الأساتذة أحد ضحاياه : الاحتراق النفسي بقلم : أسامة أمين 2010-07-12 30 /7 /1431 على عكس الأمراض النفسية الأخرى، التي يتحرج المريض من معرفة الآخرين بإصابته بها، فإن هناك ظاهرة جديدة انتشرت في أوروبا في السنوات الأخيرة، وهو أن تعلن شخصية مشهورة، عن إصابتها بمرض (الاحتراق النفسي)، وحاجتها إلى استرداد العافية النفسية والبدنية، من خلال التوقف عن العمل لفترة تتراوح بين عدة أسابيع، وتستمر أحيانا إلى بعض السنوات، ولا تتورع هذه الشخصية عن الكشف عن بعض أعراض المرض، مثل الاكتئاب أو البكاء بدون سبب، أو الإصابة بنوبات من الانفعال الشديد، والشعور بالخوف، والعدوانية تجاه الآخرين، وتجد هذه الشخصية التفهم من المجتمع، الذي لا يصفها بالجنون، بل بالشجاعة لاعترافها بمعاناتها على الملأ. البداية يختار الشاب أن يكون معلما، لأنه يريد أن يكون غير كل معلميه السابقين، يريد أن يعطي تلاميذه، ما لم يستطيعوا أن يقدموا له، يأتي قبل بقية زملائه، ويغادر المدرسة بعدهم كلهم، يقوم بالتحضير لكل درس بتفان مطلق، ويقود الأنشطة اللاصفية، ويرافق تلاميذه إلى المتاحف والمحافل الثقافية.يشعر أن العمل سينهار بدونه، وأن عليه التزاما تجاه طلابه ومدرسته، لا يمكن الاعتذار عنه مهما كانت الأسباب، فيرفض التغيب عن المدرسة، حتى ولو كانت حرارة جسمه 40 درجة، والصداع يكاد يفجر رأسه، ولا يقبل أن يبقى أثناء الاستراحة بين الحصص في مكتب المعلمين، بل يظل مستمرا في العمل، يصعد الأدوار كلها للتأكد من نزول التلاميذ من الصفوف إلى الفناء المدرسي، ويلعب معهم تنس الطاولة، ويشاركهم في تنظيف الفناء في نهاية الاستراحة.ينمو داخله إحساس بأن كافة زملائه غير ملتزمين، وأنهم مقصرون، ولا يصلحون لهذه المهنة الشريفة، والرسالة السامية، على عكسه تماما، فهو تجسيد للمعلم المثالي-حسب رأيه-، فقد تناسى أسرته، وقطع علاقاته بأصدقائه، وتوقف عن ممارسة الهوايات، وجعل العمل هو جل حياته.ويؤدي التشجيع من المدير، والمكانة التي يحتلها في قلوب تلاميذه، وثناء أولياء الأمور على جهوده، إلى شعوره بالسعادة، فيستمر في العطاء، لكن الجسم يصل عند نقطة معينة، وينهار بعدها، بعد أن يكون قد أرسل إشارات تحذيرية عديدة، يتجاهلها صديقنا المعلم الشاب، وعندها «يحترق نفسيا». ماهية (الاحتراق النفسي) ويشير العلماء إلى أن الضغط الكبير في العمل، ليس هو السبب في حد ذاته، بل يكمن السبب في الشعور بهذا الضغط الذي يفوق طاقة الموظف، ويزداد احتمال المرض، إذا كان الموظف يبذل كل جهده، لكنه يشعر أنه وصل إلى طريق مسدود، وأن كل جهوده تذهب سدى، وأنه غير قادر على تحريك الركود السائد حوله، وأن هناك من يتربص به، ليهدم كل ما يقوم به، وأن مديره لا يقدر هذا الجهد، وأن النجاح ليس حليفه، عندها يصيبه «الاحتراق النفسي». أعراضه ومراحله هل يعاني الغربيون وحدهم من الاحتراق النفسي؟ نصائح للمعلمين وغيرهم المصدر : مجلة المعرفة السعودية العدد 184 يوليو 2010 |
رد: الأساتذة أحد ضحاياه : الاحتراق النفسي موضوع مهم يستحق القراءة والتعليق والحمد لله أغلب أطرنا لا يصلون إلى درجة الإحساس بتحذيرات الاحتراق النفسي وليس الإصابة به مع أطيب التحيات |
الساعة الآن 14:24 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd