الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الإبداعات الأدبية الحصرية > أدب الطفل



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-11-16, 11:25 رقم المشاركة : 1
أحمد القاطي
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية أحمد القاطي

 

إحصائية العضو







أحمد القاطي غير متواجد حالياً


a9 الحمل العجيب / قصة / أحمدالقاطي




الـــحــمــــل الــعـــجــيــب


في عـز شبابي، وقـوة بنيتي الجسدية ؛ مازلت أذكر أنا البدوي الكادح ، أنني كنت أقـطع مسافة طويلة مشيا على الأقـدام ،وذلك من البادية التي كـنت أسكن فـيها إلى المدينة كي أعمل أي عـمل يساعــدني عـلى كسب رزقي ، ورزق إخوتي الصغار . وفـي الطريق كان علي ــ يوميا ذهابا وإيابا ــ أن أمر من غابة البلوط المتـكاثفة الأشجار، المتـنوعة الأطيار ، المـتـرامية الأطراف ، المتـشعبة الشعاب ، والصعبة التضاريس ، الفاصلة بين قـريتي والمدينة . استمر هـذا الحال مـدة طويلة ، إلى درجة أنه أصبح أمرا عاديا بالنسبة إلي ، لم يحصل فيه مرة واحدة أن تخلفـت عـن الذهاب إليها ، أو العودة إلى قـريتي التي أحببتها لطبيعتها وناسها الطيبين البسطاء النّـِـشاط كالنحل . لا تكاد شمس النهار تبزغ حتى تراهم وقـد هـبـوا عـن بكرة أبيهم للعمل والكـد والبحث عـن أرزاقهم ، غيـر متأفـفـيـن ولا شاكين طبيعة العمل الذي يزاولون .
وفي بداية أحد الأسابيع الخريفـية ، ألح عـلي عيسى أحد أصدقائي في العمل ، أن أحضر معه وليمة عـقـيـقـة ابنه البكـر . وبما أنه كان أعـز الناس إلي بعد عائلتي ، لم أمانع . لبيت دعوته . وقـبل الذهاب عنده ، عـرجت على مكان للتسوق ، واشتريت لابنه هـديـة متواضعة ، ولكـنها بالـنسبة إلي، وإليه كانت ذات دلالات عــميقــة. ويمّمت الصيدلية الـقـريبة واشتريت الــدواء لأمي المريضة .
حضرت الوليمة ، إلى جانب ثلة من المدعـوين من أصدقاء عيسى ، وبعـض أفراد عائلته المتمدنين المتعلمين الذين كانوا بين الـفـيـنة والأخرى ينطقـون ببعض الكلمات الأعجمية رغـبة في التميـز وإثارة الانـتباه إلـيهم ، لكن عـيسى بـدعابته المعهـودة ، وروحه المرحة ، كان لا يترك الفـرصة تمر دون أن يعلق عليهم محاولا تـقـلـيدهـم والنطق مثلهم. لكن لسانه كان لا يطاوعه مما كان يثيـر ضحك الجميع ، فـيطالـبونه بإعادة التلفـظ بتلك الكلمات بحجة أنهم كانوا منشغلين ، وأنهم لم يستمعوا إلى ما قاله. وتحت إلحاحهم الشديد كان ينزل عـند رغـباتهم ويعيدها من جـديد وهـو واثــق من نفـسه ومما يقـول. وما يكاد ينتهي حتى ينخرط في الضحك كل الحاضرين الذين تتعالى ضحكاتهم وتعم كل أرجاء الغرفة إلى درجة أن هناك من يبكي ، وهناك من يشد على قـفاه من الألم الذي يحدثه له الضحك . وهكـذا قـضينا أمسية ممتعة نسينا معها أوصاب الحياة وأوجاعها ولو لفـترة وجيزة، أعادت إلينا توازننا النفـسي الذي كنا في حاجة إليه. وبعد انقضاء الوليمة ، كان الليل قـد أرخى سـدوله على المدينة، وكان علي أن أعــود إلى قـريتي كي أسلم الدواء الذي اقـتـنـيته لأمي . وهكذا وكالعادة قـفـلت راجعا، وتفكيري كله منصب على أمي المريضة، وعـلى يوم الغد ، والقـيام باكرا، حتى لا أتخلـف عـن عملي وأعـرض نـفـسي للطرد. مشيت بضعة كيلومترات ، كانت كافـية لأتــرك خلـفي المدينة ، وأبتعـد عـنها ، وأصل إلى غابة الـبـلوط الهادئة الوديعة ، فـبدأت أغني علني أنسى طول المسافة المتـبـقـية التي ينبغي علي قطعها . وفجأة وعلى بعـد، ومن خلال ضوء الـقـمر الخافت المتسلل من بين أغصان الأشجار الكـثيفة، رأيت شبحا ما يتحرك ، فخفـت في البداية أن يكون لصا يتربص بي الدوائر، فـبدأت أتقدم، وأنا متأهب لكل الاحتمالات ، وكلما دنوت، كلما اتضحت الأمور أكثر فأكثر، إنه مجرد حمل صغير، قـد يكون تخلف عن القـطيع، هكذا قـلت في نفـسي. تابعت السير نحوه في اطمئنان تام ، ولما وصلت عـنده بقي ثابتا في مكانه لم يهـرب، ولم يبد أي محاولة للـفـرار أو الابتعاد. أخـذتـه، وحملـته بين ذراعي، وفي نيتي أنني سوف أسلمه إلى صاحبه بمجرد ما تسفــر شمس الصباح ، ويطلبه أحـد الطالـبـيـن. تذكرت أمي المريضة، وبدأت أحث الخطو عـلني أجدها مستيقـظة تنتظرني كي أسلمها الدواء لتتناوله قبل أن تنام. وفي غمرة تفــكيري هذا، ألـقـيت نظرة خاطفة على الحمل الذي كنت أحمله، متعجبا كيف أنه لم يتحرك منذ حملته . وبدأت أتساءل ربما قـد يكون مريضا ولذلك تخلف عن قـطيع الغنم، أو ربما قـد يكون حديث الولادة فـلم يقـو على متابعة سير القـطيع . لم يتوقـف حبل تساؤلاتي إلا عندما لاحظت أن لون الحمل قـد تغير من الأبيض إلى الأسود.لعنت الشيطان، وقـلـت في نـفـسي: إنه الكرى فـقـط بدأ يغالب جفني، بسبب الوقت المتأخر من الليل ، وعـدم تعودي على السهر. أعـدت النظر إليه من جديد رغـبة في التأكد، فإذا اللون قـد تغير هـذه المرة من الأسود إلى الأصفـر، نعم أنا مـتـيـقـن إنه أصفـر. ازدادت شكوكي ومخاوفي في آن واحد . ما المعمول يا إلهي ؟ لم أجد من حيلة سوى الإسراع أكثر وعدم النظر إليه . تابعت سيري ، ولما وصلت إلى خربة مهجورة تبعد بحوالي كيلومترين عن منزلنا ، لاحظت هذه المرة أن ثقـل الحمل قـد ازداد عما كان عليه عندما حملته أول مرة . تجاهـلت الأمر، ولما ابتعدت قـليلا عن الخربة ، ألقـيت نظرة عـليه لأصاب بالصدمة الكبرى ، إنه ليس حملا ، إنه شيء آخر لم أتبين صورته جيدا لكثرة هـلعي ، إنه يريد أن يخنقـني، إنه جني . رميته أرضا دون تفــكـيـر في العواقــب، وأطلقـت رجلي للريح غـير ملتفـت إلى الوراء ، أطوي الطريـق المتـبقــية طيا ، وكم طالت رغم قـصرها وقـربها من منزلنا . ولما وصلت ، بدأت أطرق الباب بعـنـف ودون توقــف إلى أن فـتح أخي الباب ، فـدخلت وأنا أكاد أجن مـن الفـزع غـيـر مصدق أنني قـد نجوت ، وغـير متوقـف عن تلاوة آية الكرسي ، وبعض الآيات الأخرى من القـرآن الكريم . فـتعجب أخي من أمري ، فهــو لأول مرة يراني على ما أنا عـليه من الاضطراب والإنهاك الواضح الجلي ، فانهال علي بوابل من الأسئلة المستـفـسرة عـن حالي ، لم أجبه عـن أي واحدة منها إلا بعد أن صفـعـني على خـدي كي يردني إلى صوابي ورشدي، فأخبرته بحكايتي من بدايتها إلى نهايتها ، وهـو جامد في مكانه لا ينبس ببنت شفة ، فحمد الله على سلامتي، وضمني إلى صدره كي يخـفـف عـني هـول الصدمة، ويشعرني بالأمان .




تازة في : 2 / 4 / 2006

أحمد القاطي من مجموعتي القصصية / حكايات عجيبة / ط : 1 / 2007
، ص : 25 إلى 30




















: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=290784
    رد مع اقتباس
قديم 2010-12-02, 20:10 رقم المشاركة : 2
سعيدة سعد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية سعيدة سعد

 

إحصائية العضو







سعيدة سعد غير متواجد حالياً


وسام المنسق

وسام المركز الثالث مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثاني بأكاديمية الأستاذ

وسام المشرفة المتميزة

افتراضي رد: الحمل العجيب / قصة / أحمدالقاطي


قصة مشوقة وأحداثها تتصاعد بشكل يشد القارئ ويجعله يحس بالمكان وبمشاعر البطل .
أحييك أستاذي الفاضل وأسعد بما تنشره من إبداعات على صفحات الأستاذ .
تقديري واحترامي .





التوقيع











    رد مع اقتباس
قديم 2010-12-08, 09:22 رقم المشاركة : 3
أحمد القاطي
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية أحمد القاطي

 

إحصائية العضو







أحمد القاطي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الحمل العجيب / قصة / أحمدالقاطي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة سعد مشاهدة المشاركة
قصة مشوقة وأحداثها تتصاعد بشكل يشد القارئ ويجعله يحس بالمكان وبمشاعر البطل .
أحييك أستاذي الفاضل وأسعد بما تنشره من إبداعات على صفحات الأستاذ .
تقديري واحترامي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله
سلام الله عليك أختي سعيدة سعد .
سنة / 1432 / سعيد إن شاء الله لك ولكل العائلة الكريمة .
أنا بدوري سعيد لمرورك الكريم .
دام لك الألق الممتد
تحياتي





    رد مع اقتباس
قديم 2010-12-08, 22:22 رقم المشاركة : 4
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رد: الحمل العجيب / قصة / أحمدالقاطي


قصة رائعة أستاذنا الكبير أحمد القاطي
استمتعت بكل سطر فيها
سايرت أبطالها حتى النهاية
راقتني صياغة الأحداث، كانت في بعض الأحيان تحبس الأنفاس
تقديري لكم استاذي المحترم





التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس
قديم 2010-12-22, 10:12 رقم المشاركة : 5
أحمد القاطي
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية أحمد القاطي

 

إحصائية العضو







أحمد القاطي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الحمل العجيب / قصة / أحمدالقاطي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء مشاهدة المشاركة
قصة رائعة أستاذنا الكبير أحمد القاطي
استمتعت بكل سطر فيها
سايرت أبطالها حتى النهاية
راقتني صياغة الأحداث، كانت في بعض الأحيان تحبس الأنفاس
تقديري لكم استاذي المحترم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفاضلة فاطمة الزهراء
سلام الله عليك .
ألف شكر على مرورك الكريم وثنائك الجميل .
نلتقي كي نرتقي
تحياتي





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمدالقاطي , الخلل , العجيب , قصة

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 17:58 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd