2010-12-22, 18:12
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | كيف نجعل الصحافة تقتحم فضاء المدرسة | كيف نجعل الصحافة تقتحم فضاء المدرسة غير خاف علينا الدور الذي تلعبه الصحافة في توعية المجتمع وإطلاعه على كل المستجدات، سواء تعلق الأمر بالشأن المحلي أو بالقضايا التي تكتسي صبغة دولية على جميع المستويات،
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، مما يكسب المجتمع ثقافة متينة تؤهله لخوض معركة العصر والتصدي لكل التحديات، للانخراط بالتالي في عالم تطبعه موضة العولمة والتحالفات الدولية..
من هنا، تظهر الأهمية القصوى للجريدة، وبالتالي أهمية حضور الصحافة المغربية داخل فضاء مؤسساتنا التعليمية، إلا أن الجهود المبذولة في هذا الإطار تظل محدودة ومحتشمة إلا من بعض المبادرات الشخصية التي أخذت على عاتقها مسؤولية إنقاذ شبابنا والحيلولة دون السقوط في المزالق وجعله في منأى عن الانسياق وراء التيارات الهدامة التي تهدف إلى المس بوطنيتنا وقوميتنا وهويتنا كمسلمين يوحد صفوفَهم دين واحد يتسم بالتسامح والسلام والانفتاح على ثقافة الآخر. هناك مشروع «نادي القارئ»، الذي أنجز بتنسيق مع أكاديمية التربية الوطنية لجهة الدار البيضاء ويعتبر أن اقتحام الجرائد الوطنية فضاء المؤسسات التعليمية، عن طريق التنسيق مع جميع الشركاء في العملية من قيّمين وجمعية الآباء ومشرفين على الأنشطة، هو ضرورة لا مندوحة عنها، من أجل تعويد التلاميذ على قراءة الجرائد الوطنية وتخصيص أعمدة نمرر من خلالها وسائل لإصلاح المنظومة التربوية وتحصين الناشئة ضد كل أنواع الانحراف الذي يهدد مستقبل مدرستنا.
وأعتقد أن هذا الجهد لن يعطي أكله إلا إذا تضافرت الجهود وساهمت كل الفعاليات، من أساتذة وإداريين ومكتبيين وجمعيات الآباء، في العمل سويا على إنجاحه وإخراجه إلى حيز الوجود.
بعد حضورنا، مؤخرا، لقاء تكوينيا حول مدى حضور الصحافة المغربية في التعليم، حاولنا أن نعمق تجاربنا في هذا الإطار، موجهين كل اهتمامنا نحو الفئة المستهدفة: التلاميذ وكذا كل الفعاليات داخل المؤسسة التي يمكن أن تساهم في ترجمة هذا المشروع النظري إلى واقع ملموس...
في البداية، تم الإعلان عن هذا المشروع البيداغوجي الهام، فبادر التلاميذ، وبكل حماس، إلى تسجيل أسمائهم...
اتسمت اللقاءات الأولى بالتلاميذ بالتعريف بالجرائد الوطنية وإبراز مدى أهمية تصفح أعمدتها، وهي تتناول مختلف الأحداث الوطنية والدولية. وقد أكسب كل ذلك التلميذَ مهاراتٍ جديدةً قد تساعده، لا محالة، في حياته المدرسية وتؤهله لخوض غمار المستقبل وكله ثقة في النفس بقدراته الشخصية، مسلَّحا في ذلك بثقافة متنوعة تساعده وتمنحه القدرة على التواصل مع الآخر، خاصة ونحن في عصر أصبح لا يعير أي اهتمام للشهادات المهنية، بقدر ما يثق في قدرة الشخص على الاندماج السريع في المحيط وعلى التواصل بشكل جيد مع الآخر...
في اللقاء الثاني، طالبنا التلاميذَ باقتناء بعض الجرائد الوطنية، أولا لنزرع فيهم روح الاستئناس بالجريدة. بعد ذلك، قسمنا التلاميذ إلى مجموعات وأنيطت بكل مجموعة مهمة تصفح أعمدة جريدة وطنية وصياغة تقرير عن مختلف المواضيع المطروحة.
