هل الجمال الفائق عيبا؟
قرأت هذه القصة في مجلة العربي العدد 610سبتمبر 2009وادركت من معانيها أن الجمال الخارق والمتكامل يمكن أن يكون وبالا على صاحبه.
سأحاول تلخيصها ، وإن كنت سحرت بأسلوب د.محمد المنسي قنديل الرائع في السرد.
الجرباء
كانت عفراء بنت قسامة، متكاملة الجمال فائقة الحسن عريقة الحسب والنسب، لما رآها ابن عتيق لأول مرة (وقد كان شاعرا)لم يجد الكلمات التي يمكن أن ترقى لجمالها...
ورغم تحذير الجميع ، نظرا للفوارق الجمالية والاجتماعية...تقدم لخطبتها، واشتد استغرابه حين وافق أبوها بسهولة وحتى هي لم تتردد في قبوله ، بل أعلن الزفاف في نفس الليلة وطلب منه الا يبرح مكانه ليدخل عليها في نفس الليلة.
اعتقد ابن عتيق أن في الامر سرا، إلا أنه لم يجد أي عيب في عروسه، فجمالها يفوق الوصف...
"تحدث مع أقرب أصحابه عن هذا الكمال البشري الذي لا يشوبه نقص، وكيف أنه مندهش من موافقتهم عليه بهذه السهولة، قال صديقه:
- ربما لأنها أجمل بكثير مما ينبغي.
- هل يمكن أن يكون هذا عيبا؟
"ببطء شديد استطاع أن يعي ماذا يعني أن يكون الجمال الفائق عيبا، في أي مكان تذهب إليه عفراءلم تكن هناك امرأةتجرؤعلى الاقتراب منها، او الوقوف بجانبها، كن جميعا يعرفن أن المقارنة ستكون صارخة.....كانت تجلس دوما وحولها فراغ قاحل وتحول هذا الخوف من الاقتراب منها إلى نبذ مستمر، اكتشف أيضا أن هناك اسما سريا يطلقه الجميع عليها ويتبادلونه، "الجربـــــــــــــــــاء"، تلك الناقة التي تتحاشاها بقية النوق، كان التشبيه دقيقا وقاسيا ولكنه حقيقي."
"حتى ابن عتيق أحس بوطأة هذا الجمال الطاغي، رغم أنها كانت تهبه ذات نفسها دون تحفظ أو تكبر..."فطلقها ورحل بعيدا وظلت أجمل نساء الصحراء وحيدة، كأنها ناقة جرباء يتحاشاها الجميع.

جمال الرجل في رجولته والمراة في أنوثتها
بارك الله فيك