سلسلة نقد النظام الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل. نقد 2: لماذا الاقتطاع المباشر ف
 

سلسلة نقد النظام الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل. نقد 2: لماذا الاقتطاع المباشر في القطاع العام؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
أعدكم أن لا أثقل عليكم بأكثر من صفحة في كل نقد، تايمز نيو رومان، بوليس 14، تباعد الأسطر 1
النظام الحالي: في القطاع العام – و جل منخرطي الاتحاد من الوظيفة العمومية – تقوم الوزارة المعنية باقتطاع مساهمة الانخراط مباشرة من المرتب بعد تقديم المنخرط مطلبا في الغرض عن طريق النقابة الأساسية. لو أراد المنخرط أن ينسلخ، عليه أن يقدم مطلبا لنقابته العامة للنظر فيه
أريد اقتطاعا مباشرا في القطاع العام و الخاص. يدفع المنخرط مشاركته مباشرة لنقابته الأساسية بعد تعمير التزام الانخراط و لو أراد أن ينسلخ، ينقطع العام المقبل عن الدفع بعد تعمير استمارة للإعلام في الغرض
تجمع النقابة الأساسية مشاركات منخرطيها، تمسك نسبة من المال تتفق عليها قاعدتها و تسلم الباقي للنقابة الجهوية التي تفعل بالمثل و تسلم الباقي لمكتبها التنفيذي الذي سيحل محل النقابة العامة في النظام الجديد
تستطيع النقابة الأساسية أن تتصرف بحكمة في مالها: تخصص نسبة قليلة لطباعة اللوائح و البيانات النقابية و أخرى أكبر لتنقل أعضائها و تعويض المضربين و مساندة المظلومين و المطرودين و غيره
بالاقتطاع المباشر يقاس الولاء النقابي و تتجدد الروح النضالية للقاعدة العمالية بالفكر و الساعد و يبرهن النظام الداخلي الجديد على ضمان الديمقراطية و الحرية لكل منخرط أو منسلخ على السواء. لو زاد إشعاع النقابة الأساسية، يرتفع عدد منخرطيها و لو بهت أداؤها ينفض من حولها المناضلون الصادقون و لو انطفأ نورها و خان ربانها، تعزل على الفور بقرار أغلبي غير قابل للتعقيب بعد مؤتمر محلي تقرره القاعدة. لو ارتأت القاعدة احتياجها لنقابة أساسيةأخرى، تعيد إنتاجها من جديد و لو لم ترتئي ذلك، ترجع إلى العهد المجيد، عهد ما قبل النقابات، عهد يصبح فيه كال عامل، نقابي قاعدي عند الشدائد، فتتبعثر جهود الأعراف و يحير دليلهم فلا يجدون ذمما للبيع و لا محترفين بعدد الأصابع لديهم قابلية مسبقة للرشوة و الخيانة و عندها يركز العمال على الزيادة في الشهرية و تحسين ظروف العمل دون دمغجة
في النظام الداخلي الجديد، يصبح للنقابة الأساسية نصيب الأسد من الميزانية فيرتفع شأنها و تهابها السلط المحلية. و يصبح الاتحاد المحلي أكثر سلطة و إشعاعا و نشاطا من الجهوي، تقام فيه الاجتماعات القاعدية و الندوات الفكرية و الأمسيات الفنية للترويح عن نفس العمال الذين لا يستطيعون التنقل للاتحادات الجهوية
ملاحظة: أنا لا أملك بديلا جاهزا للنظام الداخلي الحالي بل أعوّل على مشاركات القراء لذلك أنا أنتظر الكثير من النقابيين العارفين أن يصحّحوا و يعدّلوا و يثروا ما أكتب حتى يكتمل البديل النقابي الديمقراطي القاعدي و أعدكم إن جنيت مادة غزيرة و جدية أن أعيد صياغة ما كتبت على ضوء ردودكم و تعاليقكم
أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"....."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي