2010-12-23, 10:04
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ | بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين . أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَان لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } لقد شدّني تفسير هذه الآية الكريمة ، وما فيها من معانٍ عظيمةٍ ، من التّواصي بالخير ، و الكلام الطيب النافع الذي يجمع الشّمل على المنهج الحقّ القويم ، فأحببت أن أنقل لكم تفسير الشيخ السّعدي رحمه الله لها . يقول الشّيخ رحمه الله : وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } وهذا أمرٌ بكل كلامٍ يقرّب إلى الله من قراءةٍ وذكرٍ وعلمٍ وأمرٍ بمعروف ونهيٍ عن منكرٍ وكلاٍم حسنٍ لطيفٍ مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنّه يؤمر بإيثار أحسنهما ، إن لم يمكن الجمع بينهما. والقول الحسن داعٍ لكل خلقٍ جميل ٍ، وعملٍ صالحٍ ، فإنّ من ملك لسانه ملك جميع أمره. وقوله: { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ } أي: يسعى بين العباد ، بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم. فدواء هذا ، أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم ، لينقمع الشّيطان الذي ينزغ بينهم ، فإنّه عدوّهم الحقيقيّ الذي ينبغي لهم أن يحاربوه ، فإنّه يدعوهم { ليكونوا من أصحاب السّعير } . وأمّا إخوانهم ، فإنّهم وإن نزغ الشّيطان فيما بينهم ، وسعى في العداوة فإنّ الحزم كلّ الحزم ، السّعي في ضدّ عدوّهم ، وأن يقمعوا أنفسهم الأمّارة بالسّوء ، التي يدخل الشّيطان من قبلها ، فبذلك يطيعون ربهم ويستقيم أمرهم ويهدون لرشدهم. انتهى كلامه رحمه الله ، وإن ابتلي الشخص بأعداءٍ ، ودفع معهم ما استطاع ، فلا ينتصر لنفسه { في أمور الدنيا } وعليه مراعاة الدعوة عامةً ، ولا يكون سبباً في تزعزعها ، وعليه أن يصبر فإنّ ذلك من عزم الأمور . قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : - { وكل ما أوجب فتنةً وفرقةً فليس من الدّين ، سواء كان قولاً أو فعلاً ولكنّ المصيب العادل عليه أن يصبر على جهل الجهول وظلمه إن كان غير متأولٍ ، وأمّا إن كان ذاك متأولا فخطؤه مغفورٌ له ، وهو فيما يصيب به من أذى بقوله أو فعله له أجرٌ على اجتهاده ، وخطؤه مغفورٌ له ، وذلك محنةٌ وابتلاءٌ في حق ذلك المظلوم ، فإذا صبر على ذلك ، واتّقى الله كانت العاقبة له كما قال تعالى " وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً "وقال تعالى " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ " آل عمران186 فأمر سبحانه بالصّبر على أذى المشركين وأهل الكتاب مع التّقوى وذلك تنبيهٌ على الصّبر على أذى المؤمنين بعضهم لبعضٍ ، متأولين كانوا أو غير متأولين } والله أعلم انتهى كلامه رحمه الله - الاستقامة ط 1 { 1/ 37 – 38 } نقلا عن كتاب ( حقيقة منهج المملكة العربية السّعوديّة )للشيخ العلامة محمد بن عمر بن سالم بزمول حفظه الله ص19 وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
| : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=312342 التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | |
| |