2010-12-29, 09:38
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | نصيحة صحيّة غذائية لوجه الله. عدد 2. مواطن العالم د. محمد كشكار | نصيحة صحيّة غذائية لوجه الله. عدد 2. مواطن العالم د. محمد كشكار
ملاحظة
هذه إضافة إلى مقال نشرته و عنوانه " حذار من مرض السكري
يبدو لي أنه من الأفضل الاستغناء تماما و أكرّر - و أنا تقريبا واثق علميا - تماما عن العادة الغذائية المستوردة الشهيرة و الضارّة جدا و هي " الاستهلاك المفرط للسكر"، السكر الأبيض، السكر المستخرج صناعيا من اللفت السكري أو القصب السكري أو غيره من النباتات و الذي نشتريه من السوق التونسية، لا بل أصبحنا الآن نستورده بالعملة الصعبة في زمن العولمة الردى و الذي نسمّيه بالفرنسية
Le saccharose
لو لم نحسن استعماله و نرشّد استهلاكه، قد يصبح من أخطر الأطعمة الضارّة بالشخص السليم و خاصة بمريض السكري. السكر "الصناعي" هو الطعام الوحيد الذي - على حد علمي - لو استغنينا عنه تماما في وجباتنا الغذائية لما خسرنا شيئا من توازننا الغذائي بل بالعكس لربحنا الكثير و أول الفائدة الصحية: أولا بالنسبة للشخص السليم، تتجسّم الفائدة في تجنّب مرض السكري و أمراض القلب و الشرايين و مرض السمنة، و ثانيا بالنسبة لمريض السكري، تتجسم الفائدة في إراحة البنكرياس من الإجهاد الوظيفي و المحافظة عليها من كثرة إفراز الأنسولين لتخفيض مستوى السكر في الدم
يُستعمل السكر الأبيض في صنع العديد من المأكولات مثل المرطبات و الحلويات و المشروبات الغازية و عصير الغلال المسكّر و "الياغورط" المسكّر و غيرها من أصناف الأطعمة المسكّرة يتركب السكاروز [السكر الأبيض] من جزيء سكر العنب و جزيء سكر الفاكهة
deux molécules simples : fructose et glucose
يمثل الجليكوز وقودا أساسيا للخلايا و هو ضروري كغذاء لكن نستطيع أن نحصل عليه في صيغته الطبيعية غير المصنعة من هضم السكريات الأخرى (سكّريات الغلال كسكر الموز و التفاح و الدلاع و البطيخ و الرمان و التين و سكر الخضر كالجزر و اللفت و سكر الفواكه الجافة كاللوز و الفول السوداني أو الكاكاوية بالتونسي) و نحصل عليه أيضا من هضم النشويات (النشاء الموجود في مشتقات الحبوب كالخبز و الكسكسي و المقرونة و في الخضر الجافة كالفاصوليا و الجلبان و العدس و الفول و الحمص
بعد عملية الهضم في الأمعاء الدقيقة تحت تأثير الأنزيمات، تتحول كل السكريات و كل النشويات الغذائية مهما تنوعت مصادرها إلى جزيئات سكّريّة دقيقة و بسيطة
Les oses
قابلة لاختراق جدار الأمعاء الدقيقة و اختراق جدار الأوعية الدموية. بعد اجتياز هذين الحاجزين البيولوجيين، تصل هذه الجزيئات الدقيقة إلى مجرى الدم الذي يوزعها على كامل خلايا الجسم حيث تستخرج منها الطاقة الضرورية للحياة، لذلك سُمّيت هذه الجزيئات بالمغذيات الخلوية
تتركب الأنزيمات من جزيئات ذات طبيعة بروتينية تفرزها الغدد الهضمية اللعابية في الفم و المعدية في المعدة و المعوية في الأمعاء الدقيقة و غدة البنكرياس و غدة الحويصلة الصفراوية في الكبد
