خديجة بنشويخ : الدار البيضاء تعرف أكبر زيادة وطنية على مستوى تلاميذ الثانوي التأهيلي - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-11-02, 23:02

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

خديجة بنشويخ : الدار البيضاء تعرف أكبر زيادة وطنية على مستوى تلاميذ الثانوي التأهيلي

مديرة أكاديمية العاصمة الإقتصادية قالت إن المدينة مركز استقطاب ويصعب أن يتم التحكم في متطلباتها

مراد ثابت

قالت خديجة بنشويخ، مديرة أكاديمية جهة الدار البيضاء الكبرى، إن أهم العوائق التي كانت تعترض إصلاح منظومة التربية والتكوين
تمثلت في عدم توفر الإمكانيات المادية، مشيرة إلى أن أهمية المخطط الاستعجالي الذي يدخل سنته الثانية تنبع من رصده إمكانيات مادية هائلة لإصلاح هذه المنظومة. ومن جانب آخر، قالت خديجة بنشويخ إن الأكاديمية ستعرف خلال السنوات الثلاثة المقبلة خصاصا كبيرا في عدد الأساتذة بفعل تقاعد عدد كبير منهم، خاصة أساتذة الثانوي التأهيلي في مادتي الفلسفة والعربية وغيرهما.
- يمتاز الدخول المدرسي الحالي بكونه الثانيَّ بعد تطبيق المخطط الاستعجالي، كيف تُقيّمون دخول هذه السنة؟
> يمتاز الدخول الدراسي لهذه السنة بكونه الدخول المدرسي الثاني بعد الأجرأة الفعلية للمخطط الاستعجالي. وإذا تحدثنا على الشق المتعلق بالانتظارات، فإننا سنجد أن الانتظارات كانت أقوى ربما مع هذا الدخول المدرسي، مما شكَّل ضغطا كبيرا على كل الفاعلين المباشرين في عملية الدخول. أما على مستوى الإنجازات، فإننا نعتقد أن هناك إنجازات تظهر بالملموس، بالرغم من مجموعة من الانتقادات والتعثُّرات أمام بعض التدابير الجديدة. وعلى العموم، لا بد من القول إن الدخول المدرسي طبعته دينامية جديدة، ولا بد من تسجيل القيمة التي أخذها الدعم الاجتماعي لتمدرس الفئة العمرية من 6 إلى 16 سنة، والتي مكّنتْ جميعَ تلاميذ الدار البيضاء في المستوى الابتدائي من التوصل بأطقم الكتب المدرسية وكذا التلاميذ في الإعدادي داخل المجال القروي، مع تخصيص 15 حافلة تكتريها الأكاديمية من أجل النقل المدرسي وغير ذلك.
لقد مكَّن المخطط الاستعجالي من رصد إمكانات مالية إضافية، حيث إن الميزانية عرفت تحسنا واضحا. أما المعطى الإيجابي الثاني فهو أنه شكَّل محطة تقييمية تجاوزت التشخيص، بل وضعت أصبعها على بعض المشاكل المهمة، خاصة منها المشاكل التدبيرية. أعتقد أن الإصلاح كان يعيقه أمران جوهريان اثنان: الأول عدم توفر الإمكانيات المادية، والثاني هو أن القدرات التدبيرية من أجل إرساء الإصلاح لم تكن متوفرة. طموحات ميثاق التربية كبيرة وطموحات الإصلاح كبيرة، غير أن الإمكانيات المادية التي كانت ضئيلة وبسيطة والقدرات التدبيرية غير الكافية، حالتا دون أن يتم تطبيق ذلك الإصلاح.
- تعرف المؤسسات التعليمية على مستوى جهة الدار البيضاء اكتظاظا في داخل الأقسام تصل في بعض الأحيان إلى خمسين تمليذ في القسم، هو أمر كما تعلمون غير تربوي، كيف تعملون في الأكاديمية على حل مثل هذا المشكل؟
> لجهة الدار البيضاء خصوصية، مقارنة مع باقي الجهات، فمدينة الدار البيضاء تعرف ضغطا على مستوى الثانوي التأهيلي، وهذا يُعتبَر في حد ذاته مؤشرا خاصا بالدار البيضاء، لأن تزايد أعداد المتمدرسين، وطنيا، في ما يخص الثانوي التأهيلي هو أمر معروف، ولكن الدار البيضاء تعرف زيادة نسبة 14 في المائة، وهي النسبة التي ترفع نحو الأعلى النسبة الوطنية. فالدار البيضاء تعرف استمرار الدراسة إلى غاية الباكلوريا، وهي نسبة مرتفعة على المستوى الوطني. كما أن الزيادة التي عرفها المغرب ناتجة، بالأساس، عن المجهودات التي بُذِلت في السنوات الأخيرة من أجل فرض إلزامية التمدرس على المستوى الابتدائي والإعدادي، من خلال تغطية معظم القرى والمداشر بالبنيات التعليمية الابتدائية والإعدادية، وبالتالي، فإنْ كان من المتوقع أن يعرف الثانوي التأهيلي ارتفاعا في عدد التلاميذ، فإن العرض الحالي لا يكفي، بل هناك ضغط على المستوى الثانوي التأهيلي وطنيا، باستثناء ثانويات في مدار قروي. إن معدل التلاميذ في هذه الأقسام تتجاوز 40 تلميذا، سواء في الدار البيضاء أو في مراكش.
- لكن هذا الوضع غير تربوي؟
> وفق المرجعيات التي نشتغل على أساسها لمدة سنوات، فالوضع غير صحي، ولكن هل يجب أن ننتظر حتى تتوفر الشروط من أجل جعل 30 تلميذا في قسم واحد؟ هل يجب أن نشتغل بطريقة أخرى؟ هل يجب أن نبني فضاءات أوسع؟ هناك إشكالات على مستوى الثانوي -التأهيلي تستدعي مداخل متعددة للنقاش. أعتقد أن وضع الثانوي التأهيلي يستدعي نقاشا حقيقيا، فضلا على الموارد البشرية، فنحن إلى حدود الآن مازالت الجهة تعاني من الخصاص في أطر الثانوي التأهيلي، وخلال السنوات الثلاثة المقبلة، ستعرف الجهة خصاصا كبيرا، بفعل تقاعد عدد كبير من أساتذة الثانوي التأهيلي، خاصة في مواد الفلسفة والعربية وغيرها. إن البرنامج الاستعجالي فتح ورش الموارد البشرية واشتغل بشكل كبير على توفير البنيات وتأهيلها وضمان استقرار المؤسسة التعليمية.
- ما هي المعايير المعتمدة لتأهيل الفضاءات التعليمية؟
> الخاصية الثانية لمدينة الدار البيضاء هي أنها مناطق استقطاب سكان، وفيها حركية كبيرة ويصعب أن يتحكم أي قطاع. وهذا يعطينا خريطة مدرسية مختلفة. فعلى مستوى الابتدائي، هناك جهات تعرف ضغطا وجهات تعرف بعض الانخفاض. فعلى سبيل المثال، نرى أن جهات الفداء وآنفا وعين السبع «تتخفف»، سنة عن سنة، فيما يخص الابتدائي، بينما نرى ضغطا كبيرا على سبيل المثال في منطقة الهراويين والنواصر ودار بوعزة ومديونة. أما على مستوى الثانوي -التأهيلي نرى أن مسألة الضغط هي مسألة عامة. فعلى سبيل المثال، هناك حجرات فارغة في ثانويات في قلب الدار البيضاء آنفا، بينما نجد في نفس الثانويات اكتظاظا، نظرا إلى قلة الموارد البشرية.
- طُرحت هذه السنة مشكلة تكوين الأساتذة الذين يشتكون من كونهم ملزَمين بحضور التكوينات، وفي الوقت نفسه، يُطلَب منهم أن يعوضوا التلاميذ عن تلك الأيام التي قضوها في تلك التكوينات، كيف تعملون على حل هذه الإشكالية؟
> أخلاقيا، كانت مسألة التكوينات مطروحة حتى في السابق. الجديد هو أنه بدأ الحديث عنه بحدة هذه السنة، لماذا؟ لأنه منذ البدء في تنفيذ المخطط الاستعجالي هناك، فعلا، ضغط في ما يخص التكوينات التي هي ضرورية لإنجاح هذا المخطط، وقد رُصدت لهذه التكوينات ميزانية مهمة تقدَّر بالملايين. وفرض على كل المتدخلين في العملية التربوية أن يخضعوا لهذه التكوينات وأن يعوض الأساتذة الساعات التي قضوها في التكوين. هناك دراسة على المستوى الوطني أبانت أن 30 في المائة من زمن تعلم التلاميذ تضيع في مجموعة من الممارسات ليس من ضمنها التكوين. هذه السنة، واستمرارا في البحث عن ظروف ووسائل النجاح، جاءت فكرة تأمين الزمن المدرسي، ومن هنا، كان رد الفعل، بأن يتم استحداث آليات الضبط ونشر لوائح الغياب وإلزام الأساتذة بأن يعوض كل ساعة ضاعت لسبب من الأسباب. وأعتقد أن هذا الأمر عادي وموضوعي ولا يحتاج إلى كل ردود الفعل هذه.
- طرحت الصحافة، مؤخرا، حالة اجتماعية تمثلت في الطفلة «آية»، التي رفضت مدرسة في الحي الحسني تسجيلها لأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين اعتبر والدها أن هذا الرفض يعد إقصاء لحق الطفلة في التعلم. ما هي حقيقة هذه الحكاية؟ وكيف تم علاجها؟
> بداية لا أتصور، إلى حد الآن، ونحن في مغرب 2010 أن ترفض إدارة مشرفة على التربية والتكوين تسجيل طفلة.. هذا الأمر لا يمكن أن يتقبله عقل أو منطق. إن عملنا الأساسي هو أن نسجل الأطفال في المدارس ونعلمهم. ومن سيصدق مثل هذه الأقوال، فهو بدون شك لا يملك أي ذرة من المنطق.
حالة الطفلة «آية» هي حالة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وإذا كان الأب يرفض أن يعترف بهذه الحقيقة فهذا أمر يخصه. وعندما نقول إن الطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، فنحن لا نُقصي أي أحد أو نصدر حكما ولا نقوم بأي عمل يؤذي الطفلة أو الوسط الذي تتحدر منه، ولكنْ عندما نقول إنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإننا نعني بذلك أنها بحاجة إلى عناية خاصة ومواكبة وإلى تتبع خاص. نعرف أن تسجيل تلميذ لا يساوي فقط مقعدا، بل إننا، كمسؤولين، نعمل من أجل أن نضع الطفل في المكان الذي يضمن له تكوينا مناسبا، في تكامل وتوازن نفسي. ما حدث مع هذه الطفلة أن والدها تقدم بملف طبي يفيد أن ابنته تعاني من أعراض مرض نادر جدا في المغرب. والكل يعرف أنها مجموعة من الأعراض المتشابكة تستدعي تدخلا ومواكبة طبية بتخصصات مختلفة. ومن بين الأعراض هناك السمنة المفرطة. وعندما تقدم والد الطفلة للمؤسسة، كان يبحث عن مقعد للطفلة مرفوقا بالملف الطبي. السؤال الذي طُرح علينا هو: «أين يمكن أن نضع طفلة تعاني من أعراض تعرض علينا لأول مرة؟ الأب كان في البداية يتحدث عن تلك الأعراض، وبين عشية وضحاها، أصبح يخفي الملف. قلنا له، في البداية، إنه يجب عرضها على خبرة طبية، لتحديد تلك الأعراض، وقلنا له إن مؤسساتنا لا تتوفر على أخصائيين نفسيين وغير ذلك. وقامت النيابة بتوجيهه إلى جمعيات تشتغل معنا، منها جمعية في الحي الحسني مختصة في الإعاقات، لكي تستفيد الطفلة من خدمات تلك الجمعية التي تتوفر على أطر طبية مؤهلة، وراقبتها الجمعية لمدة عشرين يوما وقدمت تقريرا مفادها أن حالة الطفلة تتطلب على الأقل ثلاثة أطباء وبأنها طلبت من الأب 2000 درهم، ولكنه قال إنه لا يتوفر عليها واعتبر أنه لا يمكنه أن يُدخل طفلته إلى تلك الجمعية، لأن إمكانياته لا تسمح له بذلك. لقد عُرِض عليه مركز مختص في بوسكورة، يتوفر على خدمات طبية، رفض لأن «بوسكورة بعيدة عنه». غير أن الأب اعتبر أن الأمر إقصاء، في حين أن الحقيقة هي أننا نريد توفير الشروط المناسبة لكي تتلقى طفلته التكوين الملائم لها، لأن الطبيعة والقدر شاءا أن تكون طفلته هكذا. وقد اقترحنا على النائب الإقليمي أن يبحث عن شراكة مع مؤسسة خصوصية تتوفر على مثل هذه الخدمات ومتعاقدة مع أطباء نفسانيين وأطباء أطفال، وبالفعل تم الاتفاق على أن تتلقى الطفلة تكوينها في مؤسسة خاصة بالمجان، مراعاة للحالة الاجتماعية للأب. وضعت «آية» في قسم عادي تحت المراقبة، إذا تمكنت من أن تساير داخل فضاء عادي، فذلك ما نرغب فيه، أما إذا كان الأمر يتطلب مواكبة خاصة، فسيُحدث قسم خاص يضم هذه الحالات، خاصة أن المدرسة الخاصة لديها ثلاث حالات أخرى كل حالة تتطلب مواكبة خاصة.

المساء التربوي

2-11-2010

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=283209


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :