير قوانين الطبيعة وتغيير حياة الحيوانات والطيور لكي يطعمها أفضل ويأكل منها أكثر، فلم يجن من ذلك غير الخوف والأوبئة الغامضة.
الإنسان، الذي أضاف مواد كيماوية كثيرة إلى أكلاته، أصبح يحصل على حالات كثيرة ومخيفة من مرض السرطان، والإنسان، الذي يستهلك أكثر من اللازم، يحصل على قمامة أكثر مما يجب، فيضطر إلى إحراقها فتعود إليه روائح دخانها ويصاب بأمراض مزمنة وأبدية مثل الربو وضيق التنفس.
السيارات الكثيرة والمتطورة التي صنعها البشر صارت تمشي وسط المدن بسرعة الإنسان تقريبا، أي أن سيارة سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، صارت غير قادرة على التحرك وسط المدن بأكثر من 40 كلم في الساعة بسبب الزحام وكثرة السيارات.. كلما تلهف الإنسان على التطور ازداد تراجعا إلى الوراء.
ما يجري ضد الطبيعة تقاومه الطبيعة، فالشذوذ الجنسي أعطى مرض السيدا لأنه ضد الطبيعة وانحراف عن القيم الإنسانية والطبيعية، وعمليات التجميل الكثيرة صارت تصنع المزيد من أصحاب العاهات المستديمة وترفع نسبة الأموات أكثر مما تزيد الجمال وتخفي الشيخوخة.
الذي يقطع شجرة أمام باب داره لكي يبني مكانها بيتا إضافيا، يفاجأ يوما بانهيار التربة وسقوط منزله فوق رأسه لأنه لم يفهم أن تلك الشجرة جزء أساسي من حياته كإنسان وأنها كانت تحمي منزله من الانجراف ومن التلوث. والذي يغلق واديا ليبني فيه منزله، تجرفه مياه الأمطار لأنه هو الذي وقف في طريقها وليست هي التي صعدت إليه. الذي يزرع شجرة ينتفع بثمرها وهوائها النقي، والذي يقطع شجرة يزداد التلوث من حوله وينقص ثمره.
الذي يتدخل في عمل الطبيعة يتعرض لأوخم العواقب، وكل شيء يقوم به الإنسان، خيرا أو شرا، يعود عليه بالنفع أو المضرة.


الساعة الآن 13:14

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd