أثر المواعظ في القلوب قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عاذات القسوة و الغفلة ، فتدبرت السبب في ذلك فعرفته .ثم رايت الناس ينفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقضة عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين : احدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الانسان فيها مراح العلة ، و قد تخلى جسمه و فكره من أسباب الدنيا ، و انصت بحظور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، و كيف يصح أن يكون كما كان ؟ و هذه حالة تعم الخلق ، إلا أرباب اليقضة يتفاوتون في بقاء الأثر :فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجو ا صيد الخاطر : جمال الدين أبي الفرج بن الجوزية |
الساعة الآن 22:10 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd