هاهي لحظات الانتظار أصبحت ثقيلة
ودقائق الزمن متباطئة
وتراتيل الصلاة في دعاء متواصلة
بحب الله في حالة مطلقة
ونجوى الفؤاد متثاقلة
وهمس النفس للنفس صاغرة
والقلب ينبض في حيرة صامتة
فالبعد يأكل كل وفرة
وضيق الصدر لا يحتاج إلا لكلمة
موزونة بمشاعر راقية
بشكر وحَمْدٍ وتسبيح
تصبغ الحكاية بحقيقة ثابتة
تحكي قصة البداية
أن الحب تجلى بنفس رائعة
اعتدل فيها الميزان
وتساوت المقادير بدقة
في حلم و حاضرة
تبث الأشواق برغبة حاسمة
تبقى في النفس خالدة
تسعى إلى دوحة الحق بروح راضية
والقلب معلق بعبير الجنان الواسعة
وما من لحظة فيها لقاء إلا بقيت خالدة
وما من أرض اشتاقتها إلا وأصبحت وافرة
كأنها سندس الفردوس الساحرة
بحب الله يكون الماء في يديها عذباً سلسبيلاً
وصفحة وجهها كضياء البدر في الظلمة الحالكة
وفي ابتسامتها يرتسم الجلنار بعذوبة الحالمة
وصوتها تغريد الكنار وطيور الكروان عند الساقية
فان تكلمت .. ارتد الكلام كلحن في أذن صاغية
وان مشت .. كأنها المها بخيلاء قائمة
إن سألتها عن غد ٍ
أجابت : إن الروح هائمة
بحب لم تدركه ماجنة
ما عرفته أَمَةٌ أ و حرة
نسيت نفسها عند هامش الزمان غير نادمه
روح تملكها الوجد بحكمة وادعة
وأسلمت نفسها ببلاغة صائبة
لتكون مرآة الوفاء لكل صابرة
فالحب لا يصنع بالكلام ولا بتوسل ودلال
الحب قدر .. مرسوم .. لكل مخلوق
لا يعكره مزاج أو هفوة ضلال
الحب صوت الحق مهما تبرأ منه الزمان
باق .. باق .. كشعلة ضياء
تنير النفس عندما تتوه منسية
فمن امتلكه بصدق تخطى العاقبة
ومن عرف الحب في ضيق
فتحت له الأبواب الموصدة
فحب الله أكبر من أن يقاس بالقافية
ورحمته تشمل كل العباد الطائعة
فلا تجزع يا ابن آدم
فالله سخر لنا العقل لترشيد الألباب
لنختار بحس الواعي حسن الاختيار
فالصواب أن نسعى بصدق وإيمان
ونرتقي في كل شيء بالحب والأخلاق
والله لا يبخل برحمته
على عبد أحبه وأرضاه
ولكل امرئ ما نوى
والله عالم ما في الألباب
وما نعلن أو نخفي من أسرار
فكلمة حق ..
أن حب الله سعادة وهناء
وبعدها يكون الصواب بما نختار
وما هيأته الأقدار
فالحب يولد الوقار
وصياغة المعشر بين الأزواج
واعتدال موازين التعاملات
وبناء الإنسان على أحسن حال
فلا تثريب على عبد عرف حب الله
فهو العون المعين في السراء والضراء
* * *
من كتاب رسالة الروح
محمد رامي
حماة 18تشرين الأول 2010