منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الفكر و التاريخ و الحضارة (https://www.profvb.com/vb/f194.html)
-   -   عالم الاجتماع :روبرت ميرتون (https://www.profvb.com/vb/t49902.html)

si sajid 2010-10-01 20:26

عالم الاجتماع :روبرت ميرتون
 
يعد ميرتون من رواد النظرية البنائية الوظيفية المعاصرة،ولد عام(1910)م وتوفي عام(2003)م ومعنى ذالك أنه ولد بعد بارسونز بثمان سنوات وعاش بعده مايقارب الواحد وعشرين سنة ،ولعل ميرتون أسهم من خلال جهوده في تطوير الكثير من المفاهيم في البنائية الوظيفية من خلال عرضه لمجموعة من الاسهامات النظرية والمنهجية أكثر وضوحا وملامسة للواقع الاجتماعي من مفاهيم بارسونز المعقدة والصعبة والتي تكاد تنزع نحو التجريد أكثر من القدرة على التطبيق في الواقع الاجتماعي مما جعلها محور شديد للنقد من رايت ميلز وجولدنروالكثير من العلماء الذين لم ترق لهم مصطلحات بارسونز المعقدة.
يقيم (روبرت ميرتون) تفسيره للسلوك الاجتماعي بشكل عام، على مقدار التطابق ‏بين الأهداف الثقافية السائدة في عصر ما، والمعايير المستخدمة كوسائل مشروعة ‏لتحقيق تلك الأهداف. وهو بذلك يميز بين الأهداف الثقافية والحضارية من جهة، والقيم ‏والمعايير الناظمة لتحقيق تلك الأهداف من جهة أخرى”".. وعلى أساس ذلك يصبح ‏تحقيق الهدف على غاية من الصعوبة مالم تتطابق معه المعايير والقيم المستحدثة ‏لتحقيقه، وتناسبه على نحو كامل، فالقيم المعطاة للسلوك العلماني في المجتمعات الحديثة، ‏مثلا، لا تنفصل عن طبيعة الأهداف العامة لتلك المجتمعات، والتي تكمن في العمل على ‏تحقيق المساواة بين المواطنين على مستوى الحقوق والواجبات بصرف النظر عن ‏انتماءاتهم الدينية، أو القبلية، أو العشائرية. كما أن القيمة المعطاة للعلم في مجتمع محدد ‏لا تنفصل أيضا عن الأهداف الرامية إلى تأكيد وظيفته في التنمية المجتمعية، وتعزيز ‏مسارات نموه الخاص.‏

المطلب الأول : دراسة روبرت ميرتون ‏
ويرى (ميرتون) في هذا الإطار، ومن خلال دراسته لظاهرة الانحراف أن هذه ‏الظاهرة تنتج بشكل أساسي عن الفصل بين الأهداف الثقافية السائدة من جهة، والوسائل ‏المشروعة المتاحة أمام الفاعلين من جهة أخرى “” ‏
فالتأكيد على قيمة إيجابية للسلوك العلماني في مجتمع يقوم على أساس انتماءات ‏غير علمانية ( دينية أو عشائرية..) يعد انحرافا عن أهداف المجتمع ومساراته، كما أن ‏التأكيد على قيمة العمل، واعتباره العنصر الأساسي في عملية الإنتاج هو انحراف عن ‏القيم التي تؤكدها النظم الرأسمالية. وعلى أساس ذلك فان كل سلوك أو تصرف للأفراد ‏لا يقوم على المعايير والقواعد التي تتوافق وأهداف المجتمع الثقافية والحضارية هو ‏سلوك منحرف.‏
وتأسيسا على ذلك يرى (ميرتون) أن للمعايير والقواعد، وأنماط السلوك المرتبطة ‏بها وظائف مختلفة، يرتبط بعضها إيجابيا بتحقيق تلك الأهداف، بينما يرتبط بعضها ‏الآخر سلبيا. ويستخدم (ميرتون) في هذا الإطار ثلاثة مفاهيم أساسية للتحليل هي: ‏الوظائف الكامنة، أو غير المتوقعة، مقابل الوظائف الظاهرة. ثم المعوقات الوظيفية ‏مقابل الوظيفية، وأخيرا البدائل الوظيفية. ويذهب (ميرتون) إلى أن المجتمع قادر على ‏العمل بحكم شكل التنظيم الذي يتخذه “”‏
ويحاول (ميرتون) أن يضع بصورة مفصلة افتراضات أساسية للتحليل الوظيفي ‏تتلخص بما يلي”" :‏
‏(1) إن لكل عنصر أو جزء في كل، وظيفة أساسية مرتبطة به. وقد يكون هذا ‏الكل نظاما اجتماعيا أو ثقافيا.‏
‏(2) تأخذ الوظيفة المتعلقة بكل جزء أو عنصر شكلا ظاهرا، أو كامنا.‏
‏(3) إن كل العناصر ضرورية بالنسبة إلى المنظومة، بصرف النظر عن طبيعة ‏وظيفتها.‏
وبذلك تقوم النظرية الوظيفية حسب رأي (ميرتون) على أساس الوحدة الوظيفية ‏للمجتمع، وضرورة العناصر الثقافية في تلك الوحدة، وإمكانية شمول التحليل الوظيفي ‏للواقع الاجتماعي والثقافي “” .‏
المطلب الثاني : قضايا التنظيم عند ميرتون.‏
يولي (ميرتون) اهتماما خاصا بقضايا التنظيم، والسلوك الاجتماعي للعاملين في ‏إطاره، وقد برز اهتمامه بذلك واضحا في مقال تحليلي له بعنوان (البناء البيروقراطي ‏والشخصية) والذي حاول فيه أن يبرز من خلاله كيفية تأثير القيم والمعايير والقواعد ‏على تصرف الموظفين وسلوكهم الاجتماعي ومنعكسات ذلك على سير عمل التنظيم ‏نفسه. وهو ينطلق من مفهوم الضبط الذي تمارسه المستويات الرئاسية العليا في التنظيم ‏لتحقيق أهدافه النوعية التي تختلف بين تنظيم وآخر تبعا لطبيعة النشاط الذي يقوم به كل ‏تنظيم. ولا تستثنى من ذلك المؤسسات الإنتاجية على اختلاف أشكالها، والتي يمثل ‏التنظيم البيروقراطي فيها الأساس فيها.‏
إن المستويات الرئاسية العليا في كل تنظيم، كما يرى (ميرتون) تمارس أشكالا ‏مختلفة من الضبط بغية تأكيد المحافظة على السلوك داخل التنظيم والتنبؤ به وضمان ‏تحديد المسؤوليات والاختصاصات التي يحقق أي تنظيم من خلالها أهدافه ومساراته، ‏وتقوم هذه الممارسات على إجراءات مقننة تتخذ باستمرار طابعا نظاميا. ويترتب على ‏ذلك ثلاث نتائج أساسية تخص طبيعة العلاقات داخل التنظيم يلخصها (ميرتون) على ‏الشكل التالي”" :‏
‏(1) تضاؤل العلاقات الشخصية بين العاملين، ذلك أن التنظيم البيروقراطي عموما ‏هو تنظيم يعتمد على مجموعة العلاقات القائمة بين الوظائف والأدوار، وان الموظف في ‏كل موقع يقيم صلاته مع الآخرين على أساس الموقع الذي يشغله في التنظيم.‏
‏(2) يزداد استيعاب أعضاء التنظيم بصورة مستمرة لقواعده ومعاييره. ذلك أنهم ‏في بداية الأمر لا يعرفون بصورة كاملة هذه القواعد والمعايير، غير أن ممارسة ‏الضبط، واتخاذ الإجراءات المستمرة لضمان فعالية الأعضاء يجعل هؤلاء أكثر استيعابا ‏لمعايير التنظيم وقواعده إلى درجة يسميها (ميرتون) بمرحلة استبدال الأهداف، حيث ‏تصبح هذه المعايير أهدافا بحد ذاتها، بعد أن كانت في الأصل وسائل لتحقيق بعض ‏الأهداف.‏
‏(3) يعتمد التنظيم معايير أساسية جديدة في اتخاذ القرارات، ويستخدم في سبيل ‏لك مقولات محددة تختلف باختلاف درجة إمكانية تطبيقها، ودرجة ملاءمتها لسير ‏التنظيم. ومع تحديد تلك المقولات ينخفض الاهتمام بالبحث عن البدائل، وتسهل عملية ‏اتخاذ القرار.‏
