اللقاء الختامي لدورة الإمام مالك بأكادير - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-12-26, 13:00

رقم المشاركة : 1

aboukhaoula

بروفســــــــور

إحصائية العضو

aboukhaoula غير متواجد حالياً

اللقاء الختامي لدورة الإمام مالك بأكادير

::: تفريغ اللقاء الختامي لدورة الإمام مالك الثالثة :::

كتبها الأخ الفاضل أبو الفداء مصطفى جزاه الله كل خير و أحسن إليه

السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
نحمد الله جل وعلا أن من علينا في بلادنا المغرب بالدورة الثالثة للإمام مالك رحمه الله والتي حل بها كل من الشيخ العلامة صالح السحيمي والشيخ الفاضل محمد بن رمزان الهاجري حفظهما الله ، فجزى الله الشيخين خير الجزاء وجعل ما قدماه من نصائح وتوجيهات وفوائد ودرر في موازين حسناتهما إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والمحاضرة الختامية والتي قدم لها فضيلة الشيخ محمد بن رمزان حفظه الله تشتمل على عدة نقاط مهة بها يتحد الصف وتجتمع الكلمة بين السلفيين في المغرب وغيره من البلدان الإسلامية
وتتمحور الكلمة حول النقاط الآتية :
ــ آيات بينات وأحاديث نبوية في الحث على الاجتماع والإئتلاف .
ــ الأسس التي يقوم عليها التآلف
-الاعتصام بحبل الله والتمسك بالكتاب والسنة .
- البعد عن البدع والخرافات والتحزب .
ــ ذكر بعض التوجهات المعاصرة وعدم الإلتفات إليها .
ــ أمور هامة ينبغي تطبيقها لنشر الدعوة إلى الله .
ــ في كيفية معاملة السلفي المخطئ .
ــ فساد منهج الموازنات مع أهل البدع .
ــ الحكمة في التعامل مع السلفي وعدم إسقاطه .
ــ الوضوح في الدعوة إلى الله .
ــ نصيحة بليغة للنساء والرجال .

كلمة الشيخ الفاضل محمد الهاجري حفظه الله وتتضمن :
ــ نصيحة دعوية لطلبة العلم بنشر التوحيد بين أقوامهم وأهليهم .
ــ التمسك بالسنة والتحذير من البدعة .
ــ التحذير من بدع عاشوراء ولزوم ما ورد في الصحيح من السنة .

المادة الصوتية من موقع ميراث الأنبياء

المادة مفرغة أسأل الله أن ينفع بها :

الشيخ الفاضل محمد بن رمزان الهاجري :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله :
في ليلة من ليال الخير وفي روضة من رياض الجنة ، في مجالس الذكر والحديث والسنة وبين يدي شيخ كريم فاضل صاحب الفضيلة الدكتور الشيخ صالح بن سعد السحيمي المدرس بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحدثنا عن الاعتصام بالكتاب والسنة يحدثنا عن الاجتماع وعدم الفرقة يحدثنا عن الائتلاف ونبذ الخلاف يحدثنا عن العناية بالتوحيد والعناية بالسنة ولزوم الطاعة والحذر من الشرك والبدع والمعاصي ، فليتفضل مشكورا مأجورا .

الشيخ العلامة صالح السحيمي حفظه الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد إخواني : انطلاقنا في هذه الكلمة من قول الله سبحانه وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذالك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تهتدون ))(1) وقال في آية أخرى (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولائك لهم عذاب عظيم ))(2) قال جل شأنه (( وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ))(3) وقال سبحانه (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) (4) وقال سبحانه (( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين ))(5) وقال سبحانه (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيئ ))(6) وقال تبارك وتعالى (( ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) (7) وقال جل شأنه (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ))(8) وقال سبحانه (( وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه إلى الله ))(9) .
الآيات في الحث على الاجتماع والائتلاف والتحذير من الافتراق والاختلاف كثيرة في كتاب الله عز وجل وقد سمعنا طائفة منها .
وأما الأحاديث منها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال )(10) وفي حديث العرباض ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وأياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )وفي خطبة الحاجة ( إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )(11) .
أيها الإخوة في الله : بعد سماع هذه النصوص التي تحث على التآلف والتحاب والاجتهاد في التقارب ، فما هي الأسس التي يقوم عليها هذا التآلف ؟
بينها الله في أول آية ذكرناها (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ))(12) فأعظم أساس للاتحاد والاجتماع والائتلاف والتحاب والتكاتف والتعاون على البر والتقوى هو الاعتصام بحبل الله قال إبن عباس رضي الله عنهما :" حبل الله هو الإسلام " ، وقال بعض السلف : " القرآن " ، وقال آخرون : " ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه " ، ولا تعارض بين هذه الأقوال إذ أن الاعتصام بالقرآن هو الاعتصام بالقرآن والسنة والاعتصام بالاسلام هو التمسك بالكتاب والسنة والاعتصام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وماكان عليه وأصحابه هو الاعتصام بالقرآن والسنة ، وبناءً على ذلك فإن الأساس الأول العظيم والمهم هو الاجتماع على ما دل عليه كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في العقيدة وفي العبادة وفي الأخلاق وفي المعاملات وفي الحدود وفي جميع الأحوال اعتصموا بحبل الله في كل شيئ لأن هذا هو طريق السعادة وطريق النجاة وطريق الفوز بمرضات الله سبحانه وتعالى ، ولايحصل هذا الاعتصام والتمسك بهدي الكتاب والسنة إلا بالعلم والتعلم والفقه في دين الله سبحانه وتعالى إذ بالعلم والتعلم والتفقه في دين الله يعرف العبد المؤمن كيف يعبد ربه وكيف يدعو إلى ربه وكيف يبين للناس عبادة ربه (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ))(13) .
ومن أهمية وروافد وأسس الاجتماع البعد عن البدع والخرفات التي تفرق شمل المسلمين وتقطع أوصالهم فإن البدعة مقرونة بالفرقة ، كما أن السنة مقرونة بالجماعة ، البدعة مقرونة بالفرقة أو الفرقة مقرونة بالبدعة والجماعة مقرونة بالسنة ، وكلما تمسك الناس بالسنة وابتعدوا عن البدعة حصل لهم الاجتماع والتآلف والتكاتف والتعاون ، وبقدر ما يبتعدون عن ذلك يحصل بينهم التقاطع والتهاجر والتباغض لأتفه الأسباب لقول الله عز وجل (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))(14) فإذا اختلفت المشارب واختلفت المآخذ فإنه سيفترق الشمل وتتمزق الكلمة ، النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الفرقة الناجية لما ذكر افتراق الأمم ذكر أن الفرقة الناجية هي الجماعة ( وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة )(15) وفي رواية ( من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي )(16) ، والأحزاب التي طاف بالشر طائفها ونجم بالشر ناجمها تضعف هذا الحديث لماذا يا ترى ؟! لماذا يزعم البعض ويتكلف في بعض الفضائيات لتضعيف هذا الحديث ؟! نعم لأنه لايفهم قضية الولاء والبراء ، لأن له شعارا يرفعه " نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه " وهي من أفسد القواعد التي اخترعت في هذا العصر من أفسد القواعد ، لذلك زعم أحد زعماء الخوارج القعدية أن هذا الحديث ضعيف وتكلم كثيرا وتكلف كثيرا من أجل تضعيفه ، وقد صححه الأئمة الحفاظ الجهابذ الذي لا يزن هذا المسكين عشر معشارهم بل لايقارن بين أضعفهم وأقلهم :
ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
قلنا إن من أعظم الأسس العلم والتعلم في ضوء الكتاب والسنة فإن الجهل يفرق الأمة والتقليد يفرق الأمة والتحزب يفرق الأمة والانتماءات تفرق الأمة وبعد الاخوة عن بعضهم يفرق الصفوف ويقسي القلوب وأنتم سمعتم بالأمس الأحاديث التي تقول : " إن المرء إذا توضأ تحاتت ذنوبه (17) كذلك إذا تصافح المسلمان تحاتت ذنوبهما وخطياهما " من هذا المنطلق فإنه لابد من الاعتصام والتمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تمسكا يقتضي تقديم أمر الله ورسوله على كل شيئ ، وتقديم الحق على كل اعتبار وتقديم السنة على كل اعتبار على النسب على المواطنة على أُخوة التراب على رابطة الطرق على كل رابطة (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))(18) ، فلا بد من التنبه لهذا الأمر فتجتمع قلوبنا على البر والتقوى على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ونتآلف على ذلك ، لا يمكن أن تجمع القلوب إلا على السنة لايمكن أن تجتمع القلوب على مجرد طقوس يؤلفها بعض الناس وبدع وخرفات ، فإنها لأن دالت يوما من الأيام فإن مصيرها إلى الفشل الذريع و الزوال (( أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ))(19) هذا هو مهم ، نحن جربنا في السنوات الماضية بل جرب كثير من الجهات التجمعات المختلفة هناك تجمعات حول السياسة وساس ويسوس ، هناك تجمعات على بعض الطرق التي يريدون أن يجمع بها الناس ، هناك تجمعات على التنازل عن بعض عرى الإسلام ، من أجل أن يرضى عنك اليهود والنصارى (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ))(20) هناك توجهات بدأت قريبا أو قبلها هناك توجهات عقلية الذين يُقطعون النصوص لعقولهم الفاسدة وأرائهم الكاسدة ، هناك من يرى أن " الغاية تبرر الوسيلة " ، هناك من يريد أن يتوصل إلى الحق بزعمه بأي وسيلة ولو كانت محرمة بل صرح أحد دعاتهم القعدية وهو نفسه الذي ضعف حديث افتراق الأمة صرح في شريط له بقوله : إننا في دعوتنا قد نضطر إلى تطبيق نظرية ميكافلي . ماهي نظرية ميكافلي " الغاية تبرر الوسيلة " اعمل ماشئت من أجل الوصول إلى غرضك والعياذ بالله دمر أُقتل فجر افعل ما شئت من أجل أن تصل إلى مرادك ، وهذه مبدأ من مبادئ الماسونية والرتارية اليهودية ، التي خطط لها من مئات السنين و دخل في شراكها بعض المنتمين إلى الإسلام ، ونجحوا إلى حد كبير في تحزيب المسلمين وجعلهم كيانات وأحزاب متصارعة ، أحزاب متصارعة متناحرة وإن كانت قد تتفق ضد أهل الحق لكنها في الواقع تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى مثل اليهود ، فإذن لن ألتفت إلى هذه النداءات كثرة النداءات لاجتماع الأمة ولكن كما يقول الإمام مالك رحمه الله : لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، وإنما صلح أولها بالإجتماع على الكتاب والسنة لاعلى التنازلات لا على الموازنات لا على تقديم الحلول الجزئية لا على الأخذ ببعض الكتاب وترك البعض الذي تصلح به الأمة ، هذا المبدأ الذي دعى إليه إمام أهل الهجرة إنما هو الاجتماع على الكتاب والسنة والحق ما وافق السنة ولو كنت وحدك هذا هو المبدأ الذي يجب أن نتآلف عليه وأن نوالي من أجله وأن نعادي من أجله ، وهذا يتطلب أيضا الأخذ ببعض الأمور الهامة التي ينبغي أن نجتهد فيها وفي تطبيقها لنشر دعوتنا منها :
الدعوة إلى التوحيد أولا وقد فصل لكم كثيرا في هذا ، في هذه الدورة التي أسأل الله أن ينفع بها بأن ندعو إلى التوحيد قبل كل شيئ البدء بما بدأ الله به (( فاعلم أنه لا إلاه إلا الله واستغفر لذنبك ))(21) ، وهي دعوة الأنبياء والرسل كما أسلفنا في غير مناسبة .
