نقد في الصميم للسلوكيات غير الديمقراطية للناطقين باسم اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي. مواطن العالم د. محمد كشكار
سبق لي و إن كتبت مقالا أنقد فيه التاريخ البيروقراطي لبعض الممضين أسفل أرضية اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي و نشرته في صفحة الفايسبوك لمجموعتهم و في 49 موقعا آخرا
أعتز بالرد المشجّع الذي وصلني من الوجه النقابي المشهور بمعارضته للبيروقراطية النقابية الحالية و القادمة، زميلي و صديقي و رفيقي حمدي بشير حمدي و أعتز أكثر بالرد النقدي من رجل تربية أفنى عمره في النضال النقابي و لم يجن من ورائه أي امتياز مادي شخصي و لا حتى سفرة سياحية مجانية في مهمة نقابية خارج الوطن، زميلي و صديقي و رفيقي و أخي البيولوجي صالح كشكار
تجاهلني تماما الناطقون باسم اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي و لم يردوا على مقالي هذا و أنا مقتنع بأن فكرة الإقصاء و التهميش للرأي المخالف تتنافى مع جوهر الفكر الديمقراطي الذي يقوم على احترام التعددية و التنوع. تجاهلوني، على ما أظن، للأسباب الفرضية التالية و أضع سطرا تحت كلمة فرضية حتى لا أتهم بالثلب و قراءة الكف و النوايا
- تكتيكيا و حاليا لا أمثل أي وزن نقابي أو سياسي و استراتيجيا و مستقبليا لا أوفر ورقة انتخابية رابحة قد يدخرونها لمشاريعهم المستقبلية
- لا أنتمي لأي تيار سياسي متواجد حاليا على الساحة النقابية
- لا أتحمل حاليا أية مسؤولية نقابية و لست عضوا بأية نقابة أو لجنة من اللجان البيروقراطية العديدة في الاتحاد العام التونسي للشغل ما عدى عضويتي بنادي جدل الثقافي في الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس و هذه المسؤولية الأخيرة لا تسمن و لا تغني من جوع بيروقراطي نقابي
- لست مجرّبا و لا خبيرا و لا محترفا و لا مختصا و لا ضليعا في فن "التكنبين النقابي" حتي يستعينوا بخبرتي و مؤهلاتي في الميدان

أنا - يا سادتي يا كرام يا أيها الناطقون باسم اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي – نقابي قاعدي، مارست المعارضة النقابية الديمقراطية في الإضرابات و التجمعات منذ 34 سنة و طبقت الفصل العاشر – قبل ولادته – على نفسي قبل أن أطالب الغير بتطبيقه و قدمت استقالتي طوعيا من الكتابة العامة للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بحمام الشط بعد دورتين متتاليتين
أنا نقابي قاعدي و رأسي مرفوعة و أفتخر بذلك و أتوجه إليكم بخطابي هذا راجيا منكم، بكل حزم و جدية، عدم الاستهانة بالنقابين القاعديين و عدم إهمال وجهات نظرهم مهما بدت لكم بسيطة. أستمد قوتي من استقلاليتي و فرديتي و أقليتي و نكران ذاتي التي "قد" تعتبرونها في حساباتكم الضيقة نقاط ضعف و تهميش. أعاملكم معاملة الند للند عملا بالشعار النقابي الجديد " لا فضل لمسؤول نقابي، مهما علا شأنه عند قومه، على نقابي قاعدي إلا بالنضال الديمقراطي النقابي و ليس الحزبي
بعد هذه المقدمة العاطفية و "الخطبة العصماء" و "قفا نبكي" و "صرخة المظلوم في وجه الظالم" - التي أجبرتموني على صياغتها جبرا لكرامتي بعد ما جرحتم كبريائي النقابي القاعدي بتجاهلكم لما نشرت حولكم و على صفحة مجموعتكم بالفايسبوك - أرجع إلى لب المقال الجديد و أكتب الآتي
لقد نشر أخيرا على النات الناطقون باسم اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي بلاغات مساندة لإضرابات و تجمعات نقابية. أنا أبارك هذا السلوك التضامني من حيث المبدأ العام لكن أحتج و بشدة على الطريقة غير الديمقراطية التي تمت بها صياغة و نشر هذه البلاغات. صيغت و نشرت دون استشارة قاعدة اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي. كيف يقع تجاهل قاعدة نقابية تعدّ ألف ممضي و آلاف المساندين و الممضين المحتملين من طرف قيادتها الجديدة و الواعدة التي تعد في أرضيتها بالنضال ضد البيروقراطية و الإقصاء و التجريد و التهميش و الاحتقار
لقد وافقت علنيا على النات و أعلنت استعدادي للإمضاء على أرضية اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي و لم تقع استشارتي قبل نشر البلاغات مما يجعلني أكثر ترددا في الإمضاء بسبب هذه السلوكيات غير الديمقراطية من جانبكم حيالي و حيال قاعدتكم
هل استشرتم الممضين أسفل الأرضية قبل نشر بلاغات المساندة؟
هل قمتم باستفتاء لدى قاعدتكم حول المساندات؟
ربّ معترض يقول: كيف تطالب فاقد الشيء أن يعطيه، كيف تطالب قيادة اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي أن تستشير قاعدتها و هي لا تملك مقرات و لا تستطيع ماليا و لا لوجستيا تنظيم ندوات مع قاعدتها الافتراضية؟
اعتراض وجيه لكن قديم، لأن وسائل الاتصال الحديثة، من رسائل رقمية قصيرة في الجوال و الحاسوب و السكايب و الفايسبوك و المنتديات، لم تترك لهذه الحجة بريقا و سحبت البساط من تحت أرجل المتعللين بالأسباب المادية البالية. تستطيع - لو أرادت - قيادة اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي، بواسطة الوسائل الحديثة و بنقرة على الفأرة، استشارة الألف ممضي أسفل الأرضية و حتي الآلاف من المساندين و الممضين المحتملين أمثالي. تستطيع عرض البلاغات على القاعدة حتى تبدي رأيها و تغير و تعدل في النص قبل النشر
تستطيع القيام باستفتاء حول البلاغ قبل نشره و تمدنا بالنتائج التالية مسبقا: وافق عليه 70 بالمائة و عارضه عشرون و احتفظ الباقون بأصواتهم و بهذا الإجراء البسيط المجاني - الله يرحم خالقو الأنترنات و يسكنهم فراديس الجنان - ترسي الديمقراطية و الشفافية في التعامل مع القاعدة و تشجع المعارض و المتردد على الإمضاء أسفل الأرضية
لا تصح و لا تصدّق محاربة البيروقراطية إلا بمزيد من السلوكيات الديمقراطية و الشفافة الفعلية
كفانا قرارات مسقطة من عل
كفانا استخفافا بالقواعد النقابية
انزلوا إلينا يا قيادة اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي من برجكم العاجي و تواضعوا قليلا و لا تستهينوا بآراء القاعدة مهما كان مستواها التعليمي و مهما كانت وضعيتها الاجتماعية و مارسوا الديمقراطية في أبسط تجلياتها ما دامت الأنترنات تساعدكم مجانا حتى نصدقكم و نلتف وراء شعارات الأرضية
أنا كقاعدي، لن أصدق شعارات الأرضية حتى أرى التطبيق الديمقراطي الشفاف الفعلي و لو في أبسط القرارات مثل نشر بلاغات المساندة و التضامن مع التحركات النقابية المناضلة و المشروعة
تحية لقاعدة و رموز اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي و لي فيهم أصدقاء مناضلون صادقون و شكي لم و لن ينبني على النوايا أو الأشخاص بل ينتج عن السلوكيات غير الديمقراطية
أعتذر يا رفاقي النقابيين - و ليس لي رفاق غيركم - إن قسوت عليكم في خطابي هذا و بدا لكم أن نقدي لاذع رغم أني حاولت بكل ما أوتيت من حكمة و رصانة أن أكون مهذبا و لا أخرج عن نطاق السلوك الحضاري و لا ابتعد عن قواعد اللياقة و الأدب
أود من كل قلبي أن يسفر النقد النزيه عن تقويم موضوعي لتجربة اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل التونسي رغم أنني أؤمن إيمانا راسخا أن كل الفئات التي "احترفت" العمل النقابي – معارضة كانت أو موالاة - لا تعمل على، و لا ترغب في، و لا تهدف إلى، و لا ترى مصلحة لها في ، تغليب الفكر الديمقراطي على الفكر البيروقراطي
في النهاية أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيئ نرد بمقال جيد لا بالعنف اللفظي