نلاحظ إن تحليل (روبرت ميرتون) يتضمن إشارة إلى المفاهيم الأساسية التي ‏يعتمدها في التحليل، وهي المفاهيم المرتبطة بالوظائف الظاهرة مقابل الوظائف الكامنة، ‏أو غير المتوقعة من جهة، والمعوقات الوظيفية من جهة ثانية. وأخيرا البدائل الوظيفية ‏من جهة ثالثة.‏
فمن جهة أولى تؤدي الإجراءات المستمرة التي تتخذها سلطة المشروع، وفي ‏إطار ممارستها لعملية الضبط إلى تحديد الاختصاصات، وتوزيع الوظائف على نحو ‏بكفل التضامن بين النشاطات، وفي ذلك تكمن الوظائف الظاهرة للقواعد البيروقراطية. ‏غير أنه تظهر إلى جانب ذلك وظائف لم تكن متوقعة، وهي تحوّل القواعد من وسائل ‏لتحقيق أهداف نوعية محددة إلى أهداف بحد ذاتها، وهذا ما يسميه (ميرتون) باستبدال ‏الأهداف.‏
وتنجم عن ذلك من جهة ثانية معوقات وظيفية لهذه القواعد تكمن في تقديس ‏السلوك، وتصلبه، الأمر الذي يحد من استجابة أعضاء التنظيم لمتطلبات عملهم، وينمي ‏بينهم مشاعر العزلة عن العامة من الناس الذين يتعامل معهم التنظيم”". ويصبح التنظيم ‏من جهة ثالثة مدفوعا للبحث عن بدائل وظيفية تضمن له سيرورة عمله، وهذا ما يجعله ‏يبحث عن مقولات عملية قابلة للتحقيق بغية الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات المناسبة ‏لتحقيق الأهداف المرسومة. خاصة وأن قرارات المستويات الرئاسية العليا تجسد عملية ‏الضبط التي سبقت الإشارة إليها، وهي جزء لا يتجزأ من البناء البيروقراطي في التنظيم.‏
المطلب الثالث : السلوك الاجتماعي عند ميرتون.‏
إن السلوك الاجتماعي للعاملين في المؤسسات لا يرتبط وفق هذا التصور بالدوافع الذاتية ‏للأفراد، ولا بمصالحهم الاقتصادية والمعيشية بقدر ما يرتبط بالأبعاد البنائية في التنظيم ‏ذاته، فجمود السلوك وتصلب المواقف، والتنفيذ الحرفي للقواعد والإجراءات التي تتخذها ‏الإدارة، هي مسائل مرتبطة ببنية التنظيم ذاته أكثر من ارتباطها بعوامل ذاتية أو ‏اجتماعية أخرى. ويلاحظ أن التحليل الذي يعتمد عليه (ميرتون) يستبعد بدرجة كبيرة ‏طبيعة الخصائص الذاتية للعاملين الذين هم أعضاء في التنظيم، ولا تترتب على ‏الاختلافات في هذه الخصائص أية نتائج في طبيعة استجاباتهم للإجراءات التي تتخذها ‏السلطات الإدارية في التنظيمات، الأمر الذي يظهر ميله إلى تأكيد أثر الكل الاجتماعي ‏على السلوك والممارسات المهنية للعاملين داخل التنظيم.‏‎
المطلب الرابع : أهم الإسهامات التي قدمها العالم روبرت ميرتون‎:‎
‎- ‎تبنيه مدخل النظريات متوسطة المدى التي تتجنب النقد الذي وجه للنظريات‎ ‎الكبرى والصغرى وقد ‏استفاد ميرتون في هذا الإطار من نظرية الانتحار‎ ‎لدوركايم ونظرية ماركس في الاخلاق البروستاتنية ‏ودور الدين في الحياة‎ ‎الاجتماعية‎.‎
‎-‎تناوله‎ ‎ما أسماه بالوظائف الكامنة والغير مباشرة والوظائف الظاهرة وهنا يتجلى ما‎ ‎أضافه ميرتون على ‏بارسونز الذي اكتفى بتناول الوظائف الظاهرة والمباشرة‎ ‎والملاحظة للظاهرة الاجتماعية دون التطرق ‏للوظائف المسسترة‎. ‎
‎-‎الأنماط‎ ‎الوظيفية: حيث عرض ميرتون بصورة رائعة العلاقة بين الأهداف الثقافية‎ ‎والمجتمعية والوسائل ‏التي تتيح تحقيق تلك الأهداف وتحدث عن أنواع عديدة‎ ‎وأشكال مختلفة كالامتثال والانسحاب والطقوسية ‏والابتداع والتمرد
‎- ‎البدائل الوظيفية: ويقصد بها عدم التسليم المطلق بفكرة الوظيفية التي قد تظهر في بناءات وأنساق ‏اجتماعية معينة‎.‎
قائمة المراجع : ‏
‏- ‏‎ ‎حجازي,محمد فؤاد النظريات الاجتماعية.القاهرة.مكتبة وهبه‎.‎‏ (1988م). ‏‎
‏- ‏‎ ‎ابوطاحون,عدلي علي.في النظريات الاجتماعية المعاصرة.الاسكندرية.المكتب الجامعي الحديث‎.
‏- ‏‎ ‎محمد,محمد على, تاريخ علم الاجتماع الرواد والاتجاهات المعاصرة.الاسكندرية.دار المعرفة الجامعية‎.‎‏ ‏‏(1989م)‏
‏- النظرية في علم الاجتماع /عبدالله عبد الرحمن/دار المعرفة الجامعية‎ /‎‏ 2002‏
‏- الاتجاهات الأساسية في نظرية علم الاجتماع/علي عبد الرازق جلبي/ دار المعرفة الجامعية 1999‏
المصدر : مجلة نبع الجزائر التربوية http://www.2algeria.com

pianiste des merveilles 2010-10-04 17:09

رد: عالم الاجتماع :روبرت ميرتون
 
merci pour l'article cher ami
bonne continuation
mes sinceres salutations


الساعة الآن 21:00

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd