منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - العاصمة الرباط فوق صفيح ساخن :مسيرة الأطر العليا المعطلة

العاصمة الرباط فوق صفيح ساخن

هشام مساهل عضو مجموعة النضال للأطر العليا المعطلة

المسافر : 15 - 12 - 2010
إذا كان هناك عنوان للمحطة النضالية الجديدة لمساء يوم الثلاثاء 14/12/2010 أمام البرلمان و التي قامت بها المجموعة الوطنية للأطر العليا المعطلة المشكلة من مجموعتي النضال و الطموح فهو أن الإرادة إنتصرت على الزرواطة، ملحمة أسطورية ستبقى مرجعا في تاريخ الحركة الإحتجاجية بساحة الرباط، حيث نظمت المجموعة الوطنية مسيرة حاشدة في مستوى عال من التنظيم حشدت لها 400 من أطرها تحت شعار" مغاربة سواسية من طنجة إلى الكويرة " إنقسمت خلالها المجموعة إلى أربع مجموعات تمثل كل واحدة فيها جهة من جهات المغرب الأربع المنحدرون من الشمال والجنوب والغرب والشرق يتقدمها علم المملكة وحمل أطر المجموعة لافتات تعبر عن المطالبة بحق الإدماج المباشر و الفوري والشامل في أسلاك الوظيفة العمومية وأخرى تطالب الوزير الأول بتنفيد وعد تخصيص 10% من المناصب المالية للأطر العليا ولافتات ترفض المجموعات الأشباح بإعتبار أن إدماجهم بطريقة غير شفافة هو تكريس لسياسة عدم الوضوح والمكاشفة كأساس للحوار الإجتماعي وتجدير للزبونية والمحسوبية ، والأشباح هم ثله من أبناء أصحاب النفوذ والوساطات وشبيبات الأحزاب التي تنام السنة بأكملها في سبات عميق ثم يتم إدماجها على حساب دماء وتضحيات ونضالات الأطر العليا المتواجدين بشكل يومي من داخل شوارع الرباط.

وتأتي هذه المسيرة على خلفية التنديد بإقصاء المجموعة الوطنية (النضال والطموح) من حل مفاجئ ظهر أوائل شهر دجنبر من سنة 2010 شمل فقط المغاربة المنحدرين من الصحراء مستثنين بشكل كامل مغاربة المناطق الشمالية في مقاربة غير وطنية وتجزيئية مرفوظة تهدد وحدة البلاد التي ضحى من أجلها آباءنا وأجدادنا وإخواننا بالغالي والنفيس كان أبرزها المسيرة الخظراء المظفرة وآخرها ذبح رجال الأمن من أبناء الشعب المغربي الكادح على الطريقة الزرقاوية لتنظيم القاعدة الإرهابي على يد حفنة من المرتزقة الذين يخدمون أجندة خبيثة وتآمرية لأعداء وحدتنا الترابية في أحداث العيون الأخيرة. الحل الأخير أدمج ما لا يقل عن 3000 معطل مغربي صحراوي غالبيتهم من أصحاب الإجازة والباكالوريا وشهادة التكوين المهني رغم غياب قوانين وقرارات وزارية تخول لمن ليسوا أطر عليا من الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، الرقم جاءنا من مصادر موثوقة من مدمجين في الحل ، ونأسف جدا أن الحكومة لم تصرح إلا ب 305 معطل فقط في التلفزة الرسمية في تكرار لنهج التستر والتضليل الإعلامي، وعموما وللتوضيح فقط فنحن لسنا ضد إدماج أي مواطن مغربي ما دام الدستور والمواثيق الدولية تكفل لأي مواطن حق المطالبة بشغل كريم، لكننا ضد التمييز والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد أو خلق مواطنين من الدرجة الأولى وآخرين من الدرجة الثانية، الشيء الذي لا يخدم الوحدة الوطنية والمصلحة العليا للبلاد التي نغار عليها، ويبدوا أن الأجهزة الأمنية أحرجها فظح المعطلين لسياسة الدولة الغير الوطنية حيث سارعت إلى سحب الرايات المغربية من أيدي الأطر العليا الذين إستبسلوا في التمسك بها كرمز مقدس للروح الوطنية و وحدة المغاربة من طنجة إلى الكويرة كما قامت عناصر القوات المساعدة وقوات التدخل السريع بمحاولات لمصادرة اللافتات لكن عزيمة الأطر العالية وصمودهم الأسطوري حال دون ذلك ولم تتمكن العناصر البوليسية من إجلاء الأطر العليا من أمام البرلمان رغم القمع الوحشي الشديد بعد أن جلس كل الأطر ذكورا وإناثا دون إستثناء على الأرض في تحد هزمت فيه إرادة الأطر وأجسادهم النحيفة وصرخاتهم القوية زرواطة المخزن حيث عملت قوات السيمي أقصى ما في جهدها من تنكيل وضرب ورفس وتكسير للجماجم والعظام دون أن تنال من صمود الأطر الغاضبين والمحتجين بشكل سلمي وتفننوا في أشكال السلخ والجلد والتحقير الجسدي واللفظي أمام شهود العيان، نقل خلاله ما لا يقل عن 250 إطار إلى المستشفى إبن سينا حيث توالت سيارات الإسعاف في نقلهم في أحداث أربكت رجال الإسعاف والشارع المحادي للبرلمان الذي غص بسيارات الإسعاف وضجيج صفيرها والمواطنين الذي جاؤوا ليشهدوا المجزرة المرتكبة في حق الأطر العليا، وقد دخلت قوات الأمن أو القمع إن صح التعبير في صراع مع المواطنين الذين رفظوا إخلائهم من المكان وتعالت أصواتهم بالتنديد والشجب والإستنكار لما يرونه من ظلم جائر وتعسف بيّن في حق أطر تطالب بحق واحد و وحيد وهو الشغل. هو يوم أسود شهده الرباط لكنه ملحمة نضالية بكل المقاييس جسدت فيها المجموعة الوطنية أسلوب الإحتجاج السلمي والراقي الذي ينتهج التضحية والبذل والعطاء ونكران الذات وتلاحم الأطر من أجل تحقيق المطالب المشروعة كنهج لا محيد عنه

وكانت المجموعة الوطنية صبيحة نفس اليوم قد قامت بوقفة إحتجاجية أمام فندق فرح بالرباط والذي إنعقدت فيه أشغال مؤتمر وزراء التشغيل العرب والذي نظم تحت شعار الحوار الإجتماعي من أجل الرفع من فرص الشغل، حيث إستنكرت المجموعة الوطنية تقديم الحكومة لمعطيات مغلوطة حول أرقام و واقع التشغيل في المغرب ونددت بإدعاأت الحكومة نجاح حوارها الإجتماعي والسياسة التشاركية مع الفاعلين وهي العارفة أن غياب الصراحة والشفافية يحول جلسات ما يسمى بالحوار الإجتماعي إلى أداة جديدة للتماطل والتسويف وممارسة الظغط والإبتزاز و شكل من أشكال الإرهاب النفسي أو التعذيب الطويل المدى

هذا وقد أعلنت المجموعة الوطنية (النضال والطموح) في أخر جمع عام لها حالة تعبئة عامة قوية إستنفرت فيه جميع أطرها للإستعداد لإتخاد أقصى أشكال التصعيد المتواصل دون مهادنة أو توقف معلنة أنها لن تقبل أي إقصاء جديد لها في تسوية 2011 كما عبر الكثير من الأطر عن إستعدادهم للتوظيف أو نهلك دونه شهداء،مما يجعل سيناريو المحرقة أو المشنقة أو الإظراب المفتوح عن الطعام غير بعيد عن العاصمة الرباط مجددا في حالة أي إقصاء ظالم ومرفوض.