منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - مدينة الريش : نيابة ميدلت / تلاميذ مدرسة تازمامارت يدفعون ثمن خصومات الكبار

مدينة الريش : نيابة ميدلت / تلاميذ مدرسة تازمامارت يدفعون ثمن خصومات الكبار

تلميذ سابق بمدرسة تازمامارت

المسافر : 13 - 12 - 2010

عاشت مجموعة مدارس أيت إينو التي تقع على بعد حوالي 14كلم من مدينة الريش في اتجاه مدينة كرامة, والتي تضم فرعية تازمامارت حيث ما تبقى من بنايات معتقل تازمامارت تطل على المدرسة وضعا غير طبيعي حيث دخل مجموعة من الأساتذة في اعتصام منذ يوم السبت 13نونبر2010 ما نتج عنه حرمان عدد كبير من التلاميذ من حقهم المقدس في التعليم مستويين بالمركزية 1+2 و مستويين بفرعية تازمامارت 5+6 أمام صمت وتجاهل غير مبررين من قبل النيابة الإقليمية التي لم تتحرك لتفقد الوضع و الاستماع إلى المعتصمين و إرجاع الأمور إلى نصابها,هذا الوضع غير المعتاد خلق نوعا من القلق لدى أباء و أولياء التلاميذ الذين استنكروه, خصوصا منهم الذين يقطع أبناؤهم مسافات طويلة و يعودون بخفي حنين, و في سؤال لبعض الآباء حول رأيهم في خطوة الاعتصام هاته و دواعيه, أكدوا أن دواعي الاعتصام ترجع إلى خلافات بسيطة حول التوقيت و الإطعام المدرسي ... و غيرها من الأمور التي يمكن حلها بأقل الخسائر لو أن الساهرين على الشأن التعليمي بالإقليم يعطون لكل ذي حق حقه. وأكد فاعل جمعوي بالمنطقة فضل عدم ذكر اسمه أن هذا الوضع يستدعي تدخلا حازما لمحاسبة المسؤولين عن حرمان التلاميذ من حقهم في التعليم إدارة كانت أم أساتذة.

نعم الجميع يتفق على أن حق التلميذ في التعليم مقدس و لا يجوز المساس به, كما أن لا أحد يستطيع أن ينكر على الأساتذة حقهم في الاحتجاج, و لكن هل يحق لنا أن نحتج كيفما شئنا و متى شئنا و لأي شيء شئنا؟ هل يجوز للنيابة تجاهل وضع المحتجين؟ و من المسؤول عن حماية حق المتعلم من الضياع في مثل هذه الحالة؟...؟ إنهم من يتقاضون أجورهم و تعويضاتهم من ضرائب الفقراء؟ اللجان.

حضرت اللجنة وإن في وقت متأخر لكن و كالعادة كان الهدف هو جبر الخواطركما تفعل جميع اللجان في جميع أنحاء الوطن الحبيب وهذه عادة سيئة وجب القطع معها واستحضار منطق تحديد المسؤوليات بشكل حازم و بالجرأة المطلوبة, ضمانا للسير العادي للدراسة و لعلاقة واضحة المعالم مبنية على احترام القوانين المنظمة للعلاقات بين الإدارة و باقي العاملين بالمؤسسة و بين بعضهم البعض ومع كل من له صلة بالمؤسسة... و أهم دافع هو ضمان استفادة المتعلم الذي لا ذنب له إلا أن مصيره وضعته الأقدار بين أيدي أناس لا يقدرون براءته؛ بين من يستغله للضغط ومن يستهتر بمستقبله بالتماطل و التجاهل من حقه كاملا دون نقص أو تشويش. النيابة كانت تعرف أن المشكل القائم يعنيها بصفتها على أقل تقدير هي الحكم.. فلماذا التماطل..؟ و هل كان لزاما أن يضيع هذا العدد الكبير من الحصص الدراسية من حق التلاميذ بسبب لا شيء؟

و لماذا اللجان إذا لم تحدد المذنب و تحاسبه؟ ... و إلى متى يظل التلميذ هو من يدفع ثمن أخطاء ليس له فيها دخل؟ إنه العبث في زمن المسخ الإداري و النضالي على حد سواء حيث الاستخفاف بكل شيء بدم بارد إن لم يكن متخثر.

إن تلميذ اليوم هو رجل الغد ( عامل, فلاح, أستاذ, سائق, أمي, عاطل, وزير, نائب برلماني , ...) و لا أحد منا ليس له ذكريات مع المدرسة الابتدائية و للأسف غالبا ما تكون سلبية كأن يتذكر أحدنا كيف كان المعلم يتفنن في تعذيبه لمجرد أنه لم يحفظ نصا ما, و هو لا يعرف القراءة أصلا و جميع من يحيطون به أميون, أو أن يتذكر أحدنا كيف كنا نترك داخل الفصل بينما المعلمون يتبادلون أطراف الحديث الذي لا ينتهي لساعات طوال طوال, طيلة الموسم الدراسي أو كأن تتذكر كيف كان المعلم يهرول مسرعا لإحضار زملائه لمقاسمته نشوة الضحك عليك لمجرد أنك ارتكبت خطأ بسيطا و كم تلميذا كتبت على ظهره كلمة حمارو أرغم على التجول بين تلاميذ المدرسة ليقرأها الجميع إننا كشباب و قد تجاوزنا مرحلة الخجل من بعضنا البعض نتذكر بمرارة تلك الممارسات و انعكاساتها السلبية فمن سلم جسده في تلك المرحلة فأكيد أن التعذيب النفسي لم يسلم منه ...لا تستغربوا إنها مدارس القرى المجاورة لمعتقل تازمامارت فطبيعي أن تمارس بداخلها بعض أصناف التعذيب الحاطة بالكرامة . إن ذاكرة مرحلة الطفولة لا يطالها النسيان؛ رجاء فل نبصم في ذاكرة أطفالنا ذكريات جميلة , حتى نسهل على أطفال اليوم مصافحتنا غدا بابتسامة صادقة و احترام نابع من قلب يؤمن بحق أن المعلم هو باني الأجيال... و حتى نجنبهم عناء مصافحتنا اليد لليد فقط و لمجرد المجاملة و تفادي لماذا...؟ التي لن تفيدنا الإجابة عنها في شيء.