التاني : العلم والتعلم وقد فصلت القول في ذالك .
الثالث : الإخلاص لله وحده وقد بسط القول فيه .
الرابع : الجد والإجتهاد في إصابة السنة بتعلم الآلة التي توصلنا إلى ذالك لمعرفة العلوم علوم الحديث علوم الفقه علوم التفسير علوم اللغة والآلة .
والخامس : الحرص على هداية الناس ، لأن الهدف هو هداية الناس والجد والاجتهاد في ذالك وفق الأصول الشرعية وليس المراد التجميع ليست الهداية بالتجميع وإلا لجمع الرسول صلى الله عليه وسلم الناس منذ أن بُعث وكتل حوله الناس قبل أن يصفي العقيدة من الشرك ، لكنه ما حصل هذا الأمر إلا بعد أن صفيت وقضي على مظاهر الشرك والوثنية ، وهو ما يعبر عنه بعض أهل العلم بالتصفية والتربية ، التصفية والتربية تصفية الإسلام مما شابه من دخيل ، وتربية الناس على الأصول الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة ، وهذا ينقلنا إلى أمر مهم وهو التخلق بالأخلاق الفاضلة مع الموافق والمخالف .
وهنا أنبه على أمر وهو بالنسبة لإخوانك الذين هم معك على السنة ولم يرتكس في أحضان الحزبيات المقيتة ، عليك أن تلاطفهم وأن تعفو عن زلاتهم وأن تجتهد في تبصيرهم فيما أخطأوا فيه وأن تحاول استمالتهم لا بالتمييع والتميع وإنما بحسن الخلق وبلين الجانب وبالعطف عليه (( فبما رحمة من الله لنت لهم )) وهذا قيل حتى في الكفار (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا عليظ القلب لانفضوا من حولك ))(22) على سبيل المثال إذا أخطأ أخوك أو اغتر بأمر لم يتبين له فيه الحق أخطأ أو أذنب أو وقع في شيئ ، هل من منهج النبي صلى الله عليه وسلم أنك مباشرة تذهب وتقول خذوه فغلوه وتحاول تشويه سمعته في الأنترنت ؟! هل هذا هو الحق ؟! لا بل بتبصيره والالتقاء به وتنبيهه على خطئه واستمالته ، لا تجعله فريسة للحزبيين يلتقطونه ويتلقفونه بسبب إهمالك له ، عليك أن تنصحه وتنصحه وتنصحه مرارا وتكرارا قبل أن ينفلت من يدك ، وهذا يختلف عن الموازنات التي يدعو إليها الحزبيون ، الموازنات التي يدعوا إليها الحزبيون " إذا أردت أن ترد على المبدع فقدم حسناته " هذا غير صحيح ! هذا منهج فاسد أبدا ، منهج فاسد تماما إذا كان المبتدع ممن أعلن بدعته واقتدت المصلحة الرد عليه يرد عليه العلماء المتخصصون المجتهدون ليس كل أحد لأن البعض ربما يرد فيفسد أو ربما يدخل في الشبه من حيث لا يشعر فتنطلي عليه ، يرد أهل الحق العلماء الكبار ، فهذه الموازنات التي يدعو إليها أولائك بتحسين سمعة أهل البدع الذين انفلتوا من السنة واتخذوا لهم طريقا معاديا لأهل السنة مثل : تمجيد بعض الكتاب الذين ينالون من الصحابة ، أو الذين ينكرون صفات الرب سبحانه وتعالى ، أو الذين يكفرون المسلمين وهم أسس في هذه الخوارج وقواعد لهؤلاء الخوارج ، يدعو بعض الناس إلى تقديم محاسنهم نحن لايعنين مصيرهم ولا ما آلوا إليه أفضوا إلى ربهم يعاملهم بما يستحقون ، لكن كوني أسكت عن مثلا ما وقعوا فيه ومما أفسدوا فيه عقائد المسلمين ، ومما ضيعوا فيه شباب الأمة وأوقعوهم في حبائل التكفير وأوقعوهم في متاهات خطيرة جدا هذا ليس من هدي أهل السنة أبدا ، لكن أنا أعني بالذين يترفق بهم أولائك إخوانك الذين ربما تبدر منهم هِنات وزلات قابلة للاحتواء وقابلة أن تغفر وقابلة في أن تعالج فلا تقل مباشرة تترك أخاك فريسة لهؤلاء وتقول خذوه فغلوه ثم تتركه فريسة لأعداء السنة لا ، هذا الذي أعنيه وهذا أرجو أن يفهم جيدا ، لا ننخرط مع أهل التمييع الذين يكثرون سواد أهل البدع فهمنا إنتبه لهذه النقطة ، لاننخرط مع أهل التمييع الذين يكثرون سواد أهل البدع ويصولون ويجولون معهم ويبررون لهم ويحاولون أن يعتذروا لهم هذا مبدأ فاسد وفي الوقت نفسه لا أكون متطرفا ، والله فلان رأيناه يمشي مع فلان إذن هو مبدع لا ، هذا غير صحيح ، فلان رأيناه يصافح فلانا هذا مبتدع أسقطوه هذا غير صحيح ، افرض أنه وقف مع فلان أو سلم على فلان لمصلحة معينة ، فلان يقال أنه يتبع فلان فلا نقبله يدرس عندنا في دورنا هذا مبدأ فاسد هذا غير صحيح ، ولذلك من تجارب إخواننا أهل الحديث في الهند أنهم ركزوا على بعض أبناء الطوائف الماتردية الصغار ودرّسوهم حتى أوجدوا بفضل الله ، حتى نتج بفضل الله منهم من أبنائهم من يرد عليهم عرفتم هذا ، هذا أنا أقوله للإخوة مثلا جاءك شخص محسوب على فلان وفلان وأنا أعرف أنه ليس منظرا وليس داعية لكنه ما فهم الأمر ، وجاء لتبينوا له الحق لاتنبذوه ولا تطردوه ولو قيل ما قيل من إنه منتمي إلى الجهة الفلانية طالما أنه مسكين يطلب الحق ويطلب الهدى مادام جاء يطلب الهدى ويطلب الحق فبين له الحق ولا تنفره ، أنت مهمتك الآن أن تنتشله مادام جاءك طالبا للهدى ، وكم من شخص مكث مع بعض الحزبيات السنوات الطوال ثم من الله عليه بالهداية بسبب دعوة إخوانه له ، في المسلمين الذين يبينون له الحق بدليله فانتشلوه بفضل الله عز وجل من هذه الأوحال إلى نور التوحيد والسنة إنتبه لهذه النقطة جيدا ، لايفهم كلامي خطأً لست مع أهل التمييع والتضييع والتخبط الذين يذوبون ويدعون إلى الذوبان بين أهل الفتن وأهل الأحزاب المختلفة من التكفيريين أو الرافضة أو غيرهم ممن يسير في شراكهم ، وبالمقابل لست مع الجفاء الذين إذا جاءهم طالب الحق نفروا في وجهه ولو كان يريد الحق ، تعرفون قصة الشاب الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يطلب الله أكبر ! يارسول الله إئذن لي بزنى ، الله هذا أمر خطير جدا إئذن لي بزنى ، ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم طرده جلده إنتهره قال له إذهب أنت لست معنا ، لا أدناه فرش له رداه ومسح على صدره ودعا له وقال له : ( أترضى هذا الأمر لأختك أترضاه لأمك أترضاه لبنتك أترضاه أترضاه )(23) يقول هذا الشاب : فوالله لقد خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس شيئ أبغض إلي من الزنى ، قصة الأعرابي الذي بال في طائفة في المسجد إنتهره البعض فقال : ( لاتزرموه ) لاتقطعوا عليه بولته ، تركه حتى يكمل هذا فيه حتى ناحية طبية أليس كذالك إذ أنه لو قطعه قد يضره ( لاتزلموه ) يعني أتركوه حتى يكمل فلما فرغ أمر بدلو من ماء فصبت على ذلك البول وكاثروه حتى ذهب ثم أخذ بيده وقال : ( إن هذه لمساجد لاتصلح لشيئ من البول والغائط )(24) ، فهذا الرجل فرح بهذا التوجيه وقال : اللهم ارحم محمدا ولاترحم معنا أحد ، سبحان الله ! قال : ( لقد حجرت واسعا )(25)نعم ، طرق عليه الباب رجل سيئ انتبهو هذا يجب أن ناخذ منه دروسا وعبر ما تطرد أخاك من أجل خطأٍ عنده ، إنتبه إنتبه يا طالب العلم ، طرق عليه رجل الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بئس أخو العشيرة ) هذا ليس من الغيبة لأن الكلام في أهل الشر أحيانا قد يكون مطلوبا لتحذير منه ( بئس أخو العشيرة ) فلما دخل لان له الكلام وتطلق في وجهه فقالت له عائشة : "يارسول الله عندما استأذن قلت ما قلت وعندما دخل تطلقت في وجهه " ، قال : ( يا ابنة الصديق متى عهدتيني فاحشا إن شر الناس من يتركه الناس اتقاء شره )(26) ، سبحان الله ! قد تدار أمور أكبر من هذا كله دار المنافقين الذين هم كفار وتوفي ولم يقتل واحدا منهم ، ولم يسمي واحدا منهم إلا لحديفة رضي الله عنه .
يا إخوان : أين نحن من هذا التعامل مع إخواننا الذين قد يكونون مخدوعين ، قد يكون يحتاجون إلى إنتشال يحتاجون ، وأنا أريد أن أقول كلاما وإن كنت أعرف أن أخي لايريدني أن أقوله أخي هذا الحاضر كثيرا ماجمع الله به شمل إخوانه ، ليس في هذا البلد فحسب بل في بلدان أخرى عنده في الداخل والخارج بسبب هذا الأسلوب الطيب ، هذا كلام صحيح هو يقول لي لا تقل هو يقول لي لا تقل هذا ، لكن بهذا الأسلوب وجمع الإخوة على السنة ليس جمعا عشوائيا فهمتم ، لكنه عندما يخاطب يستوعب كل من حضر ويخاطب كل من حضر ويبين الأمر لكل من حضر ، أليس كذالك ؟ الآن أضرب لكم مثل يعني لو أنك دعاك بعض الناس لإلقاء محاضرة وأنت من أصحاب التوجه الطيب ، وعلمت أنه ليس المقصود الدعاية ولا تكثير السواد تجيبهم أو لا تجيبهم ؟ تجيبهم ، لكن لو علمت - الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على القبائل المشركين - لكن لو علمت أنهم يهدفون من ذلك إلى الدعاية فإياك وإياهم عرفت ، وهذا فرق بينه وبين أن تدعوَ محاضرا منهم لينفث سمومه بين إخوانك هذا هو الفرق ، تجيبهم نعم إذا أُمن المحذور الذي ذكرته لكن تدعو محاضرين منهم ما الحكم ؟ لا لا ينبغي ، وإذا جئت قل لهم الحق بدليله بالأسلوب وبالحكمة والموعظة الحسنة فإذن هذه النقطة فهي من أهم عوامل جمع الكلمة .
