منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

تعتبر مدرسة افغ باقليم الرشيدية من أقدم المدارس بمنطقة أغبالو نكردوس حيث تأسست سنة 1958 و تم إحداث المؤسسة الحالية سنة 1978بعدما كانت تتواجد المدرسة بقصر اربيبن على الضفة الأخرى من الوادي.
في الوقت الراهن تضم المدرسة عشر قاعات للدرس إضافة إلى قاعة متعددة الوسائط ومرافق صحية و سكن للمدير وآخر للحارس و مطعم إلى جانب مقر الإدارة.بمعنى أنها مدرسة كاملة الأوصاف كما يقال.لكن هذا الوصف لا يكتمل إن نحن تمحصنا جيدا.
فرغم هذا الكم الهائل من البنايات لم يكتمل بعد سور المدرسة و الأشنع أن نرى نصفه قد شيد ويؤجل تشييد النصف الآخر إلى "أن تتوفر اعتمادات" كما دأبت النيابة أن تجيب.ماذا سيقول عابر سبيل لما يرى نصف سور قائما؟أليست هذه مهزلة هي أم المهزلات ؟
دعونا ندخل من الباب الرئيسي للمؤسسة؛فكما تعلمون ؛و في إطار تأهيل مؤسسات التربية و التكوين التي ميزت العام الماضي شملت العملية مدرسة افغ؛ حط المقاول رحاله لمدة تزيد عن خمسة أشهر فماذا تحقق للمدرسة يا ترى؟
تمت صباغة الجدران...صحيح؛استبدلت الأبواب الخشبية بأخرى من حديد...صحيح لكن من صفائح لا تحتمل لكمة يد آدمية؛أحيطت النوافذ بشباك حديدي...صحيح لكن قلم جاف بلاستيكي يكفي تلميذا يود تخريب الشباك؛تم وضع باب حديدي ضخم في المدخل الرئيسي ...صحيح كذلك؛ لكن المصيبة أن الباب لم تمر أكثر من شهرين على وضعه حتى وقع أرضا...من المسؤول يا ترى؟ الجواب لدى المصالح المختصة و لجانها التقنية.

و كما قلنا سلفا كيف يعقل أن تبقى مؤسسة "عجوز" كهذه بدون سور يستر عوراتها الكثيرة؟التلاميذ محرومون من حصص التربية البدنية لانعدام السور الواقي كما يتذرع بذلك الاساتذة.

هذا الغياب للسور جعل ساحة المدرسة مرجا كسائر المروج و مرعى كباقي المراعي لصالح قطعان افغ الحبيبة و رغم محاولات التوعية أحيانا و الوعيد أحيانا أخرى تظل دار لقمان على حالها.غياب أثر على نفسية الاطر التربوية التي تعرضت غير ما مرة للتهجم و العنف اللفظي على مرأى و مسمع من التلاميذ و الزملاء؛كل ذلك لغياب سور مشؤوم أبت المصالح المختصة الا أن توفره وتمتع به نواة الاعدادية؛ المؤسسة المجاورة و الفتية – أسست سنة 2001 –

ثم ماذا عن المرافق الصحية أو المراحيض؟ بعد أن كانت تفتح حينا و تغلق حينا آخر؛هاهي اليوم مغلقة بشكل نهائي و مفضوح؛لترى التلاميذ رغم كبر سنهم يقضون حاجتهم في الهواء الطلق دون أية مراعاة لنفسيتهم و حيائهم الذي يخدش كل يوم مع سنهم المتقدمة و دخولهم مرحلة المراهقة.

بل ان بعض الوافدين الجدد من تلاميذ السنة الأولى؛لم تجد براءتهم الطفولية غير المراحيض المخصصة للأطر التربوية ليعبروا داخلها عن سخطهم عن مدرسة لم تستطع أن توفر أدنى الشروط ملائمة للتحصيل.

عندما حط المقاول الحسن الذكر رحاله بالمؤسسة أثلج صدر الجميع حين قال أنه أتى لإصلاح كل شيء يستدعي الإصلاح وأنه لا يتوفر على برنامج محدد سلفا؛كثرت وعوده بقدر ما قلت انجازاته للأسف ،تحدث عن ضرورة توفير مغسل lavabo أمام المراحيض

لكن الأخ الكريم رحل عن المؤسسة بعد أن أحكم إغلاق المراحيض التي استغلها عماله طوال خمسة أشهر و ترك المغسل حلما لذيذا في منام من صدق كلامه المعسول ذات يوم.
في السنة الفارطة؛و احتفالا بيوم الأرض و أسبوع البيئة أبى بعض الأساتذة إلا أن يحققوا انجازا عظيما حيث أنشؤوا حديقة بها أكثر من أربعين شجيرة؛كدوا و جاهدوا و حققوا المستحيل لكن هيهات ثم هيهات؛فالأحلام هنا تتحطم و تنكسر.من يحمي الشجيرات من جشع و بطش ساكنة لا تعرف المدرسة إلا من خلال الرعي داخل حرمتها؟بعد تفكير عميق؛عمد القيمون على الحديقة إلى إحاطة هذه الأخيرة بسياج من شجر العناب – السدرة – لتصبح الصورة الأنيقة للحديقة مغلفة بغلاف مشوك بشع...

بقي أمران لا بد من الإشارة إليهما: القاعة المتعددة الوسائط التي تحوي عشرة حواسيب و طابعة وأجهزة رصد شبكة الانترنيت؛قاعة كتب لهاأن تكون موصدة محكمة الإغلاق لا تستغل نهائيا و لا يستفيد منها المتعلمون؛من المسؤول مرة أخرى؟مدرسون ما فتئوا يطالبون بتكوين أسوة بزملائهم في المؤسسة المجاورة أم المصالح النيابية التي تنهج سياسة الأذن الصماء لمطالب الأساتذة؟ حتى نتوصل إلى الجواب ستظل القاعة المذكورة التي كلفت ميزانية لا يستهان بها في مهب الريح تعبث بها الأتربة المتراكمة.

الأمر الثاني:خزانة القاعة التي افتتحت هذا الموسم؛خزانة بلا رفوف؛لا أدري فيما ستوظف؛ألترتيب وتنظيم الكراسات و الدفاتر و العدة البيداغوجية أم لتعلق بها وزرة الأستاذ؟الجواب ربما عند من تكلف انجازها و الا ستجده عند من يتفقدون الاوراش من تقنيي المصالح النيابية.

عديد أسئلة يستعصي الجواب عليها و لمن له الجواب أن ينير فضولنا و يطمئن غيرتنا على التعليم العمومي.