يكتنف موضوع المجزوءة الأولى ((الوضع البشري))إشكاليات وقضايا متفاوتة، ومستعصية ،نظرا لانفتاح مفهوم الإنسان على عدة متغيرات ومرجعيات، بين الفلسفي والنفسي والتاريخي؛ من هنا فإن أي مقاربة للوضع البشري تتطلب استحضار رؤى متنوعة، كثيرا ما يغلب عليها التضارب والتعارض،ويكفي أن نثير مفهوم الإنسان، هذا الكائن المتميز بقدراته وخصوصياته،فهو كيان نفسي واجتماعي وتاريخي في نفس الوقت، فلا نستطيع أن نتجاوز أو ننفي بأنه موجود وفي نفس الحين هو شخص متميز بحياته النفسية النشيطة، كما أن قادر على ربط علاقات مع غيره، مع العلم أنه يتأثر بالزمان، فقد يكون فاعلا فيه أو مفعولا به، إننا أمام ثلاثة أبعاد أساسية:
1/ الشخص 2/ الغير 3/ التاريخ.
بهذا الطرحن فإن مفهوم ((الوضع البشري )) هو وضع متداخل العناصر، مما دفع بالتيارات الفلسفية وغيرها من المنظومات الفكرية، أن تتعاطى مع هذا الوضع برؤى تحاول فك أهم الإشكاليات المطروحة من قبيل:
1ـ ما هي مقومات هوية الشخص؟؟هل هوية الشخص وحدة متطابقة أم أنها متعددة ومتغيرة؟؟ماهو الشخص؟؟ما هي الهوية،؟ ما العلاقة التي تجمع بينهما؟؟
2ـ ما قيمة الشخص ؟؟وأين تكمن ؟؟إلى أي حد يمكن اعتبار الشخص مجرد شيء؟؟؟ كيف تتحدد قيمة الشخص أخلاقيا؟؟هل للشخص قيمة أخلاقية مطلقة أم هي نسبية وقانونية؟؟؟
3ـ ما قيمة الغير بالنسبة للشخص؟؟هل الغير ضرورة أم تهديد للذات؟؟هل معرفة الغير ممكنة أم أنها مستحيلة؟؟ ماهي العلاقة التي يمكن أن تجمع الذات بالغير؟؟هل هي علاقة عداوة وحرب أم علاقة ود وصداقة؟؟