يا إخوان : سلوك الطريق الذي أشرت إليه وذكرت بعض النصوص الدالة عليه ينبغي أن نسلكه مع الإخوان ، لاسيما الإخوان الذين عندهم يعني بعض أخطاء عندهم مثلا أشياء لا نهون والله من شأن ترك السنة وبعد عن السنة ، إنتبهوا أنا تحفظت في أول كلامي قلت لسنا من أصحاب الموازنات ولا من دعاة أصحاب الموازنات واقرؤوا إن شئتم في هذا حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله وشرحه للشيخ إبن عثيمين وايضا الشيخ أمس شرح ملامح منها واقرؤوا كتاب شيخنا الشيخ ربيع المحبة والائتلاف(27) وغير من كتب علمائنا وسلفنا الصالح ، وكما قلت وأؤكد إجتهدوا في شمل إخوانكم على البر والتقوى .
بقي أن أنبه على شيئ أخير يقع الاختلاف أحيانا بسبب الدعم المالي الذي قد يأتي من بعض الجهات ، أليس كذلك ؟ ما بين داع إلى قبوله وما بين منفر من قبوله ، وأقول لكم أن من جاء يدعمكم لا يشترط عليكم شرطا أياّ كان هذا الشرط إلا تطبيق الكتاب والسنة فاقبلوا دعمه من أي جهة كان ، كما قلت إنتبهتم ألا يملي عليكم فكره ، ألا يملي عليكم إسم منظمة ، ألا يملي عليكم إسم حزب ألا يشترط عليكم كتابة إسم جمعية معينة من الخارج تبث لها دعاية ألا يكون ذلك على حساب السنة ، إذا وجد هذا الضابط فقد يقبل الدعم أحيانا ولا سيما في الدول الذي فيها أقليات إسلامية قد يقبل حتى من الكفار عن طريق القنوات الرسمية الصحيحة لا عن طريق ما يجري من وراء الستار .
كونوا واضحين في دعوتكم : لتكونوا واضحين كما قلت لكم في بداية دروسنا قبل أيام ، أهم شيئ في دعوتنا الحمد لله الوضوح ، نحن ندعو إلى التوحيد ندعو إلى السنة ما عندنا شيئ نخفيه فلتكن أموركم على بينة ، أما والله الجمعيات التي تريد أن تدس لكم السم في الدسم من أجل الدعاية لها فمهما كانت حاجتكم فإياكم وإياهم ، إياكم وإياهم ، وتكاتفوا أنتم فيما بينكم وساهموا أو أسهموا فيما بينكم - أسهموا هو الصحيح وساهموا خطأ - فلا بد من أن تسهموا فيما بينكم بما يعود عليكم بخدمة هذه الدعوة العظيمة ، هذه لمحات عن أهم أو بعض ضوابط الإجتماع والحذر من الفرقة .
واسمحوا لي أن أعود إلى طلب من ذوات الحجال و ماتزعلوش بقى ، طلب مني بعض الأخوات أن أنبه الإخوة وهم فاعلون إن شاء الله ، ولكن من باب التذكير إلى الرأفة بهن ورحمتهن والتلطف معهن ، أحيانا أنتم إخواننا أهل المغرب والجزائر وتونس عندكم شوية قسوة في الكلام صح ولاّ لا ، هذا يقال لا تغضب مني أريد أن أذكر مثالا قال : أنتم أهل المغرب وأهل الجهة الغربية طيبون بكل معنى الكلمة إلا شيئ واحد .
المهم قال :ماهو ماهو لما غضب قال : ماهو يا حمار !
قال : هذا هو ..
لا مؤاخذة ترى المثال في كل بلد وموجود هذا الطبع في البلدان كلها ، لكن أردت أن أذكر هذه الطرفة ، فأنا طلب مني أن أنقل هذه المشاعر وإنهن يدعون لكم في إستقامتكم على السنة ولكن يردن ، فإذا هذا الطلب منهن ، والطلب الذي لكم نخاطبوهن بأن يرفقن بكم ولايطلبن نفقة زائدة عن الشيئ المقدور عليه ولايسرفن في المأكل والملبس ، وألا تأتي كل واحدة إذا جاءت ليلة فرح اليوم أريد فستان جديد ! بكرة فرح فستان جديد ! بعده فرح فستان جديد ! لا يا أمة الله إتق الله في زوجك هذا الذي تنفقينه في الفساتين أطلب من زوجك أن ينفقه في الدعوة إلى الله إلى توحيد الله ، وهذه النقطة لفت إليها نظري أخي الشيخ محمد وفقه الله ، و المهم أن ننتبه الرجال والنساء (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ))(28) عليهن أن يعترفن بالقوامة بقوامة الرجال عليهن وعلى الرجال أن يرأف بهن يلاطفونهن من الملاطفة: الكلام الطيب ، الكلام الحسن ، الإبتسامة منك ومنها نعم ، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " سابقت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسابقته فلما حملت اللحم سابقته فسابقني " لما سمنت يعني رضي الله عنها ، قال : (هذه بتلك)(29)، وكان يقول

خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله )(30).
كما أخاطب إخواننا : - لا أدري هل أقول هذا الكلام أم لا ؟ - من أصحاب عقود الأنكحة ألا يطلقوا العنان للشروط التي ليست في كتاب الله عز وجل ، وأنا كما قلت لكم ناقشت رسالة ليس لرجل فيها حظ ولا؟نصيب ، فينبغي تحري الحق وما يوافق مقاصد الشرع أما مايتعارض مع مقتضايات العقل كونه لاتخدمه لاتقدم له شيئا لاتغسل ثيابه ، كان معنا طالب من إحدى البلدان المجاورة لكم يستأذن من الحصة عندي - زميلي هو في الدراسة وهو من أجود الطلاب من بلد ما من بلدان المغرب - فكان يستأذن أثناء الحصة ليغسل ثيابه .
فقلت له : أليست زوجتك معك ؟!
قال : والله ماخلقت لهذا ..
تعرفون ماوراء ذلك ، أقول : أين هم عن قول أسماء : " كنت أخدم الزبير رضي الله عنهما خدمة البيت كله " خدمة البيت كله "كل" لفظ عام ليس فيه استثناء ، فعلينا أن نتعاون على البر والتقوى وأن نجتهد فيما يقربنا إلى الله عز وجل ، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعنا وإياكم بما أن يعلمنا ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا وإياكم الخير والعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على نينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيخ الفاضل محمد بن رمزان الهاجري حفظه الله :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:
أيها الجمع المبارك يا طلبة العلم في المملكة المغربية :
إن الأمانة التي قد أودعت في أعناقكم أمانة عظيمة ، إني أرى هذه الوجوه التي قد اجتمعت في هذا المجلس وهذا العدد المبارك الذي امتلأ بهم المكان ، إن الأمانة التي عليكم أمانة عظيمة ألا وإن من أعظم الأمانات هي نشر الحق في الخلق ، ألا وإن أعظم حق هو حق الله الذي لاإلاه إلا هو ، فحق الله أن يعبد ولايشرك به شيئا ، حق الله أن يعبد ولايشرك به شيئا ، حق الله أن يعبد ولا يشرك به شيئا .
الله الله يا طلبة العلم في هذا الحق نشره في الخلق بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، أنشروا التوحيد في أقوامكم أعلموهم بما أراد الله ، ولما خلقهم الله ، ولما أوجدهم الله ، ماهو أعظم ما أمر الله به .
إن أعظم ما أمر الله به أن يعبد وحده لايشرك به شيئا ولذلك أرسل الرسل والمرسلين (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))(31)فجميع الرسل بعثهم الله بدعوة التوحيد وأن يحذر أقوامهم من الشرك .
فماذا أنتم فاعلون في هذا الحق العظيم ؟
ماذا أنتم فاعلون ياطلبة العلم في أقوامكم ، وفي بلدانكم وفي مجتمعاتكم وفي أسركم ؟
وأنتم ترون الإستغاثة بغير الله والذبح لغير الله والنذر لغير الله والحلف بغير الله ، وهذه الرقى وهذه التمائم وهذه الخمس التي تعلق وتستدفع بها النظرة وتستدفع بها العيون ، تعلق بغير الله الواحد الأحد سبحانه .
ماهو أعظم ذنب عصي الله به ما هو ؟!
إذن اتقوا الله في هذا الذنب أن ينتشر بين أقوامكم وفي بلدانكم وفي نواحيكم وفي قراكم وفي أقاليمكم وفي مناطقكم ، إن هذا شأن عظيم إن أعظم ماحذر الله منه هو الشرك (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما لظآلمين من أنصار ))(32) من قال هذا ؟ رب العالمين هو الذي قال هذا (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة )) إنتبه أن تكون الجنة محرمة عليك .
كيف وأنت ترى إخوانك وسرتك أو قرابتك وهم يقعون في ذلك بما يحدث عند القبورمن الإستغاثة ؟!
وصفات ذلك بأن يجعل حق الحق تبارك وتعالى لهؤلاء الخلق ، إنتبهوا من هذا ونبهوا على هذا وكونوا رحماء بأقوامكم .
الأمر التاني : السنة السنة يا أهل السنة السنة السنة نشرها بالسنة لاتنشر السنة بالبدعة لا تنشر بطرق الخوارج لاتنشر السنة بطرق أهل الباطل ، إنما تنشر السنة بالسنة بطريقة محمد صلى الله عليه وسلم بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، تأخذون أقوامكم إلى هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وذلك متمثل في أخلاقكم وفي أقوالكم وفي أعمالكم وفي سلوككم وفي معاملتكم دعاة إلى الله على الحق والهدى فالناس تنظر ماذا تصنعون ؟ ماذا تقولون ؟ ماذا تعملون ؟!
إنهم بكم يقتدون مع التحذير من البدع في العبادات وفي الممارسات وفي الأذكار وفي غير ذلك مما يحصل من الناس موجود هذا موجود كثير من البدع .
وتشاهد أحيانا : تشاهد في بعض الصلاوات تشاهد في بعض الممارسات تشاهد في بعض الأشياء ، هذا عاشوراء مقبل فماذا يفعل بعض الناس ؟
يجعلون الإحتفالات والتوسع ، وناس يستقبلون عاشوراء بالبكاء والعزاء ولطم الخدود وشق الجيوب وضرب النحور ، وأناس تستقبل عاشوراء كأنما هو عيد من الأعياد بالأفراح والمناسبات والحلويات والمكسرات ، لا هذا ولاهذا إنما أتى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم عاشوراء فقط ، فالذين غلو وجعلوا عاشوراء مناسبة مقتل الحسين فعلوا ما فعلوا من هذه ، فقابلهم غلاة بدلوا ذالك الحزن بآيه بأفراح وهاكذا غلو في هذا الجانب .
الصحيح أن يوم عاشوراء يوم من الأيام التي لها فضلها من حيث الصيام لتصومن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لئن بقيت لقابل لأصومن التاسع )(33)، يوم نصر الله به من ؟ موسى عليه السلام قال : ( أنا أولى بأخي موسى )(34)ولكن خالف اليهود .
إذن يإخوتاه : مسائل التوحيد والسنة من أعظم ما يعتني بها طالب العلم ولزوم الطاعات والتحذير من المعاصي والمنكرات والإبتعاد عن الشهوات والشبهات.
إن هذا الجمع المبارك لتفرح به النفوس فليستمر على بركة الله مراعيا مراد الله بدعوة سلفية سنية طريقة مهدية إلى ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم وما عليه الصحابة وما عليه التابعين ماعليه أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ما عليه علماء الإسلام علماء التوحيد والسنة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله وسلم على محمد وإلى لقاء قريب نستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه لقاؤنا إن شاء الله إلى موعد قريب بإذن الله تبارك وتعالى ومواصلة لذلك ، وإني أجيز جميع من حضر معنا في الموطأ مشافهة بذالك من أشياخنا الذين تلقينا عليهم كالشيخ أحمد بن يحي النجمي والشيخ إسماعيل والشيخ حماد الأنصاري والشيخ أيضا وصي الله وشيخنا الشيخ صالح وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على محمد .

