بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ننشئ مدرسة ناجحة؟

إن مهنة التعليم من أصعب المهن ، لأنها تتطلب مجهودا كبيرا ومهارة رفيعة من طرف الأستاذ، وفي بلادنا نظرا للظروفه تزداد هذه المهمة صعوبة لأسباب كثيرة ،منها غياب المساعدة التربوية،
والفضاءالتربوي الملائم، والحوافز،وغياب حسن تدبير البرامج والمناهج ، وجودة الكتب المدرسية من حيث الكم والكيف ،لا كتاب الأستاذ ولا كتاب التلميذ . ويزيد الطين بلة استبداد الإدارة برأيها، وتهميش جميع المجالس المدرسية بسبب انعدام الكفاءة المهنية العالية المطلوبة في مثل هذه
المجالات ، وهذا كله ناتج عن الإختيارات العشوائية السابقة التي مارستها المؤسسة المسؤولة
عن قطاع التعليم.
كيف نتفادى هذا كله؟ هل بالكلام وعقد المؤتمرات ؟ أم بخطة فعالة تتناول الأساسيات؟ وما هي هذه الأساسيات؟.
إن الأمرفي نظري ليس صعبا ، ولكنه مفتعل ، ولتصحيح المسار لابد من اعادة النظر في كل التوجهات ، والمبادئ ، ومنها التوجه اللغوي لأنه العائق العويص والمعرقل لمسار العملية التربوية،وليكون التعليم معمما حقا لابد من مخاطبة المواطن المغربي بلغته التي يفهمها، وهذا يتطلب تعريب جميع العلوم وتقريبها من المواطن، ومن بعدها نترك تعلم اللغات الأجنبية لمن يريد
تعلمها كحق من حقوق المواطنة، وليس أمرامفروضا، لأن ذلك يناقض حق المواطنة.
وعلينا أن نحدو حدو مصر في هذا المجال، لأنها اختارت تعريب كل المجالات كقناعة وطنية تفرض ذلك وغيرة منها على لغتها.
إن تعلم لغة الأجنبي لن يجعل منا أمة متقدمة أبدا، بل العكس صحيح وهذا ما صرنا إليه، ولكن الثقة في أنفسنا وبما لدينا وبلغتنا هو الذي سيجعلنا متقدمين حقا.