إذاً متى يأتي الحب؟ بعد فترة، وبعد حين، أما حب قبل الزواج هذا كذب وخداع. هذا هتك للأعراض! كيف سأحب هذه الفتاة قبل الزواج؟!
لاحظوا قول الله عز وجل ((وجعل بينكم مودة)) ولم يقل حباً. فرق كبير. الحب حالة عاطفية قلبية المودة حالة سلوكية (ماذا يعني ذلك؟)
مرات الابن،يجعل أباه يذوق المر بتصرفاته، وبأفعاله وسوء خلقه
لكن بينك وبينه – يقول لك: والله يا أستاذ أنا أحب والدي – وهو صادق بالفعل يحبه – الحب حالة قلبية عاطفية، أما الابن البار عنده مودة لأبيه، يحبه بقلبه، وسلوكه و يراعي حاجة أبيه.
الآن قد تحب امرأة زوجها، لكن هو يخرج إلى عمله في السابعة صباحاً. وهي تعودت في بيت أهلها أن تنام إلى التاسعة صباحاً. هي تحبه من كل قلبها! ولكنها تقول : “لا أستطيع والله الاستيقاظ باكراً لاحضر لك الفطور!!
ما هذا الحب! هي تحبه جداً.
وتقول له: “لكن- الله يخليك أمك غليظة جداً! لا أريد الذهاب عندها. ولا أريدها أن تأتي عندي!
– الله يخليك- لكن تأكد أنني أحبك من كل قلبي! ما هذا الحب الفارغ! الحب لابد أن يتحول إلى سلوك.
مثال آخر: هي تحبه حباً شديداً لكن لسانها سليط قليلاً، فإذا تكلم زوجها كلمة ردت عليه بكلمتين ! وتقول له” “والله إني أحبك…” ما هذا الحب؟ لذلك
الله عز وجل قال: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة وهي الحب الذي ينعكس إلى سلوك.
هناك سلوك”. “هناك انضباط” هي لم تدرب على الاستيقاظ باكراً. لكنه الآن وبعد الزواج. إكراماً لزوجها ستستيقظ ولو أنها انزعجت انزعاجاً شديداً.
أمه تكثر عليها بالطلبات والأوامر. فهي إكراماً لزوجها ستذهب معه إلى أمه وتبر أمه
هل ينبغي أن يحب الشاب الفتاة أو أن تحب الفتاة الشاب قبل الزواج؟ الجواب: لا ينبغي هذا الحب،
و إذا شاهدت أن الأمور الأخرى جيدة كلها (التسعة الماضية). وكان الشكل العام عندك مقبولاً مؤنساً, أو أنت شاهدت الأمور التسعة جيدة والشكل العام للفتاة مؤنساً مقبولاً عندك. توكل على الله. وهذا الحب سيأتي الذي يقال عنه حب، لكن سيأتي بطريقة مودة ثم انظروا ماذا يقول الله عز وجل في تتمة هذه الآية: ((وجعل بينكم مودة ورحمة)) ربما رجلٌ فعلاً لا يملك في قلبه حباً لزوجته، لكنها إذا مرضت يقوم على تطبيبها ورعايتها وخدمتها. الآن لعل سائلاً يسأله: أنت لا تحبها لماذا تعتني بها هذه العناية؟! إنها رحمة يزرعها الله في قلبه،
لعل امرأة لا تحب زوجها. لكن إذا مرض قامت على خدمته كأقرب المقربين له، بل هي أقرب المقربين له. ولعل قريبه لها تقول: لماذا أنتِ تفعلين هذا؟! أنت لا تحبيه! إنها رحمة يضعها الله في قلب الزوجين مع بعضهما البعض.
وأنت أيها الشاب، غداً إن شاء الله تعالى، أنت تستغرب، ما هذه الرحمة التي توضع في قلبك نحو ابنك، نحو ابنتك، نحو زوجتك؟! يعني أنت إذا أكلت طعاماً خارج البيت، وكان الطعام جيداً، سبحان الله يخطر في بالك أهل بيتك وتقول في نفسك: “طيب، هم لم يأكلوا مثل هذا الطعام، ليتني أستطيع أن آخذ لهم شيئاً من هذا الطعام، وتجد نفسك وأنت عائد إلى بيتك تجتهد أن تشتري شيئاً لتذهب به إلى أهل بيتك، سبحان الله، ما هذه الرحمة التي وضعت في القلب؟!
هناك إسلام، يوجد دين، يوجد طاعة يوجد حياء، نظافة، وعي، يوجد حسب، يوجد جمال لداخل البيت. فتستمر الحياة،
هذه عشر نقاط حول موضوع “اختيار الزوجة” في الدرس التالي إن شاء الله تعالى سنتحدث بموضوع “
اختيار الزوج” .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يباعدنا عما يكرهه ويأباه وصلى الله على سيدنا محمد وآله والحمد لله رب العالمين…