|
أنثى جريحة في صحراء العمر صمت ينبح في وجه ثرثرة الطعنات ، و عواء يجرح سكينة الليل كأنه يؤنس وحشتي فأرتعش من لسعة النسيم. جلست أمتص رحيق غربتي الحائرة في ركن حجرتي و يدي على خدي ..وزغاريد الجراح تدغدغ مشاعري ،فأرسم لوحة الحزن المسجي بالدموع، وصوتي يثير في قلق الجنون فأصبو تائهة .. ضائعة في طوايا صقيع الفؤاد. يصفعني الارتباك و يغريني الصقيع بالتشرد في جغرافية حروفي ، فتتناثر الكلمات في مخيلتي و تنكسر الأحلام بداخلي .. هناك في عالمي الفوضوي أوراق عجزت أن أرتبها ..تناثرت و تزاحمت عند بوابة ساعاتي المثقلة.. تكدست لتبني كتاب أحزاني .. تفاصيله غارقة في رتابة بلهاء بلا معنى أو تبرير.. جداول من الأفراح تتلاعب بها الرياح تغير طقوس الكون من حولي بشكل مفاجئ ،فأشعر كأني عصفورة الأسى تغرد خارج السرب بلحن حزين. أصداء الصراخ تتردد بداخلي كأنه ينساب إلى مسامعي عبر الأودية النائية ، ينبعث من أشلاء السكينة المطمورة في بحيرة سماوية معلقة بأمواج الليل الملتهبة لأستحضر الذكرى كما الأرواح في كأس من مرارة الحب تتراءى على شموخ آهاتي. وحدها أعماقي تعلم حرقة أناتي و وحدها الآهة تبرد الكيان ووحده قلمي يخفف سموم اللدغات.. ووحده الرماد ينشر جبروت دمعة أنثى جريحة في صحراء العمر. |
رد: أنثى جريحة في صحراء العمر حريفات كتبت بمزاج صعب اختلط فيها الحبر مع الدمع ,وسال على الورق, ينسج أنات تلو أنات,وعذابات تلو عذابات,ووحده الحزن يشع من بين السطور, كما البرق الخاطف في ليلة غاب فيها القمر عن العشاق. تراءى لي وأنا أقرأ حريفاتك ,شيطان شعرك الحزين,واقفا كما الجبل الذي شاخ بين أكوام حمم بركان خامد,لا الزمن قادر على هده ولا الكلمات.شيطان حزين كان في الماضي القريب يملأ المكان فرحا وصخبا.وهاهو اليوم يئن من شدة حزن دفين.أرجو لشيطانك أن يخرج من عزلته التي طال أمدها,حتى يغرف من لذات دنيانا فواكه هذا الزمان. كلماتك أطربتني أختي ذات المزاج الصعب رغم اللون الأسود الذي يلفها . أتمنى لك دوام العطاء أختنا الكريمة صاحبة الحضور المتميز. بوركت أختي. |
رد: أنثى جريحة في صحراء العمر اقتباس:
الحالات الوجدانية التي يصورها النص : - الحالة الأولى :حالة الخوف : صار الصمت نباحا وثرثرة استحالت طعنات ، وصارت سكينة الليل عواء يحول النسيم إلى طاقة للارتعاش عوض الانتعاش .. أهو ارتعاش من الخوف ؟ أهو ارتعاش من علة نفسية ؟ أهو ارتعاش من الفراغ ؟.. الحالة الثانية :حالة الغربة : الغربة تؤثث المكان والذات المتكلمة ، بل صارت الذات المبدعة تمتص رحيق حجرتها الحائرة .ويتضاعف الشعور بالغربة بدغدغة الجراح لمشاعر الشاعرة ، فكان البديل رسم لوحة تحاكي واقعها النفسي الحزين ، عنوانها : لوحة الحزن المسجى بالدموع . الحالة الثالثة : حالة القلق : ومن مترادفاتها : التيه والضياع والارتباك ..فلاذت معه الشاعرة بالكتابة ، لكن الكتابة لم تزدها إلا انكسارا تحول إلى كتاب أحزان بامتياز . هي حالات نفسية مرت منها الذات المتكلمة / المبدعة ، فكأن الأفراح في عالمها مؤجلة ، بل ومهددة برياح هوجاء، مما جعل الفرح في حياتها بلا معنى لأنه خارج المألوف ، وبذلك ينتابها إحساس من يغني خارج السرب . فهل سينقذها الصراخ من هذه الوضعية النفسية المتأزمة ؟ لقد فكرت في الإقدام عليه حلا ، لكن ذكرى مؤلمة حالت دون الاستمرار في المحاولة ، فعادت إلى معانقة القلم الذي يخفف من سموم معاناتها ، تحبر حروفا لكن بلون رمادي ، تحولت إلى عبرات امرأة / أنثى تشعر بجرح غائر وممتد امتداد الصحراء ، بل انتابها إحساس تحول معه عمرها إلى صحراء مقفرة .. هي النزعة التشاؤمية ، بأبعادها الرومانسية ،تظل حاضرة بقوة في أغلب كتابات الشاعرة صعبة المزاج ، وهي خاصية تتمازج مع تفاصيل تجربتها الشعرية الوجدانية . قرأت هنا نصا جميلا ينم عن نضج عميق في التجربة الإبداعية الذاتية للشاعرة المتألقة كريمة ( صعبة المزاج ). تقديري واحترامي |
رد: أنثى جريحة في صحراء العمر [quote=ابو العز;268458] حريفات كتبت بمزاج صعب اختلط فيها الحبر مع الدمع ,وسال على الورق, ينسج أنات تلو أنات,وعذابات تلو عذابات,ووحده الحزن يشع من بين السطور, كما البرق الخاطف في ليلة غاب فيها القمر عن العشاق. تراءى لي وأنا أقرأ حريفاتك ,شيطان شعرك الحزين,واقفا كما الجبل الذي شاخ بين أكوام حمم بركان خامد,لا الزمن قادر على هده ولا الكلمات.شيطان حزين كان في الماضي القريب يملأ المكان فرحا وصخبا.وهاهو اليوم يئن من شدة حزن دفين.أرجو لشيطانك أن يخرج من عزلته التي طال أمدها,حتى يغرف من لذات دنيانا فواكه هذا الزمان. كلماتك أطربتني أختي ذات المزاج الصعب رغم اللون الأسود الذي يلفها . أتمنى لك دوام العطاء أختنا الكريمة صاحبة الحضور المتميز. بوركت أختي. اخي الكريم الوفي لكل خربشاتي بلا ملل و كلل أسعدني مرورك البهي لحرفك عطر تنتشي بها حدائق روحي و بها تتسع فجوة الامل لتنمو و تترعرع و تزداد وتيرة حرفي في الإنسياب هي حروفي أخي الكريم ابو العز تساقطت من غيمات ترسم خطاها تسابق زخات الحزن أو كما سميته أنت شيطان الحزن لولاه ما تمكنت من رسم لوحتي فليبقى دائما و ابدا ههههه لا داعي لطرده فأنا عاشقة له حتى النخاع كل الاحترام و التقدير باقة ورد لروحك الطيبة |
رد: أنثى جريحة في صحراء العمر لكل جمال مكان ..وحروفك فائقة الجمال..كلمات نصك تفوح ابداعا..وتمطر عطرالذوق الرفيع في انتقاء الحروف تعجز كلماتي التعبر عن مدى روعتها وجمالها ادام الله نبض قلمك بمثل هذه النصوص الراقية تحيتي لك بعطر الورود |
| الساعة الآن 18:22 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd