منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - علمتني الورود

في اليوم الذي يهزني فيه الحنين حقا والشوق صدقا لزيارة ومعانقة الورود ، أتطلع بشغف إلى تلك اللحظة التي ستجمعني

بها ... وعندما ألمحها من بعيد زاهية تنتظر كل الكون لتحضنه بعبيرها ... نعم تنتظرني أنا ... أسرع الخطى كمجنون في

متاهة الوله ...وأقف أخيرا متفحصا بأحاسيسي إحداهن ... تأبى أناملي إلا أن تأخذ بساقها

لأقبلها ...... نعم أقبلها ... تهمس إلي بلغة أستشعر معها أنها تناديني لأحضن لونها ، عبيرها ... يدفعني الإنبهار لمغازلتها

بهمساتي

الصامتة وكأنها حبيبة العشق القديم ... أداعب شوكها بتحد ولامبالاة ... فتعاتبني بوخزة خفيفة كأنها تحذرني أن لا أتلاعب

بجمالها وأتمادى في المغالاة بطيبوبتها وسذاجتها ... يتلاشى الألم تدريجيا ... وبدون أشواك عشقها وعذابات وخزاتها

تتلاشى هي من الوجود ويندثر مع الزمن هيامي بغيابها ... جمالها وعبيرها يستقر في ذاكرتي طول النهار فينعش مخيلتي

... تحدثني وساوس نفسي كي أقطفها فترافقني إلى البيت وتكون رفيقتي في مسيرة خطواتي ... لكن شيئا أقوى من

هلوسات التملك يصرخ بذاخلي ويعاتبني أن أتركها لتحضن الكون بجمالها ... وحينما تحين لحظة فراقنا لا يتملكني الحزن

لأني أعلم يقينا أنني سأرجع ولو حتى طالت غيبتي سأرجع وأجدها أبهى ... لا يغيرها أي شيء ... حينها قررت أن تكون

بجانبي ، معي ...ولما لا وقد أعجبت بها ... فزرعت بقلبي ورود الود للكون ... وسقيتها بماء المحبة ... وحفظتها من أيدي

سارقي القلوب القساة الجفاة ... فكان لي عونا على الشدائد بعبير الصبر الذي منحته لي ... وكانت همساتها رقيقة

كهمسات تلك الوردة التي تحدثت معها في ذالك اليوم الجميل ...فماغابت عني يوما وكيف تغيب وقد استوطنت قلبي .....

يومه الإثنين 06-04-2009