بموازاة مع ذلك، كنا ننبه التلاميذ إلى أهمية القراءة الواعية للجريدة، لا أن يكون التلميذ ذلك الطرف السلبي الذي يقتصر دوره على الاستهلاك ليس إلا، دون أن ينتقل إلى مستوى الإبداع، مستندا في ذلك على الجريدة كأرضية خصبة لتجاوز المألوف، في محاولة لتقديم جديد يفجّر القدرات الدفينة للمتعلم.
في بعض الأحيان، يمكن اتباع طرق من أجل دفع التلاميذ إلى القراءة والاطلاع على الجرائد. قمنا بدفع التلاميذ إلى اقتناء الجرائد ذات المنحى الرياضي الصرف، وقسمنا التلاميذ إلى مجموعتين: محبو فريق الرجاء ومحبو فريق الوداد، ونحن نعلم سلفا المنافسة الشرسة التي ستطبع هذا اللقاء. ركزنا في عملنا على هذا الجانب ودفعنا كل مجموعة على حدة إلى صياغة موضوع عن فريقها المفضل، على أن تجيد في ذلك، حتى تتبوأ المرتبة الأولى. ولكن في نهاية اللقاء، وبعد الإطلاع على التقريرين، وبتكليف مقرر عن كل مجموعة بتقديم قراءة في شكل حماسي، خلصنا إلى أن العملين معا يستحقان التنويه وإلى أن روح المنافسة ظاهرة صحية، إذا بقيت في حدود اللياقة. ولن نترك الفرصة تفوتنا دون أن نبدي ملاحظة هامة، فكلما تعلق الأمر بنشاط مرتبط بالرياضة، إلا وكان الإقبال عليه كبيرا من طرف التلاميذ. حبذا لو عرفنا كيف نستغل هذا العامل ونعتمده كقناة نمرر من خلالها كثيرا من المشاريع التربوية المرسومة...
انطلاقا من هذه الفرضية، كنا على موعد مع التجربة الرائدة التي تمت بتنسيق مع نيابة الفداء -درب السلطان، والمتعلقة بتخصيص معرض للذاكرة الرياضية لمدينة الدار البيضاء، شاركت فيه جل المؤسسات التابعة للنيابة. تم توزيع التلاميذ إلى فرق عمل وكُلِّفت كل مجموعة بزيارة مقر لجريدة وطنية، للتنقيب في أرشيفها عن الوجوه التي طبعت تاريخ المدينة الرياضي. فاق ما حصلنا عليه من مادة كل تصور...
إن الأمل معقود على ذوي النيات الصادقة لخلق المناخ المناسب والظروف التربوية الملائمة، حتى تتحقق الأهداف المرجوة من هذا المشروع، فعلى كل فاعل في الحقل التربوي أن يعي مدى أهمية هذا التوجه الإصلاحي الذي يمس في الصميم روحَ العملية التعليمية بالأساس المبنية على مبدأ التعلم الذاتي، دون أن نُسقط من حسابنا، والحالة هذه، دور جمعية الآباء، الذي يتمثل في تخصيص جزء من الميزانية لاقتناء جرائد وطنية، بشكل دائم ومستمر، تكون رهن إشارة التلاميذ في المكتبة المدرسية...
وتبقى الطامة الكبرى، التي نعاني منها نحن كمعلمين، هي عزوف التلاميذ عن القراءة، ونلمس هذا المشكل نحن كموثقين مكلفين بالمكتبة المدرسية ونحاول، جاهدين، بكل الوسائل المتاحة، أن نجد له حلا، وقد اهتدينا في الأخير إلى وسيلة ناجعة لعلها تدفع بالتلميذ إلى القراءة، فبتنسيق مع الأساتذة، اقترحنا عليهم أن تُمنَح نقطة للتلميذ المواظب على المكتبة المدرسية.
عبد الرحيم فليو - مكلف بالأنشطة والمكتبة في مجموعة مدارس البيت الثاني أولاد حدو المساء : 21 - 12 - 2010 | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=311968 التوقيع | | |
| |