سحب من الضباب والغموض باتت تغطي سماء الإرشاد التربوي هذه الأيام ، ولم يتم إنزال أية مذكرة وزارية تبدد تلك السحب ، حيث تناسلت الاستفسارات والتساؤلات من لدن المكلفين بالإرشاد التربوي فيما يتعلق بنقطتين أساسيتين وهما الحصة الزمنية المسندة إلى المرشد وتعويضات المهام.وإذا كانت التعويضات قد أثارت بعض ا لجدل في صفوف المعنيين فإن مسألة الحصة الزمنية تعتبر هي النقطة التي أفاضت الكأس ، حيث يدور حاليا سجال وجدال متصاعد بين المكلفين بالإرشاد والأطراف الوصية وصل في العديد من المدن إلى إلغاء مذكرة الإرشاد بسبب الخصاص الذي تعرفه المؤسسات التعليمية ، حيث أن المكلفين بالإرشاد التربوي رفضوا ذلك التكليف بحجة عدم قدرتهم التوفيق بين التدريس بحصة كاملة ومزاولة الإرشاد التربوي وطالبوا بضرورة تمتيعهم بنصف حصة كما كان معمولا به من قبل..لكن أمام الخصاص المهول الذي تعانيه بعض الأكاديميات فقد تعذر تلبية ذلك المطلب .ويبدو أن الأمور تسير حاليا نحو إلغاء مهمة الإرشاد التربوي بعد أن رفضها كل المكلفين بالإرشاد الذين أسندت إليهم الحصة كاملة...
والحقيقة أن الإرشاد التربوي مهمة صعبة ومتشعبة ، ولا يمكن أن يقبل بها أي عاقل في ظل غياب العمل بنصف حصة و الحرمان من تعويضات التنقل .
إن الحل الوحيد الذي بات أمام الوزارة لتفعيل مقتضيات مذكرة الإرشاد التربوي هو توفير الظروف المناسبة والمحفزة للمكلفين بالإرشاد بما في ذلك تمتيعهم بنصف حصة عمل وتخصيص تعويضات عن تنقلاتهم. ويبدو أن الوزارة حاليا غير مستعدة لتحقيق ذلك ليس رفضا منها ولكن بسبب تحديات الواقع ، ولهذا بدأت تلوح في الأفق أخبار تفيد بإلغاء تلك المذكرة حتى إشعار آخر ،
ونتمنى أن تبادر الوزارة المعنية إلى إصدار مذكرة تنظيمية في هذا الشأن تنصف تلك الفئة التي ستسند إليها مهمات مرهقة ، ويقتضي الإنصاف تحديد ساعات عملها في نصف حصة وتحديد تعويضات عن التنقل ، ونعتقد أنه ما لم توفر شروط الإنصاف فإنه لن يقبل بتلك المهمة أحد من العقلاء ومعنى ذلك أن مصير المذكرة المنظمة للإرشاد التربوي سيكون الأرشيف..
إن الإرشاد التربوي هو مهمة تتطلب ممن يتولاها التفرغ والتحفيز وتوفير شروط العمل والانصاف، وإذا كانت الأخبار الشائعة تفيد بأنه في ظل الخصاص المهول في المفتشين فإنه سيتم تكوين المرشدين لسد الخصاص عبر التكليف الذي يمكن أن يتوج بالإدماج فإن المنطق لا يقبل التصديق في غياب مذكرات وزارية تنظيمية واضحة..
وما يلاحظ خلال هذه السنة هو تنامي الرغبة لدى عدد هائل من المدرسين لتولي مهمةالإرشاد بسبب ما يروج من إشاعات حول احتمال إدماج المرشدين المنتقين في سلك التفتيش لاحقا، الأمر الذي جعل منسوب الإقبال على الترشيح لهذه المهمة يرتفع في صفوف المدرسين في مختلف النيابات..
ومن وجهة نظرنا فإن ما يروج من احتمال إدماج المرشدين في سلك التفتيش بعد إخضاعهم لأيام تكوينية هو مجرد إشاعات ليس إلا ، إشاعات الغرض منها تحفيز المدرسين على الإنخراط في الترشيح لهذه المهمة