منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

حركية التلاميذ

05/10/2010

http://www.oujdacity.net/i/data/ocv3...8-25031158.jpg

إن ما يسمى بالانتقال في عرف المجتمع المدرسي ( التلاميذ ،الآباء، الأساتذة ) أو بحركية التلاميذ في عرف الإدارة التربوية ، أصبح يشكل ظاهرة خطيرة تتكرر مع بداية كل سنة ، تقلق الإدارة التربوية ،لآثارها السلبية على انطلاق وعرقلة الدخول الدراسية ، كما تحرجها اجتماعيا ،بسبب التدخلات العديدة من طرف الرؤساء ، وأصحاب الجاه ، والأصدقـاء، والأقربـاء ، والمتـوسلين البـاكين، من الجيران والآباء العاديين ... فالكل يريد أن ينقل ابنه أو ابنته من فصل إلى آخر، أو من مؤسسة ،إلى أخرى بحجة أو بأخرى ، ومن يجد صعوبة في ذلك ، يلجأ إلى حيلة تغيير التوجيه ، أو الانتقال إلى خارج المدينة ، وبعد أسبوع أو اثنين يعود بابنه كوافد من خارج المدينة ، ليسجله في المؤسسة أو القسم الذي يرغب فيه . كل هذا بسبب غير معلن عنه هو في الغالب – (انطلاقا من تجربتي الشخصية ، ومن بعض الاعترافات ) - الإشاعات التي مفادها : أن المؤسسة الفولانية بها أساتذة يضخمون نقطة المراقبة المستمرة ، أو يعمل به قريب سيوصي الأساتذة ، أو بها أساتذة أكفاء وليس بها خصاص في الموارد البشرية ، أو إدارتها متساهلة ، أو يدرس بها صديق أو صديقة ... والقسم الفولاني يدرس به أستاذ ممتاز، ولا يبخل في توزيع النقط... وتحت تأثير الأبناء ، يرضخ الآباء ، فيعمدون إلى كل السبل التي يمكن أن تحقق رغبات أبنائهم، ومنهم من ينقل ابنه أو بنته أكثر من مرة في السنة الواحدة ، من مؤسسة إلى أخرى. وقد حدثني أحد المديرين أنه يعرف تلميذا ظل يتنقل من ثانوية إلى أخرى ، كلها توجد بوسط المدينة ، أكثر من أربع مرات في سنة دراسية واحدة .
إن الآباء والتلاميذ يجهلون في الغالب ما ورد في المذكرة 430 المتعلقة بالتنظيم التربوي ،كما يجهلون أن الإدارة التربوية ، تعمل كل ما في وسعـها من جهـد، من أجـل إسنـاد المستويـات الدراسية ، والتـوزيع التربوي المتــوازي ، و تحديد كفاءات الأساتذة ، وتوزيعهم بشكل متوازن ، مع تجنب كل امتياز لتلبية رغبات بعض الأطراف ، وكل اعتبارات شخصية ، تلافيا لأي إحـراج قد يكـون فيمـا بعــد .( يلح الكثيرون على طلب تسجيل أبنائهم في نفس الأقسام ، التي يسجل فيها أبناء الإداريين ، ظنا منهم أنها الأفضل ) . كما يحضر الموجه أثنا ء توزيع التلاميذ حسب السكن ، لتجنب الهدر المدرسي أو طلب الانتقال ، وحسب الرغبة في التوجيه ، لتجنب تغيير التوجيه فيما بعد .

إن الانتقال في تصوري ، مثلا من ثانوية عبد المومن ، إلى ثانوية زيري بن عطية ،أو ثانوية زينب النفزاوية ، أو ثانوية عمر بن عبد العزيز، أو ثانوية المهدي بن بركة .هو و مجرد عبث ولعب يعرقل الدخول المرسي، ويهدر العديد من الطاقات والجهود المبذولة ، إذا لم يكن بحكم التوجيه والتخصص . ( لذلك أقترح على السيد النائب ، أو السيد مدير الأكاديمية ، إصدار مذكرة محلة أو جهوية ، تمنع الانتقال من مؤسسة ، إلى أخرى. من هذه المؤسسات المذكورة لقربها ببعضها البعض ، ولعدم وجود أية ضرورة ملحة تستدعي ذلك .) إن حركية ، التلاميذ ، تذهب بكل الجهود ، التي قامت بها الإدارة التربوية من أجل الإعداد المبكر لتنظيم الدخول المدرسي آخر الموسم الدراسي ، كما تذهب بالمجهودات التي بذلتها الخريطة المدرسية ، في عملية توزيع الوافدين ، مراعاة لخصوصيات كل مؤسسة ولطاقتها الاستيعابية ، تفاديا الاكتضاض ، وتجعل من خدمات الإعلام والتوجيه مجرد عبث ...فلقد مر على الدخول المدرسي (2010/2011) أزيد من شهرين كاملين ، ولم تستقر لحد الآن لوائح التلاميذ، بسبب التوجيه ، وإعادة التوجيه ، والسماح بالتكرار، أو التثليث ،وإعادة المفصولين ، وهذه مجرد عمليات عبثية في تقديري .لأن المجالس التي قررت التكرار، أو الفصل ،أو التوجيه ، في حق التلميذ ، في آخر السنة الدراسية ، هي نفسها التي تتراجع عن هذه القرارات في أول السنة . وهذا ينتج صعوبة توزيع الأقسام ، وتتبع ومراقبة الغياب ، ووضع بيانات لها ، كما يطرح صعوبة القدرة على تفعيل دفتر الاتصال مع الأولياء ومراسلتهم ، إلى جانب تنشيط حركية الوافدين والمغادرين.

فكل يوم هناك وافد أو مغادر.الشيء الذي يؤثر سلبا على السير الطبيعي للدراسة ، ويربك الأساتذة والتلاميذ على حد سواء ، خصوصا عندما يكون عدد المغادرين ، والوافدين ،والمعاد توجيههم ، وإرجاع المفصولين والمثلثين ، في الفصل مرتفعا فيطرح للأستاذ آن ذاك ، مشكل إنجاز الدرس وإعادة إنجازه ، لأنه يجد نفسه كل يوم أمام فصل جديد ، ووجوه جديدة ، ولوائح جديدة بعض أسمائها حاضر، والبعض الآخر غائب ... ونتيجة ذلك التأخر في إنهاء المقر ر بشكل طبيعي ، وبلبلة في السير العادي للمؤسسة نظرا لكثرة غياب التلاميذ ،وكثرة زيارة أوليائهم . إما طلبا لمغادرة أو تسجيلا لوافد ...وتتكرر الظاهرة سنويا .ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

بقلم عمر حيمري.
عن وجدة سيتي نت