منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أرشيف مواضيع النقاش (https://www.profvb.com/vb/f293.html)
-   -   هذه حال أوطان كانت تنسب إلى أبطال و غدت تنسب إلى صبيان (https://www.profvb.com/vb/t50201.html)

aboukhaoula 2010-10-05 10:51

هذه حال أوطان كانت تنسب إلى أبطال و غدت تنسب إلى صبيان
 
قبل أن أطرح الموضوع أسرد لكم مقالا للكاتبة أحلام مستغانمي الجزائرية
وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.
كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة، قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!"، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي.
وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه"؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار، لا تفهم اللغة العربية!
وبعد أن أتعبني الجواب عن "فزّورة" (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.
لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.
ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد ... اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في "ستار أكاديمي" ...
وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في "ستار أكاديمي"، وأُواسَى نيابة عنها... هذا عندما لا يخالني البعض مغربية، ويُبدي لي تعاطفه مع صوفيا.
وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول "ستالين" وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي".
وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.
وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من "الجماهير" التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم "ستار أكاديمي" محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت.
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ محمد خلاوي، الطالب السابق في "ستار أكاديمي"، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً .. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب "الزعيم" الذي أطلقه زملاؤه عليه!
ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات "ستار أكاديمي"، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.. أواه.. ثمّ أواه..
ما زال ثمَّة مَن يسألني عن معنى
"دي دي واه"!!!
و سؤالي لكم :
هل حقيقة فقدت الأوطان العربية رموزها من العلماء و الشيوخ و الأبطال و المجاهدين و كبرائها حتى أصبحت تعرف بالصغائر من الفساق و الفجار من المطربين و المطربات . أم أنها موضة العصر أن تعرف البلدان بالصبيان عوضا عن الأبطال.

أشرف كانسي 2010-10-05 11:03

رد: هذه حال أوطان كانت تنسب إلى أبطال و غدت تنسب إلى صبيان
 
هذه هي شر أمة أخرت للناس بعد أن كانت خير الأمم ….هكذا يريدوننا أن نكون عبيدا لتفاهاتهم مرتزقة لأفكارهم ……….رحم الله المجاهدين والمناضلين والكتاب والشعراء المدافعين عن أوطاننا من قضى نحبه ومن زال حيا في زمن العبيد ….
شكرا استاذي ابو خولة على نقل المقال

محبتي

aboukhaoula 2010-10-15 10:38

رد: هذه حال أوطان كانت تنسب إلى أبطال و غدت تنسب إلى صبيان
 
شكرا أخي أشرف على التعليق الذي يعبر عن رأي

أم طه 2010-10-15 10:56

رد: هذه حال أوطان كانت تنسب إلى أبطال و غدت تنسب إلى صبيان
 
يقول أحمد مطر:
يا مَن قـد نَزَعتُـمْ صِفـةَ الإنسانِ
مِن أعماقِنا جيلاً فَجيـلا
واغتصبتُـم أرضَنـا مِنّـا
وَكُنتُـمْ ، نِصفَ قـرنٍ،
لِبِـلادِ العُـرْبِ مُحتـلاًّ أصيـلا.
شكرا على المقالة الرائعة aboukhaoula….ولك ولمن لازالت تجري في دمائهم الغيرة على هذا الوطن ولنا الله جميعا ….حسبنا الله ونعم الوكيل ….حسبنا الله ونعم الوكيل .

aboukhaoula 2010-10-15 21:07

رد: هذه حال أوطان كانت تنسب إلى أبطال و غدت تنسب إلى صبيان
 
ورغم ذالك لا يبقى إلا الصحيح أما الزبد فيدهب جفاءا
جزاك الله خيرا أختي الكريمة أم طه على التعليق


الساعة الآن 19:36

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd