منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أرشيف مواضيع النقاش (https://www.profvb.com/vb/f293.html)
-   -   فكرة قرأتها في كتاب: "تعريف العلمانية حسب عبد الله العروي" .نقل مواطن العالم د. محمد (https://www.profvb.com/vb/t52323.html)

mkochkar 2010-10-23 11:41

فكرة قرأتها في كتاب: "تعريف العلمانية حسب عبد الله العروي" .نقل مواطن العالم د. محمد
 
كتاب عبد الله العروي "السنّة و الإصلاح" الطبعة الأولى 2008 , المركز الثقافي العربي, بيروت, 224 صفحة

تنبيه ضروري

ما أنشره في هذه السلسلة من نقل، تحت العنوان المشترك "فكرة قرأتها في كتاب"، لا يمثل موقفي الفكري بل هو عبارة عن مذكّرة خاصة، أعتمدها شخصيا عند الرجوع إلى الكتاب الأصلي. لا تغني هذه المذكرة عن قراءة الكتاب كاملا. يجب إذن توخّي الحذر الشديد في التعامل مع ما ورد فيها لأن لا تصل إليكم فكرة الكاتب ناقصة أو مشوّهة. أنشر هذه السلسلة مساهمة مني في رد الاعتبار لفن ثامن مهدّد بالانقراض، اسمه "مطالعة الكتب

عبد الله العروي
صفحة 210

أبرزنا سلسلة من الثنائيات على مستويات مختلفة. تصرّ السنّة، هذا ديدنها، على اختزالها كلها في ثنائية واحدة: الكفر و الإيمان، و هو عين التغرير
و كما أشرت، واجب علينا إنقاذ العلم و السياسة، لا من الدين، إذ المفهوم يتطلب كل مرة مزيد تدقيق، بل من التأويل الذي فرضته السنّة، و السنّة مؤسسة بشرية، رسمية كانت أم لا، منظمة كانت أم لا، و الواجب عام و دائم إذ لا نهاية للصراع
في هذه الحال لا بد من سلطة محايدة، ترسم الحدود و تلزم كل طرف باحترامها، بعد أن علمتنا تجارب مُرّة كثيرة أن النفس لا تؤتمن

كلمة علمانية، رغم ما يلازمها منذ القرن الماضي و بكامل الأسف من إشارة قدْحية، لا تعني سوى هذا الحياد المنشود (الهامش 23 صفحة 210: لفظة علماني تقابل اليوم في الاصطلاح السياسي كلمة لائكي الفرنسية و
سكولر secular
الانجليزية مع أن المدلول في اللغتين مختلف نسبيا. لا شك أن اختيار لفظ علماني كان خطأ و لعب دورا سلبيا في مسار الفكر العربي الحديث. لو اختير لفظ مثل دنيوي، مقابل أخروي، أو معاملاتي من معاملات مقابل عبادات، أو سلطاني مقابل شرعي، إلخ. لما استبشع في الأوساط التقليدية كما هو الحال مع لفظ علماني. الواقع أن الاختيار وقع في إطار الحملة التي شنها مروجو نظرية داروين ضد التفسير الكنسي للتاريخ الطبيعي، متأثرين بما كان يجري آنذاك في أوروبا، سيما و أن أغلب الكُتّاب في هذا الباب كانوا من الشوام المسيحيين
اختاروا كلمة علماني، من العلم، اقتباسا من كلمة scientist
إذ التعارض كان بين العلم و الدين

لو قيل منذ البدء إن المشكل يتعلق بالتمييز في كل حكم بين الجانب العقائدي و الجانب الاجتماعي، و إنّ هذا التمييز واقع ملموس و ليس بأمر من السلطة السياسية التي هي، بالتأسيس و التعريف، حيادية، عادلة، فوق الملل و النحل و المذاهب المتساكنة داخل الدولة الواحدة، لما وجد الفقهاء، السنّة بخاصة، في ذلك التمييز أي عيب إذ يعتمدون مثله منذ زمن طويل
التمييز بين الشرعي و السلطاني عادي عند الفقهاء. يعود في آخر تحليل، حتى عند الأصوليين الأكثر تعلقا بالسنّة، إلى الفرق بين الأحكام المكية و الأحكام المدنية، كما يفسر ذلك الشاطبي حيث يقول
" الأحكام المكية مبنية على الإنصاف من النفس و بذل المجهود في الامتثال بالنسبة إلى حقوق الله أو حقوق الآدميين. و أما الأحكام المدنية فمنزّلة في الغالب على وقائع لم تكن فيما تقدم من بعض المنازعات و المشاحّات و الرخص و التحقيقات و تقرير العقوبات في الجزئيات لا الكليات." مرجع سابق، ج 4 ص 237


خالد السوسي 2010-10-23 11:51

رد: فكرة قرأتها في كتاب: "تعريف العلمانية حسب عبد الله العروي" .نقل مواطن العالم د. م
 


بارك الله فيكم استاذي الفاضل محمد كشكار وشكرا جزيلا لكم على نقلكم الطيب


بخصوص هذا النقل فأكتفي بكلمة واحدة قالها العروي :

السنّة مؤسسة بشرية،

لأوكد لكم أن ما قاله ليس صحيحا البتة وليس سليما ومخالفا للشرع ومخالفا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة

نعم السنة مصدرها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

ولكنها ليست مؤسسة بشرية كباقي المؤسسات نأخذ منها مانريد ونترك ما لانريد

السنة وحي يوحى وذكر قد تكفل الله بحفظه وصيانته ومصدرها رسولنا الكريم المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي لاينطق عن الهوى

أما العلمانية فخطرها معروف ومشاهد ومعلوم والادلة على ذلك متعددة وكثيرة من كتب العلمانيين واقوالهم ومعتقداتهم

ولانحتاج الى أقوال العروي لتلميع صورتها أو التخفيف من سمومها


تقديري وامتناني ومودتي


واصل بن عطاء 2010-10-25 01:41

رد: فكرة قرأتها في كتاب: "تعريف العلمانية حسب عبد الله العروي" .نقل مواطن العالم د. م
 
الأخ الكريم خالد
العروي لا يقصد بمصطلح "السنة" التعريف الشرعي المعروف ، إنما هو في كتابه (السنة و الإصلاح) يستعمل هذا المصطلح للإشارة إلى تجربة الإسلام و تبلورها و تطورها عبر التاريخ ، و ما أفرزته هذه التجربة من قراءات و تأويلات تجسدت من خلال مختلف المذاهب و الفرق و الاتجاهات الاسلامية التي حفل بها التاريخ الإسلامي. فهو حتى، يوسع من مدلول الكلمة لكي لا ترمز فقط لمذهب "السنة" أو ما يعرف بأهل السنة و الجماعة و إنما ليشمل كل المذاهب الأخرى ، فكل مذهب في نظره هو "سنة" بما هو قراءة و تأويل و تجربة تطرح نفسها كمجسد للدين و معبر عنه.
أقول هذا الكلام فقط من باب الانتباه إلى السياقات التي ترد فيها بعض المصطلحات و أغراض أصحابها منها و طريقة توظيفهم لها..
هذا بغض النظر عن الموقف من كلام صاحب الكتاب


الأخ الكريم كشكار

مشكلة العروي في هذا المفهوم الذي قدمه للعلمانية أنه يشكل حلقة نشازا بالنسبة إلى طبيعة التوجه الفكراني(الأيديولوجي) الذي خطه لنفسه كمدافع شرس عن ضرورة القطيعة مع التراث و الأخذ بأسباب الحداثة كما تجسدت في سياق التجربة الغربية
فتاريخانية العروي و حماسته الشديد للقيم التي تأسست عليها الحداثة في السياق الغربي( خصوصا النسبية مقابل الوثوقية، و المنفعة مقابل القيمة و الصيرورة مقابل الغائية) يأبى عليه تقديم العلمانية على أنها مجرد تميز بين السياسي و الديني أو السلطاني و العقائدي أو الديني و الدنيوي، على اعتبار أن لكل واحد منهما مجاله الخاص للعمل و الإشتغال.
فمعيار المنفعة (أو الكسب المادي) الذي يتم الأخذ به في تقويم الأشياء و الحكم عليها بعيدا عن أي اعتبار يقاربها من وجهة نظر قيمية (أو أخلاقية) كما هو الحال في المجتمع الحداثي، لا شك سيصطدم بالدين كمصدر أساس للقيم يستحضر دائما البعد الغائي و الأخلاقي كشرط ملازم لتحقق المنفعة المادية.
كما أن احكام الدين و قيمه و أخلاقه بما هي مثل عليا مطلقة ، تتعالى على الواقع المادي و تشكل مرجعا في توجيهه و رسم حدوده لا شك سيتعارض مع قيمة النسبية في فلسفة الحداثة بما هي دعوة إلى إلى إلغاء أي مرجعية أو نقطة ارتكاز يمكن أن تشكل اطارا للتحاكم و التمييز و التصحيح و التخطيء و بيان ما يجوز و ما لا يجوز ..

mkochkar 2010-10-25 15:16

رد: فكرة قرأتها في كتاب: "تعريف العلمانية حسب عبد الله العروي" .نقل مواطن العالم د. م
 
أهلا بك أخي واصل و شكرا على التوضيحات التي قدمتها في تفسير مفهوم "السنّة" في كتاب العروي "السنّة و الإصلاح" و شكرا أيضا على النقد الذي قدمته لفكر العروي فقد استفدت منه كثيرا لأنني لست ملمّا بكا إنتاجاته الفكرية.


الساعة الآن 23:46

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd