2009-09-21, 11:53
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | شخصيات نسائية أمازيغية | أسماء عديدة تؤثث فضاءنا الثقافي والفكري فرضت وجودها بشكل لافت في حياتنا الثقافية، وبلورت حضورها بفاعلية ملحوظة في الساحة الوطنية على جميع المستويات، بيد أننا كقراء لا نعرف إلا النزر القليل عن هذه الشخصيات وخاصة منها النسائية التي يحفل تاريخ شمال إفريقيا بإسهامهن في بناء حضارة وتاريخ هذه المنطقة. لقد أنجبت المناطق الأمازيغية على مر العصور نساء تركن بصماتهن جلية في عدة مجالات، حيث شاركن بشكل ملموس في تفتق العبقرية الأمازيغية، سواء على مستوى الإبداع بمختلف تجلياته، أو على صعيد ميادين أخرى عديدة. ففي الميدان الفني برزت نساء أمازيغيات كالفنانة ميمونت ن سلوان التي تعد من الفنانات المتميزات بالريف، إذ تعد معلمة فنية ونجما ساطعا أضاء ولا زال سماء الأغنية الريفية، كما تعتبر أول فنانة أمازيغية في منطقة الريف تتحرر من التقاليد المحافظة التي تمنع نساء الريف من ممارسة الفن حيث دأب المجتمع الأبوي المتسلط على حصر دور المرأة في البيت و في عملية الإنجاب وتربية الأبناء، والسهر على راحة الزوج والأولاد. لكن ميمونت ن سلوان حاولت أن تكسر هذا التقليد وتغني خارج السرب متحدية الظروف الصعبة واضعة بثقة جدولا صغيرا لجريان المياه في أرض قاحلة أشبه بالصحراء. كانت تجربتها خطوة جريئة في التأسيس لأغنية نسائية أمازيغية شجاعة، ولإحياء تراث أرالا بويا، حيث برزت كصوت نسائي مشاغب أحدث ضجة في نهاية الستينيات وخلال السبعينيات من القرن الماضي نظرا أولا لموهبتها الفطرية في الغناء وصوتها الرومانسي الجميل الذي تغنى بالحب والمشاعر الإنسانية على إيقاع أرالابويا الشهير، وتناول مختلف تناقضات واقع عرف العديد من الأزمات، كما شهد معاناة الإنسان الأمازيغي الريفي سواء داخل المغرب أو خارجه، ونظرا من جهة ثانية لقوة شخصيتها كامرأة وقفت وسط الرجال لتعلن عن حق النساء في معانقة الفن و تطويره عبر التمرد على الصوت الرجالي المهيمن آنذاك. واذا كانت ميمونت ن سلوان قد تركت مشوار الفن غير مكتمل في وقت مبكر بداية الثمانينيات من القرن الماضي نظرا لظروفها الخاصة، فان الذاكرة الريفية الجماعية تحفظ مقاطع كاملة من أغانيها الجريئة ترددها في الأعراس والأفراح، حتى أصبحت مرجعا أساسيا في معرفة الأغنية الريفية والإلمام بتاريخها، و محطة لا غنى عنها في تاريخ الفن الأمازيغي عموما. يبقى أن نقول إن أغاني ميمونت ن سلوان حين نسمعها الآن، رغم أنها تنتمي لمرحلة بعيدة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، فإنها تذكي فينا حالة من الحنين الذي لا يقهر إلى زمن الرومانسية و الفن الجميل في الأغنية الأمازيغية بالريف.. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=21470 |
| |