اعتبر حسن بويخف أن هناك تراجعا كبيرا في حضور قضايا الجامعة والتعليم في الإعلام المغربي مقارنة ما ما كنات عليه في فترة ما بعد الاستقلال إلى منتصف التمانييات. وعزى بويخف في محاضرة له نظمتها منظمة التجديد الطلابي السبت بالدار البيضاء، هذا التراجع إلى أسباب في ثلاثة أبعاد، ذكر أولها في الجانب السياسي، ويتعلق الأمر حسب نفس المتحدث بتراجع الأهمية السياسية للجامعة وقضايا التعليم في الصراع السياسي في ضوء التطورات التي عرفها المجتمع المغربي، وبالتحولات السياسية التي ارتبطت بالتناوب التوافقي، ودخول المعارضة إلى الحكومة، وما نتج عنها من تراجع الجدل السياسي حول موضوع إصلاح التعليم بعد تمرير مشروع الاصلاح.

ونبه بويخف في مداخلة ضمن فعالية ملتقى الاعلاميين الشباب، إلى أن الصراع السياسي حول التعليم والجامعة بالخصوص يرجع إلى الأيام الأولى للاستقلال. حيث كانت الحاجة إلى الأطر المغربية كبيرة ومن تم تحول هؤلاء الأطر والمؤسسات التعليمية المخرجة لهم إلى محل صراع سياسي بين الأحزاب من جهة وبين هذه الأخيرة والسلطة من جهة أخرى. ومع مر السنين يضيف بويخف فقدت الجامعة ومؤسسات التعليم هذه القيمة الإستراتيجية وتحولت إلى مشتل لتفريخ حملة الشواهد المعطلة. أما البعد الثاني لأسباب تراجع حضور قضايا التعليم والجامعة في الاعلام، فهو ، حسب نفس المتحدث، مرتبط بما هو نقابي فصائلي، ويتعلق بأزمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتراجع الفصائل الحزبية، وكذلك أزمة النقابة الوطنية للتعليم العالي، والضعف التنضيمي الذي عرفه الحضور الحزبي على مستوى الطلبة والأساتذة ترجم، حسب بويخف، إلى تراجع اهتمام إعلام تلك الأحزاب بقضايا الطلاب والجامعة حيث كانت قضايا الجامعة حسب المناضل السابق في إطار فصيل الوحدة والتواصل تحضر بقوة في الإعلام من خلال مجالات الصراع السياسي والنقابي بين التيارات السياسية في الجامعة سواء في أوساط الطلبة أو أوساط الأساتذة. وكان الإعلام الحزبي العاكس الأمين لصراع المشاريع المجتمعية في الجامعة والتي كانت تعتبر التعليم المدخل الأساسي للإصلاح، والوسط التعليمي والجامعي المدرسة الأكثر فاعلية في تكوين المناضلين وتخريجهم.

وشكل تراجع الإعلام الحزبي البعد الثالث في نقاش بويخف لظاهرة تراجع الحضور الاعلامي لقضايا التعليم والجامعة. وسيطرة الإعلام الخاص على الساحة والذي لا يولي أهمية كبرى لهذه القضايا إلا في حدود ما ترفع من رواجه حيث أن الطابع العام للجامعة والتعليم هو ما يربطهما بالسياسات العمومية مما يجعلها موضوعا حزبيا بامتياز. وهذا يفرض أن يكون اهتمام الإعلام الحزبي بها أقوى من الإعلام الخاص. ذلك أن هدف الإعلام الحزبي هو التأثير والضغط، في حين أن الإعلام التجاري هدفه رفع المبيعات أولا.