منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

اليوم عيد لكن دموعي ابت أن تستقر بمقلتيها ، غالبتها و راضيتها كثيرا ، لم اسمح لها ان تبهت فرحة من هم حولي ، استكبرت و اجمعت امري أن الدموع ليست لها مكان في يومي هذا ، و ان الفرحة هي عنواني .

لكن الجرح أعمق من أن يندمل و الحسرات لا يمكن أن تنسى و الواقع محتوم لا يمكن أن أتجاهله كلما وقعت عيني على هذه العجلة السوداء ، كلما تذكرت أني عجزت بداية هذا الصباح أن أنحني لأقبل الأرض و أسجد لرب العالمين ، عجزت أن أمد يدي لتناول مصحفي ، عجزت لأبر أمي و أقبل يديها و أبارك لها يومها و عيدها . فعدت ادراجي من حيث اتيت و انزويت وحدي في عالمي و غرفتي . لا أجد عالما آمنا غيرها و بدأت دموعي تنزل في صمت الإحساس الذي ينتابني ، صمت لم يسمعه أو يحسه أحد و دموع تحكي حرقة الأيام و حكم قدر محتوم .

ليس لي متنفس الا هذه النافدة رفعت عيني من وراء الزجاج الى السماء لأناجي رب هذا الكون لتنزل علي الطمائنينة في يومي هذا ، عل النوم يأخدني الى عالم الأحلام و ينسيني مرارة الأيام .....غلبني النوم بعد ساعات من المناجاة و حلمت اني في ربوع خضراء أسابق النسيم بخماري الأبيض لألحق الصلاة في صفوف النساء و رفقة وجوه صافية تقف قبلتي و عن يميني سجدت لحبيبي أول سجدة في حياتي أحسست بروعة اللقاء و قشعريرة في جسمي تحكي حرارة الشوق التي تداعب قلبي المكسور .

نهضت من سجدتي التي وددت خلالها لو أن الموت يخطفني و انا منحنية له أبكي بين يديه ، و بخطوات تابتة اتجهت نحو يد طاهرة و جنة عذبة حضنتني كانت ترقبني من بعيد مبتسمة و فرحة لحالي ، قبلتها و عانقتها ثم رحلت مجددا وحدي و عدت الى عالمي و مقعدي حيث جثتي مركونة ، تعبة أما روحي فغدت نظرة سعيدة مستعدة للقاء بارئها : ربي ان شئت الآن فخدني فأنا حققت اليوم أملي و العيد اليوم عيدي و هذه روحي ملكك ربي .