في الخمسينات, و في مسقط رأسي "جمنة" قرية أصيلة و جميلة تقع بالجنوب الغربي التونسي, كنا، معشر "الجمنين"، لا نستهلك السكر الأبيض إلا في الشاي فقط و أؤكد في الشاي فقط. في الخمسينات، كانت عائلتنا المتكونة من خمسة أفراد تستهلك ما يقارب كيلوغرام واحد من السكر في الشهر، يكون نصيب الفرد من استهلاك السكر يساوي 200غ في الشهر و 2 كغ و 400غ في العام. في العشرية الأولى من القرن الواحد و العشرين، أصبح الفرد من عائلتي النووية الضيقة يستهلك 12كلغ في العام. بعد 2007 بالضبط ، أصبحت أدرّس مرض السكري لتلامذة السنة ثالثة رياضيات (عام قبل الباكلوريا) في حصة علوم الحياة و الأرض و أحذرهم من مغبة الإفراط في استهلاك السكر "الصناعي". أحسست بقيمة المسؤولية و كيف أنهي على شيء و آتي بمثله، فخفّضت أكثر ما يمكن من استهلاك السكر من قبل عائلتي النووية الضيقة فأصبح نصيب الفرد من عائلتي 4 كغ و 80غ تقريبا من السكر في العام (لا تستغربوا من أرقامي الدقيقة، لقد حفظتها عن ظهر قلب لأنني أكرّرها في كل رأس شهر). أما في فرنسا و في سنة 1789 فقد كان معدل استهلاك السكر للمواطن الواحد لا يزيد عن 500غ في العام و في العشريات الأخيرة بلغ الاستهلاك معدل 36كغ في العام للفرد الفرنسي الواحد
قبل القرن الثالث عشر ميلادي، كان أولاد الأغنياء الأوروبيين المدللون لا يعرفون الحلويات إلا في الفواكه المحفوظة في العسل أو المربى بالعسل. في الهند، كان السكر موجودا من قبل و ليس مستبعدا أنهم كانوا يُصَفون السكر الأسمر من قصب السكر منذ آلاف السنين. أخذ العرب زراعة السكر و تصنيعه من فارس و نشروهم في العالم أجمع مع الفتوحات الإسلامية. اكتشف الأوروبيون السكر الأسمر الهندي أثناء الحروب الصليبية و أصبحت الأساطيل التجارية لمدينة البندقية الإيطالية تصدّره من ميناء الإسكندرية بمصر و كانت هذه التجارة عاملا أساسيا في بناء ثروة البندقية و نهضتها في القرون الوسطى
يبدو أن كلمة سكر العربية ترجع أساسا إلى كلمة "ساركار" من اللغة الهندية القديمة السنسكريتية. و عن العرب أخذ الأوروبيون كلماتهم
قد تتسبب كثرة استهلاك السكر للفرد السليم في مرض السمنة لأن السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة قد تتحول إلى مخزون شحمي في الجسم. و نحن نعلم علم اليقين أن السمنة تمثل عاملا من أكبر العوامل المسببة في أمراض القلب و الشرايين حيث تترسب الدهنيات في الشرايين فتضيّق من قطرها و قد تتسبب في بعض الأحيان في انسدادها داخل أعضاء حياتية حساسة جدا مثل الدماغ و القلب مما يُعرّض المريض – لا قدّر الله - إلى نوبة أو جلطة قلبية أو جلطة دماغية
خلاصة القول: من الأحسن الرجوع إلى تقاليدنا الغذائية التقليدية المتوسطية
Régime alimentaire traditionnel méditerranéen
التي تقتصد كثيرا في استعمال و استهلاك السكر حتى نحمي أجسامنا من عديد الأمراض الخطيرة و المزمنة و حتى لا نضيف إلى جيوبنا إفلاسا على إفلاس خاصة بعد الزيادة الأخيرة في سعر السكر
أَشْعِلْ، من فضلك، شمعة صحية عسى أن تجنب نفسك و تجنب أحبابك أو أولادك ظلمة المرض
في النهاية أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد لا بالعنف اللفظي | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=315871 آخر تعديل mkochkar يوم 2010-12-29 في 09:42. |
| |