منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

أصاب قبيلة من قبائل العرب الجفاف .فتحجرت القلوب وعم القحط.كثرت المظالم وانعدمت الضمائر,وقلت الأفئدة,ونفقت الحيوانات,وسدت أبواب الرزق,وجفت الآبار,وكثر صياح البوم ونعيق الغربان.كثرت الأسقام وتعددت الجائحات,واكتظت المقابر...وفي يوم من الأيام بينما أهل القبيلة جالسون القرفصاء,وعيونهم شاخصة للسماء,ينتظرون أن تجود عليهم بقطرة ماء,لاحظوا غيمة سوداء آتية من بعيد.زغردوا وهللوا واستبشروا بها خيرا,لكن ما أن وصلتهم حتى أكملت طريقها .ودون أن تجود عليهم ولو برداد بسيط من ردادها,أفرغت حمولتها على القبيلة المجاورة,التي لم تعان قط من القحط.وكانت دوما تتراءى للجميع من بعيد,خضراء وناسها دائما فرحون.وخيرهم عميم ورزقهم وفير.وفي اليوم الموالي حصل نفس الشيء مع الغيمة الأخرى,وهكذا ذواليك,كلما تصلهم غيمة تكمل طريقها لتسقط حمولتها بالجوار.فجمع أهل القبيلة التعساء أحزمتهم, وراحوا يسألون أهل العلم ,عساهم يجدون حلا لمصابهم.فسألهم هؤلاء العالمون عن صلاتهم ,وزكاتهم, وحجهم,وصيامهم,وشهادتهم,فأكدوا لهم أنهم مقصرون في أمور دينهم,ولا يمارسون شعائرهم الدينية,وليس لهم بالقبيلة أي مسجد أو إمام.هكذا تركهم أجدادهم,وهكذا يعيشون.بينما أهل القبيلة المجاورة,يحترمون دينهم,وقانعون بما أتاهم الله سبحانه وتعالى,وهم من الحامدين الشاكرين على نعمه عز وجل,ويكرمون الضيف ويحسنون لبعضهم,ويساعدون بعضهم البعض.فتأكد لأهل القبيلة التعساء,وبالملموس,أن سبب ماهم فيه من ضيق وشدة,هو جهلهم,وسوء تدبيرهم,وتفريطهم في دينهم,فحلت عليهم اللعنة,والعياذ بالله,وهم عن ذلك غافلون.

http://2.bp.blogspot.com/_jNuy8L_7wD...8888888888.jpg