انطلق دور الزوايا في المغرب في ق.13 كنتيجة للحركة الصوفية التي عرفتها تلك الفترة من تاريخ المغرب.و تبلورت هذه النشأة مع ظهور تيارين:الشادلية و القادرية.و مما ساعد على تطور و نمو الحركة الصوفية و تأسيس الزوايا ما تعرض له المغرب من هجوم اجنبي في مطلع ق.15م,مع احتلال البرتغاليين لسبتة و هجومهم على الشاطئالاطلسي.
و امام عجز السلطة عن ايقاف المد الايبيري و تحرير المناطق المحتلة,تصدت الزوايا للقيام اولا بعملية التعبئة للدعوة للجهاد,ثم سرعان ما تحولت الى رباطات لتكوين و تدريب المجاهدين.
و احتلت الزوايا خلال الفترة السعدية موقعا هاما ,فتمكنت من الحصول على امتيازات.و اهتمت بالعمليةالدينية و التثقيفية,و اصبحت مراكز اشعاع فكري و مناطق استقبال.
و اهم الاحداث التي عرفها المغرب خلال النصف الاول من ق.17م ,الى جانب التدهور السياسي,هو التدهور الاقتصادي,اذ عرف ركودا في جميع مظاهر الحياة الاقتصادية نتيجة عوامل سياسية و طبيعية(انتشار وباء الطاعون)بالاضافة الى الظروف الدولية العامة.لهذا سيعرف المجتمع المغربي تحولات ,خاصة فيما يتعلق بالمجال الفكري,حيث ستنمو مجموعة من القيم الاخلاقية الجديدة التي يمكن بلورتها في تيار واحد,هو هيمنة الفكر الغيبي و البحث عن الخوارق,مما يفسر مكانة الزوايا و انتشار الفكر الصوفي,بل و انتشار الفكر الخرافي و ظاهرة المجاديب و البهاليل.

شكرا على الموضوع المتميزلقد تحدث الانثربولوجي والسوسيولوجي ميشوبيلير باسهاب عن الزوايا بالمغرب إذ اعتبرها عاملا أساسيا في بروز أهم الأسر الحاكمة به باعتبارها تنظيمات سياسية ودينية وأعطى مثالا بالمرابطين الذين اعتمدوا على الزاوية الصنهاجية نظرا لقدرة الزاوية بصفة عامة على استيعاب عدد كبير من الأفراد والتأثير عليهم بواسطة الايديولوجيا الدينية المستمدة من التقاليد الصوفية .ويرى الدكتور عبد الله العروي في كتابه الجذور الإجتماعية والثقافية للحركة الوطنية أن وظائف الزوايا متعددة كما أنها تشبه القبيلة بحيث أنها تكون جزء من البنية الإجتماعية كما أنها وسيلة أساسية للإندماج الإجتماعي وعنصر أساسي لتطبيق سياسة المخزن.وفي نهاية ردي هذا لابد من الإشارة أن الدور الاندماجي الذي تقوم به الزوايا ضمن الشق الاجتماعي جعلها تهيء الأرضية لبروز الأحزاب السياسية بمفهومها العصري.تحياتي.