منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أرشيف مواضيع النقاش (https://www.profvb.com/vb/f293.html)
-   -   فكرة قرأتها في كتاب: "توفيق الحكيم ينقد نظام عبد الناصر". جزء 2. نقل مواطن العالم د. (https://www.profvb.com/vb/t53926.html)

mkochkar 2010-11-06 21:49

فكرة قرأتها في كتاب: "توفيق الحكيم ينقد نظام عبد الناصر". جزء 2. نقل مواطن العالم د.
 
فكرة قرأتها في كتاب: "توفيق الحكيم ينقد نظام عبد الناصر". جزء 2. نقل مواطن العالم د. محمد كشكار
كتاب "مأساة بغداد، أسبابها و تداعياتها على المنطقة العربية" لمحمد الهاشمي الطرودي. طبعة الشركة التونسية للنشر و تنمية فنون الرسم، تونس 2005، في 381 صفحة
تنبيه ضروري
ما أنشره في هذه السلسلة من نقل، تحت العنوان المشترك "فكرة قرأتها في كتاب"، لا يمثل موقفي الفكري بل هو عبارة عن مذكّرة خاصة، أعتمدها شخصيا عند الرجوع إلى الكتاب الأصلي. لا تغني هذه المذكرة عن قراءة الكتاب كاملا. يجب إذن توخّي الحذر الشديد في التعامل مع ما ورد فيها لأن لا تصل إليكم فكرة الكاتب ناقصة أو مشوّهة. أنشر هذه السلسلة مساهمة مني في رد الاعتبار لفن ثامن في طريق الانقراض، اسمه "مطالعة الكتب
محمد الهاشمي الطرودي
صفحة 225
إن القمع الذي استهدف المعارضات و النخب بالبلاد العربية، كان قمعا رهيبا و بشعا و فظيعا، لم يكن العقاب قدر الجرم ، و لم يكن الهدف الردع، كان الهدف تدمير الإنسان و تخريب الذات و اغتيال المعنى و الحط من الكرامة الإنسانية ، فما عسى أن ينتج مثل هذا القمع؟
الفقرة التالية هي بمثابة تعليق شخصي مضاف للنص الأصلي من م. ع. د. م. ك
كنت دائما أتعجب و لا أفهم في السبعينات الأحكام البورقيبية القاسية جدا التي سُلطت على اليساريين بسبب تكوين مجموعة سرية ضيقة جدا أو بسبب كتابة أو حمل أو توزيع منشور سريا أو بسبب إلقاء كلمة في تجمع طلابي داخل أسوار الجامعة أو بسبب توزيع جريدة العامل التونسي التي تتحدث على الخلاف التروتسكي - الستاليني أكثر مما تتحدث عن هموم العمال و الفلاحين التونسيين! الآن، سنة 2010 ، و الآن فقط فهمت فشكرا و ألف شكر شيخنا الجليل محمد الهاشمي الطرودي على هذا الكتاب التنويري الذي أُعدّه من أفضل ما قرأت في حياتي حول تاريخنا العربي السياسي الحديث. انتهى التعليق الشخصي المضاف للنص الأصلي و أرجع مباشرة للنقل من الكتاب
لقد وصف توفيق الحكيم بمرارة و معاناة النتائج الكارثية للتجربة الناصرية على الصعيدين السياسي و الثقافي و أوضح كيف دمر الحكم الديكتاتوري الوعي و المثقف و الإنسان
كتب تحت عنوان ضياع وعي مصر: " و أود من كل قلبي أن يسفر البحث النزيه عن تقويم موضوعي للتجربة...و لكن هناك خسارة لا شك فيها و لا يعدلها عندي مكسب، ذلك هو ضياع مصر...و هذا بالضبط كان حالي يوم جلست أمام التلفزيون بفم مفتوح كالبلهاء أستمع إلى انهيار مصر الثورة الذي تم في بضع ساعات...ثم استمر الطنين كالمعتاد من حولي في الأناشيد الحماسية و أغاني المطربين و المطربات و لافتات الشركات: النصر، النصر: النصر، شركة النصر لكذا، و سيارة نصر، و مصنع نصر، و متجر نصر،...و كل شيء نصر في نصر في نصر...إلى حد مضحك يثير سخرية أي إنسان عاقل... لكن مصر لم تعد تعقل و لم تعد تعي أنها أصبحت مضحكة بهذه الألفاظ و الأوصاف. فقد كانت تصدق من أرادوا أن يجعلوها تصدق أنها تعيش غارقة في الانتصارات، انتصارات الثورة، أيامك كلها انتصارات
لم يكن فينا رجل يقول أو يستطيع أن يقول: كُفوا عن ترديد كلمة النصر...إن البلاد التي انتصرت فعلا الانتصارات العسكرية أو العلمية أو الحضارية لم تكثر هكذا و لم تسرف في ترديد هذه الكلمة...أما و الهزائم قد توالت علينا فما هي دواعي الاستمرار فيما قد يثير السخرية، إلا أن يكون هو الاطمئنان إلى أن الوعي العام مفقود...أتراه كان تحطيما مقصودا لوعي مصر؟
نعود مرة أخرى لشهادة توفيق الحكيم لنقف عند عينات من الإرهاب و الإذلال و القمع الذي سُلط على النخبة في العهد الناصري، و كيف أسهم في تغييب الوعي و تكميم أفواه قادة الرأي و كبار المثقفين في مصر. و هو عينة مما جرى في بلاد عربية أخرى و إن بدرجات مختلفة لقد كان وصفه ينضح بالمرارة و العذاب و الشعور بالذنب و ثقل المسؤولية فقد تساءل في البداية قائلا: و لكننا نحن كهول الثورة ما عذرنا؟ ما الذي خدر عقولنا؟ و أجاب: "فينا من يقول إن إجراءات عنيفة قد اتُخذت لمنع تكوين رأي عام حر يناقش و يعارض و أنها الرقابة المشددة على كل ما ينشر و يذاع ثم الاعتقالات لمن يُشتبه في رأيه المخالف مع ألوان من التعذيب بلغت فظاعتها مبلغ الأساطير، مما لا بد أن يُحقق في صحته يوما من الأيام و لكنني لا أنسى على الأقل تعذيب أستاذ جامعي فاضل نعرفه هو الدكتور عبد المنعم الشرقاوي الذي عُذب تعذيبا بلغ من بشاعته أن أنكر شكله أهله و معارفه...لم أكد أعلم بذلك من شقيقه الشاعر عبد الرحمان الشرقاوي حتى كتبت في الحال كلمة أقول فيها "هذه لطخة سوداء في جبين الثورة لا يمكن الدفاع عنها أمام التاريخ" و أرسلتها إلى من يوصلها إلى عبد الناصر...و كنت حتى وقتئذ أحسن به الظن و لا أصدق أنه مسؤول، و لكن الإشاعات راجت عن معذبين كثيرين منهم من كان يُؤتى إليه بزوجته أو ابنته أو أخته للاعتداء على عفافها أمامه...كل هذه الفظائع سمعناها و اقشعرت لها أبداننا فهي مما لم تكن تعرفه مصر من قبل و لكن العجيب هو أن يحدث لأستاذ جامعي هذا التعذيب و لا تتحرك الجامعة و لا يحتج زملاؤه الأساتذة و لا تلاميذه الطلاب و لو بالوقوف دقيقة عن الدروس؟...كذلك يوم ما سمي بمذبحة القضاء بطرد نحو مائتين من رجال القضاء لفرية كاذبة مدبرة لم يحتج رجال القضاء، و يوم ضُرب الدكتور السنهوري رئيس مجلس الدولة و أهين و كاد يقتل لم يحتج زملاؤه. و يوم عُين رئيسا لنا في المجلس الأعلى للآداب ذلك الضابط الصغير (يقصد يوسف السباعي) لم نتفوه بكلمة لا أنا و لا طه حسين و لا العقاد بل جلسنا هادئين و كأن الوضع طبيعي. هنا تكمن مسؤوليتنا جميعا نحن المثقفين و يقع علينا اللوم بل المحاسبة أمام التاريخ. لا بد من محاكمة لنا جميعا. سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع من زمن بعيد و أسكرونا بخمرة مكاسب و أمجاد فسكرنا حتى غاب عنا الوعي

الفقرة التالية هي بمثابة ملاحظة شخصية مضافة للنص الأصلي من م. ع. د. م. ك
أشاطر توفيق الحكيم في كل ما قاله في نظام عبد الناصر لكن أذكّر بوجهة نظري في هذا الموضوع و هي التالية: أنا لا أعشق نظام عبد الناصر لأن من تسبب في هزيمة 67 لا يمكن أن يكون مثلي الأعلى. و لم يكن يوما طموحي ساذجا أو بسيطا حتى أتخذ مثلي الأعلى من بين رجال العسكر أو رجال أو نساء السياسة الذين مارسوا السلطة حتى و لو في سويسرا أو السويد. و أكرر أن عبد الناصر لم يكن يوما ناصريا بمفهوم الناصرية كإيديولوجيا القوميين اليوم و التي تحمل شعارات نبيلة كالحرية و الوحدة و الاشتراكية، شعارات رفعها نظام عبد الناصر للدمغجة على الجماهير و استمالة و تغييب وعي المثقفين و لم يكن في استراتيجته تطبيقها يوما ما، لكن في الوقت نفسه أصدّق و أنزّه الناس القوميين الناصريين المعارضين و غير المتواجدين في السلطة لأنهم آمنوا حقا بهذه الشعارات النبيلة و يسعون بصدق لتحقيقها


الساعة الآن 03:17

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd