منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - الأثرة والأنانية والانتهازية عصفت بنقابة المفتشين

الأثرة والأنانية والانتهازية عصفت بنقابة المفتشين

محمد شركي

وجدة سيتي : 05 - 12 - 2010
بأسف شديد أجدني مضطرا لنعي نقابة المفتشين لكل غيور عليها بعدما ساير مكتبها الوطني أهواء أصحاب الأثرة والأنانية والانتهازية في ما كانوا يرغبون فيه منذ زمن بعيد . فلطالما حذرنا من رغبة جهات متعددة في إجهاض نقابة المفتشين سواء تعلق الأمر بجهات داخل الوزارة أم بجهات جهوية ومحلية أم بنقابات حزبية يضايقها وجود نقابة مفتشين غير محزبة . لقد حذرنا الإخوة بشدة من مغبة النفخ في أسباب تشتيت صف المفتشين من خلال تزكية آراء أصحاب الأثرة والأنانية والانتهازية . إن جعل ما سمي وحدة الإطار مطلبا وقاعدة في المادة 4 من النظام الداخلي ، وإدراجه ضمن القانون الداخلي للنقابة عقب وقفة احتجاجية جاء في وقت غير مناسب بسبب ما تشهده الساحة الوطنية من أحداث تتعلق بقضية وحدتنا الترابية هو أسلوب انتهازي متعمد من أجل تمرير أمر يعتبر خلافا بين فئتين من فئات المفتشين .
وليس من المعقول الخلط بين وحدة المصير ووحدة الإطار ذلك أن وحدة المصير معناها تخندق كل فئات المفتشين كما يفيؤهم قانون الوظيفة العمومية على غرار كل فئات موظفي الوظيفة العمومية في خندق واحد من أجل صيانة حقوقهم والدفاع عنها أمام الوزارة الوصية ، أما المطالبة بوحدة الإطار فعبارة عن رغبة فئة بعض مفتشي التعليم الابتدائي التربويين بالمساواة في المستحقات المادية والإدارية مع زملائهم مفتشي التعليم الثانوي علما بأن الإطار مختلف بين هذه الفئة وتلك بموجب نصوص تنظيمية وتشريعية . ولئن تمت مجاراة فئة مفتشي التعليم الابتدائي في مطلبهم الانتهازي وأقولها بدون تردد وما عهدت مجاملا أحدا من الناس مهما كان فإن الأمر يقتضي تعميم ذلك على كل موظفي وزارة التربية الوطنية وكل موظفي باقي الوزارات وهذه لعمري هي الحماقة بعينها. ومن المراوغات المتداولة بين بعض الانتهازيين أن بعض مفتشي التعليم الابتدائي حاصلون على نفس شواهد مفتشي التعليم الثانوي ، وفي هذه الحالة لا أحد يمنعهم من تغيير الإطار كما يفعل المدرسون عندما يبدءون مشوارهم التعليمي بالسلك الابتدائي ثم يواصلون الدراسة أحرارا فيقدمون طلبات لتغيير الإطار . فهذه المسطرة شيء ، والمطالبة بتوحيد الإطار عوض تغييره شيء آخر ، لهذا لا يقبل هذا التخريج من بعض مفتشي التعليم الابتدائي. فتغيير الإطار له إجراءاته القانونية ، أما ما يسمى توحيد الإطار فمحض طمع وطاعون من طرف الذين لا هم لهم سوى الاستفادة من التعويضات. لقد أسس مفتشو التعليم الثانوي نقابة مع مفتشي التعليم الابتدائي لا ليكونوا مطية يركبها هؤلاء لتحقيق مصالحهم بل للدفاع عن المصالح المشتركة. ولكن مع الأسف الشديد اتخذ بعض مفتشي التعليم الابتدائي النقابة مركبا ذلولا لتحقيق مآربهم الخاصة .
لم يخجل بعضهم ممن وضعت فيه الثقة ليكونوا ممثلين للمفتشين من التهافت على بعض المهام التي ليست من اختصاصهم البتة ذلك أن بعضهم حشر أنفه في مشاريع المخطط الاستعجالي نظرا لما تدره من تعويضات دون أن يخجلوا من أنفسهم، وهذا ما كرس لدى البعض فكرة المطالبة بتوحيد الإطار لتبرير هذا التهافت من أجل دريهمات ستفنى وتبقى بعدها المذمة والذكر السيء كما حصل لمن سال لعابهم بالأمس القريب فخسروا مكانتهم عند زملائهم بسبب فرق لا يسمن ولا يغني من جوع في التعويض عن التنقل. إن نقابة المفتشين معرضة اليوم أكثر من أي وقت مضى للتبخر والانحلال بعد سنوات من النضال لأن البعض فضل الأثرة والمصلحة الخاصة عليها وعلى وحدة الصف . والمفتشون اليوم وخاصة أصحاب الغيرة الصادقة على النقابة وأصحاب الحكمة وبعد النظر مطالبون بإنقاذ النقابة من الانحلال من خلال المطالبة بجموع عامة للقواعد في كل جهات البلاد لمنع كل أسباب تفكك النقابة. ولئن تقاعس المفتشون اليوم عن ذلك فإنهم سيندمون غدا ولات حين مندم ، سينتهي أسبوع باكور تعويضات المخطط الاستعاجلي وتعود القطط إلى رمادها كما يقول المثل العامي. ولئن ضيعت فئة من المفتشين اليوم فئة أخرى فإن الضياع سيكون مصيرها هي الأخرى غدا ورحم الله المتنبي القائل :
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا // أن لا تفارقهم فالراحلون هم
سأكون أول الراحلين عن النقابة إذا لم تغلب الحكمة ، ورحم الله تعالى أخي الغالي السيد محمد راشد الذي طالما حذرته من أصحاب الأثرة والانتهازيين الناخرين لجسم النقابة ولكنه كان رحمة الله عليه حسن الظن بكل من هب ودب حتى آل أمر النقابة إلى إفلاس محقق بسبب سلوكات الانتهازية والمصلحية والأثرة .