________________________

(1) سورة آل عمران الآية 102،103 .
(2) سورة آل عمران الآية 105 .
(3) سورة المؤمنون الآية 53 .
(4) سورة الأنعام الآية 153 .
(5) الفاتحة الآية 6،7 .
(6) سورة الأنعام الآية 159 .
(7) سورة الأنفال الآية 27 .
(8) سورة النساء الآية 59 .
(9) سورة الشورى الآية 10 .
(10) صحيح مسلم (1715) .
(11) سنن أبي داود (4607) .
(12) سورة آل عمران 103 .
(13) سورة يوسف الآية 108 .
(14) سورة النساء الآية 82 .
(15) صححه الإمام الألباني في صحيح ابن ماجة (3242) .
(16) البغوي في شرح السنة بلفظ : " ما أنا عليه وأصحابي " (1/185) .
(17) صححه الإمام الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (187) بلفظ

إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه و بصره ، و يديه و رجليه ، فإن قعد قعد مغفورا له ) .
(18) سورة الحجرات الآية 13 .
(19) سورة الرعد الآية 17 .
(20) سورة البقرة الآية 120 .
(21) سورة محمد الآية 19 .
(22) سورة آل عمران الآية 159 .
(23) صححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة (1/712) .
(24) صحيح مسلم (285) ولفظه : ( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر . إنما هي لذكر الله عز وجل ، والصلاة ، وقراءة القرآن ) .
(25) صحيح البخاري (6032) .
(26) صحيح البخاري (6032) .
(27) يقصد حفظه الله رسالة والدنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله ' الحث على المودة والائتلاف والتحذير من الفرقة والاختلاف ' .
(28) سورة البقرة الآية 228 .
(29) صححه الإمام الألباني في صحيح أبي داود (2578) .
(30) صححه الإمام الألباني في صحيح الترمذي (3895) .
(31) سورة النحل الآية 36 .
(32) سورة المائدة الآية 72 .
(33) صحيح مسلم (1134)
(34) صحيح البخاري (3397)

انتهى بحمد الله
أبو الفداء مصطفى السلفي غفر الله له

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=314328

التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر