الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التكوين المستمر > المنتدى العام للتكوين المستمر


المنتدى العام للتكوين المستمر فضاء عام يساعدكم على حسن الإستعداد للامتحانات المهنية كما يمدكم بمختلف مراجع التكوين المستمر ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-09-25, 20:05 رقم المشاركة : 1
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

b5 بيداغوجيا الإدماج وفق التجربة المغربية



بيداغوجيا الإدماج وفق التجربة المغربية

( للأستاذ عبد العزيز قريش)

بيداغوجيا الإدماج وفق التجربة المغربية
إعداد: عبد العزيز قريش


من اللاكفايات إلى الكفايات:
الناظر في الكفايات المدرجة في كتب عشرية الإصلاح كترجمة للبناء النظري لها الوارد في الكتاب الأبيض، وكتنزيل لها في واقع المنظومة التربوية والتكوينية المغربية، يلمس بما ليس فيه شك أن أغلبها يعبر عن اللاكفايات، وينحو نحو الأهداف الإجرائية أو أي مسمى آخر غير مسمى الكفايات! وبالتالي دعت الضرورة الاستعجالية تصحيح المسار وتسريعه في نطاق البرنامج الاستعجالي. وبالتالي وضع اليد عن الاختلالات الواقعة في هذا المعطى الإصلاحي.
ومن جملة الاختلالات المسجلة هنا يمكن إيراد الأمثلة التالية:
ـ المنظور النظري للكفايات في ظل عشرية الإصلاح لم يستوعب جيدا المدخل النظري للمقاربة بالكفايات، ومن ثمة نجد تضاربا كبيرا بين المتناولين لهذه المقاربة! وهو مدخل مطنب بمجموعة من الآراء المختلفة بل والمتضاربة. ولا يعود هذا التضارب إلى زوايا اشتغال المنظرين الأصليين على هذه المقاربة بقدر ما يعود إلى تضارب نقلها من الفكر الغربي إلى الفكر العربي والمغربي على الخصوص. كل كما يفهمها عن الأصل، حتى أَلْبَسَهَا البعض الغموض والضبابية في الفهم والتطبيق. ومنهم من سعى أن يتخذ من بضاعته معيشه اليومي الذي يرتزق عليه في غياب ثقافة عامة نقدية تميز بين الغث والسمين! على حساب الصالح العام لأبناء الأمة...
ـ الالتباس الحاصل على المستوى النظري في فهم المقاربة بالكفايات انعكس في الميدان الواقعي للكتب المدرسية؛ حيث أصبح كل كتاب يستقي فهمه الخاص لأجرأة الكفايات من مرجعيته النظرية ـ إن كانت هناك مرجعية واضحة ؟ ـ مما أربك الأداء الصفي المدرسي. فوجدت هيأة التدريس نفسها في ممارسة ميدانية لا تعرف البداية من النهاية في تطبيق ما جاء في الكتب المدرسية، بل وضعت يدها على اختلالات كبرى فيها. ولعل طرح جملة من الأسئلة في هذه الحيثية تفصح عن حقيقة ملاحظة هذا الالتباس. وعلى سبيل المثال الدال على هذا الالتباس، أورد ما جاء في بعض الكتب المدرسية كمثال على مفهوم الكفاية المضبب والغامض والمتناقض، حيث يقول:
* أحد الكتب بالحرف الواحد: ( تتمثل الكفاية في دمج معارف مختلفة، وغير متجانسة من أجل تحقيق أنشطة متعددة. إنها نسق ونظام متماسك يربط بشكل توليفي عناصر متنوعة ) . فهذا المفهوم يتضارب مع مفهوم الكفاية في بنيتها الداخلية، من حيث اقتصر هنا الكتاب على المعارف المختلفة فقط، والكفاية أوسع من المعارف! ويناقض مضمون لفظ " العناصر المتنوعة " التي قد تكون معرفة أو غيرها! كما أنه مفهوم الكفاية هنا؛ يتساوق وإن لم نقل يتطابق مع مفهوم الإدماج، لأنه يعتبر الكفاية هي دمج، وهي غير ذلك. لأن الدمج مطلب فعلي من مطالبها الوظيفية. كما أن الدمج يقتضي العجن بين المكونات الأولية لإنتاج مكون نهائي يختلف عن عناصره الأولية. وهو ما لا يحمله لفظ " التوليف " الذي يعني في معناه النووي " التتابع والتركيب " وبذلك يحمل هذا التأليف اللغوي لمفهوم الكفاية تناقضا في ذاته. فكيف له أن يحدد مفهوم الكفاية؟! وبالتالي سيختلط على المدرس مفهوم الكفاية بمفهوم الإدماج في الحد الأدنى أو يحيله على الأهداف الإجرائية المعرفية.
والتعريف هنا يركب مستويين مختلفين في منطوق واحد. حيث يركب مستوى الفعل بمستوى البنية ليخرج بجنين مفهومي مشوه. فالدمج والربط مستوى فعل يظهر في ممارسة الكفاية وبذلك فهما نتاج الكفاية وليس الكفاية. وأما النسق والنظام مستوى بنية اقتصر مرة على المعارف فقط ووسع مرة أخرى بعناصر مختلفة. وبنية الكفاية تتحدد بمجموع مواردها في منطوقها التقني، وفي مكتسبات الإنسان في منطوقها العام.
* وأما ثاني هذه الكتب فيحدد مفهوم الكفاية بقوله: ( نظام من المعارف المفاهيمية والإجرائية، التي تكون منتظمة تجعل الفرد قادرا على الفعل عندما يكون في وضعية معينة، أو إنجاز مهمة من المهام، أو حل مشكل من المشاكل ... فالكفاية مجموع قدرات وأنشطة ومهارات مركبة تتعلق بقدرة أو بنظام داخلي تجسمه الأنشطة والإنجازات. وهذا يعني أن الكفاية في مفهومها التربوي العام استعداد يمتلكه المتعلم لتوظيف ما سبق له أن اكتسبه ـ في سياقات تعلمية ـ من معارف فكرية ومهارات حركية ومواقف سلوكية، توظيفا ملائما وناجحا في سياقات جديدة، تتطلب منه إيجاد حل لمشكلة أو تجاوز وضعية معينة، إنها قدرة عامة مركبة يستبطنها المتعلم، لكنها تفصح عن وجودها من خلال توافقه وتكيفه مع وضعيات إشكالية حقيقية، تختلف عن وضعيات التعلم التي عادة ما تكون وضعيات مفتعلة ) . وهذا التعريف جرى بالكفاية مجرى الأداء لا الكينونة، واقتصر فيها على المفاهيم والإجراءات وبذلك كانت أداة فعل! ليتضارب مع التعريف الثاني الذي شكل فيه الكفاية بمجموع قدرات وأنشطة ومهارات مركبة... ولتصبح في الأخير قدرة عامة مستبطنة في المتعلم. وهذا التضارب من المفاهيم والقدرات والأنشطة والقدرة العامة يؤثر على فهم الكفاية بل يلبس مفهومها ويغمضه، ويحيلها على الهلامية لا يمسك بها!
ـ الخلط بين الأهداف والكفايات نتيجة الضبابية في فهم الكفاية، أدى إلى غلط في تحديد وتنزيل الكفايات في الكتب المدرسية. فمثلا:الكفايات الصرفية التي حددها كتاب للمتعلم بصياغة: ( أن يكون المتعلم قادرا على تعرف وتمييز وتحويل الاسم من الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتعريف والتنكير ) هي عينها صياغة الهدف الإجرائي بل هو ذاته الهدف الإجرائي بصورة مشوهة غير منضبطة لقواعد الهدف الإجرائي! كما أن كتاب حدد الكفايات النوعية في جمل لا تعبر عن الكفاية مثل: ( حسن الإنصات إلى القرآن الكريم، وإجلاله والتعلق به ) وهي هدف نوعي لا يرتبط بالكفاية إلا مقحما ومرغما!
ـ عدم إجراء تكوين في المقاربة بالكفايات قبل طرحها مدخلا ديداكتيكيا في المنظومة التربوية والتكوينية بدل مدخل الأهداف، حال دون تعميق الفهم وتوحيد المنطلق والرؤية والإجراءات والأداء والكفايات. الشيء الذي ولد تشويشا على الفاعلين التربويين المباشرين في الميدان. فالتبس مشهد الكفايات عليهم. فالمستوى النظري مثلا في تصنيف الكفايات يذهب مذهبا غير مذهب الكتاب الأبيض في التصنيف. والمستوى العملي التطبيقي يورد كفايات تحت مسميات مختلفة. فيورد الهدف في مكان الكفاية. والكفاية الممتدة في مكان الكفاية النوعية وهكذا. الشيء الذي أدى إلى تضارب وجهات نظر الفاعلين التربويين في الميدان، كل يسوق ما يريد بدعوى الاتصال بالكفاية، حتى أصبح التأليف في موضوع الكفاية سهلا وبسيطا. ووجدنا أكثر من عنوان يتكلم باسم الكفاية وهو لا يفقه في الكفاية شيئا؟!
ـ غياب تحديد إجرائي وزاري للكفاية أعاق استنبات الكفاية في البرامج من خلال الكتب المدرسية، وترك الساحة غائمة تمطر آراء متناقضة. حتى سمعت في ندوة شاركت فيها من رائد تربوي مغربي متهافت على كتبه المترجمة قولا لا يستسيغه سوى تجار الكتب، وهو قول مردود عليه، ليس هذا مكان التفصيل في ذلك. إذ قال: " اترك مصطلح الكفاية غير محدد من الوزارة إجرائيا، واتركه مضببا، حيث سيتضح لاحقا مع مرور الأيام. فالوزارة غير معنية بتحديد المصطلح ". قول لبيع الكتب لا لتأسيس فكر تربوي أصيل. والمناسبة شرط على حد الفقهاء، وقد أتت الوزارة بخبيرها لكي يحدد لها المفهوم والإجراءات والأنشطة والأداء والتقويم. فهل ينبري خبيرنا المغربي ليقول لها ما قال في ندوته؟! أليس كان من الأجدر آنذاك تحديد مصطلح الكفاية من قبل الوزارة، والحؤول دون تضييع عشرية كاملة في ضبابية المفهوم وما بني عليه؟.
من خلال هذا الالتباس النظري والعملي وعت الوزارة ضرورة مراجعة موقفها من مسار عشرية الإصلاح، التي أكدت التقارير الدولية والمجلس الأعلى للتعليم تعثرها إن لم نقل فشلها في إحداث التغيير المطلوب في المنظومة التربوية والتكوينية المغربية، التي هللت لها منتديات الإصلاح وفق زئبقية الدجل المغربي في تزييف الوعي التعليمي عبر جرعة السياسي المخدوم بجمهرة الحلقة ورواد الأضرحة! فاتخذت إلى إصلاح الإصلاح برنامجا استعجاليا يعجل وثيرة الإصلاح! وبذلك يكون الاستعجال مناقضا لسنن الكون في استحضار الزمن، ومراعاته في التخطيط والتنفيذ والتدبير!؟ ومن الاستعجال جاء تسريع التجريب والإحلال والحلول في المكان المناسب والزمن المغدور لخبير هو أقرب للغرب من المغرب. لا يفقه تفاصيل الفكر المغربي ولا سنن المجتمع ولا قواعد اللعبة ولا فقه السياسة. همه سياسة الثراء وفقه النزل. من ورائه طبول ومزامير وتهليل وجوقة نقضت ما نسج بفكره في الميدان، ففرخت كتاكيت الوضعيات نسخا طبق الأصل! وما علينا سوى بالإدماج حتى تفك طلاسم السحر، وعقد المتعلم وينطلق عقله وتفعل يده وتتشبع سريرته بقيم النبل والفضل، فيصبح قادر على الفعل والقول والسلوك! فهيا بنا إلى الوصفة لعلنا نستوعب سرها ونفقه كنهها.
لماذا بيداغوجيا الإدماج؟:
تجيب إحدى مصوغات التكوين عن هذا السؤال ب:
• ضمان تحسين جودة التعلمات بما يؤمن اكتساب المعارف والكفايات الأساسية من خلال توظيف طرق ووسائل بيداغوجية ملائمة.
• إطار منهجي لتطبيق عملي للمقاربة بالكفايات؛
• مقاربة حاضنة ( (Approche intrusive تتبني كل ما هو موجود ولا تتطلب تغييرا ( فوريا ) للممارسات ( الجيدة ) السائدة؛
• تعلمات ذات معنى ودلالة بالنسبة للتلميذ؛
• تتوخى تحقيق الإنصاف Equité: النجاح للجميع وبالجميع.
• تستهدف هذه البيداغوجيا جعل المتعلم يعبئ مكتسباته وينظمها، من أجل استخدامها في معالجة وضعيات مركبة، تسمى وضعيات الإدماج .
لابد من الوعي:
للوعي موقع متقدم في عقل الحقول المعرفية والعملية، حيث لا يمكن في ظله تمرير المغالطات على العقل أو استدراجه لمواطن الالتباس المعرفي. لذا وجب الإشارة إلى أن ما تطرحه كراسات المتعلمين في بيداغوجيا الإدماج حسب التجربة المغربية ما هي إلا صورا طبق الأصل في غالبيتها منسوخة عن وضعية أم . وتميل إلى التمارين حيث ترقى في بعضها إلى المسائل في الرياضيات وإن كانت تخاطب المتعلم وتقحمه في المشكل بدل المسائل، وإلى بعض الإشكالات المعرفية في باقي المواد المدرسة. وهي تتناقض مع ما يطرحه كزافيي روجرس نفسه في وضعية الإدماج، في أحد كتبه. حيث يقول: ( الوضعية المستهدفة هي وضعية ينبغي أن يكشف فيها التلميذ عن قدرته على تعبئة عدة موارد داخل وضعية. وإذا فككنا الوضعية بكيفية تجعل التلميذ يجيب عن أسئلة فرعية أو ينجز مجموعة من المهام الصغرى التي سبق استيعابها، فإننا نجانب ما كنا نسعى إليه ) . وهو ما يقع في أغلب الوضعيات، فمثلا الوضعية التالية تفيد تفكيكا للوضعية يجعل المتعلم يجيب عن ثلاث أسئلة فرعية ضمن الوضعية المستهدفة، وهي:
1 ـ ثمن الهديتين؛
2 ـ مصاريف الحفل؛
3 ـ إن كان المبلغ الذي ادخرته كافيا؟.
فأين نموضع كلام كزافيي روجيرس هذا؟ ألا يضرب أسس نظريته في عمقها؟ أم يستغفل العقل التربوي المغربي؟ أم يمارس الدجل الفكري علينا، مدعيا قدرته على معالجة هذا الجسم التعليمي المريض؟ أفعلا الوضعيات المقررة في الإدماج هي وضعيات إدماج بالمعنى التقني للوضعية؟ أم عبارة عن تمارين سبقت إليها الكتب المدرسية السابقة؟ وما الإضافة النوعية التي جاءت بها هذه الوضعيات؟ ... مجرد أسئلة أسوقها للعقل التعليمي والتربوي والتكويني المغربي لعله يقف مع ذاته موقف نقد ومساءلة؟ ... كما يمكن الإشارة إلى إمكانية القبول بالأسئلة الوسيطة ولكن ضمن وضعية تعلم الإدماج أو ضمن بناء التعلمات وإرساء الموارد. وهذه المسألة تقنية محضة.
ويمكن الذهاب في هذه الوضعية المقترحة إلى مطالبة المتعلم بمصاريف الحفل فقط مراعاة له ولمكتسباته وموارده وللمتغيرات التي يمكن التعامل معها في هذا السن على مستوى التركيب. ويمكن هنا الاستعانة بعلم النفس المعرفي وعلم النفس النمائي.
للاعتراف لدينا موقع:
لابد أن نكون إيجابيين؛ نعترف بقيمة الشيء إذا ظهرت في سياق موضوعية الباحث تجاه موضوع بحثه؛ حيث نسجل هنا وبكل تقدير وتثمين أن بيداغوجيا الإدماج وفق الطرح المغربي قد ساهمت في:
ـ تشكيل مرجعية نظرية مغربية لمقاربة الكفايات منهجيا في التعليم المغربي، تنطلق من رؤية موحدة إلى المقاربة بالكفايات، وتتكلم جهاز مفاهيم موحدا، يتواصل به المشتغلون في الحقل التربوي والتكويني ميدانيا وإجرائيا.
ـ توحيد الخطوات المنهجية والعملية في بناء وإنماء الكفايات عند المتعلم المغربي.
ـ الاشتغال بالوضعيات في الإدماج وتقويم الكفايات ـ مهما كان تحفظنا عليها ـ في ملامسة نماء الكفاية وتقويمها.
ـ إكساب هيئة التدريس التخطيط لإرساء التعلمات والإدماج والتقويم بناء على شبكات وآليات معينة.
ـ تقدير هيئة التدريس على تصنيف الخطأ ومعالجته واستثماره في التعلمات.
ـ توحيد رزنامة إرساء الموارد وإدماجها ومعالجة الاختلالات والصعوبات.
ـ تشكيل الفعل التعليمي المعقلن والمضبوط لدى مكونات المنظومة التربوية والتكوينية المغربية.
ـ الخروج من الضبابية والعتمة التي سادت السنوات السابقة من عشرة الإصلاح والتجديد بكل تجلياتها في الميدان ( البرامج، الكتب المدرسية، المنهجيات، الرزنامة التعليمية، المرجعيات النظرية، المنطلقات الفكرية، ....).
ـ توحيد الخطاب البيداغوجي المغربي تجاه الذات والآخر.
ـ إثراء الفكر التربوي المغربي الرسمي بعقلية البحث التربوي بصفة خاصة والبحث العلمي بصفة عامة انطلاقا من إجراء تجارب ميدانية، تأصل منطلقات الأداء الصفي المغربي.
إلى معالم بيداغوجيا الإدماج وفق التجربة المغربية:
في هذه المعالم لن نذهب إلى التفصيلات التي جاءت بها لأنها تتطلب تكوينا خاصا، بل سنذهب إلى الإيجاز ألا إذا تطلب الموقف خلاف ذلك. وسنتطرق فيها إلى:
1 ـ المفاهيم والأدوات المرتبطة بهذه البيداغوجيا:
تنطلق هذه البيداغوجيا أولا من تحديد الإطار النظري لها فيما قدمه كزافيي روجيرس من أعمال حول المقاربة بالكفايات، وهو إطار نظري يتساوق مع نظرية النسق أو النظم؛ بمعنى الكلية في الرؤية والمقاربة العملية للموضوعات التعليمية، المتمفصلة عبر التعلمات الحاملة للموارد المتنوعة، والتي تتجمع عند محطة الإدماج لإقدار المتعلم على حل مشكلة ما. وبعيدا عن التفصيل في المرجعية النظرية لهذه البيداغوجيا، نجدها اتخذت المفاهيم التالية :
1.1.الكفاية: الكفاية هي إمكانية شخص ما على تعبئة مجموعة من الموارد المدمجة من أجل حلّ وضعيّة مشكلة تنتمي إلى فئة أو عائلة من الوضعيات.
 الكفاية = (قدرة X مضامين) X وضعية مركبة.
 الكفاية = (أو هدف تعلمي) X وضعية مركبة.
 الكفاية = (أو موارد) X وضعية مركبة.

2.1.الكفاية المستعرضة: الكفاية المستعرضة هي قدرة يوظّفها المتعلّم ويطوّرها في مجموعة من الموّاد.
3.1.الكفاية الأساسية: هي كفاية يجب على المتعلّم امتلاكها للانتقال إلى مستوى دراسي أرقى، وهي غالبا متّصلة بمادّة دراسيّة معيّنة، وهي تدمج تعلّمات دالّة في مادّة ما بالنسبة إلى مستوى دراسي محدّد.
4.1.الوضعية: تعني الوضعية مجموعة مسيّقة من المعلومات الّتي تتطلّب من المتعلّم إيجاد التمفصلات لإنجاز مهمّة ما، وفي هذا الإطار تستعمل الوضعية باعتبارها وضعية مشكلة أي وضعية تتضمن جملة من العوائق بهدف بناء تعلّمات ما.
5.1.الموارد: هي المعارف والمهارات والمواقف الّتي يمتلكها المتعلم ويعبّئها لحلّ وضعيّة مشكلة.
6.1.هدف تعليمي: الهدف التعلمي هو مورد مؤلف من ممارسة قدرة على محتوى. أمثلة:
• يميز بين الفعل المتعدي والفعل اللازم.
• يجمع عددين صحيحين.
• يستظهر سورة الفاتحة.
7.1.الوضعية الإدماجية: تعني مجموعة من المعلومات والبيانات، منها ما هوّ أساسي ومنها ما هو غير أساسي، تقدّم ضمن سياق ما، لتوظيفها، بطريقة مدمجة، من قبل المتعلّم، من أجل إنجاز مَهَمَّة مركّبة، منتوجها غير معلوم مُسْبَقًا. وتتكون من:
 السياق: سياق يصف محيط الوضعية.
 الأسناد: هي مجموعة العناصر المادية المقدمة للتلميذ: نص مكتوب، مثال توضيحي، صورة .... إلخ.
 التعليمة: هي مجموعة المطالب أو الإرشادات التي توجه للتلميذ بصورة صريحة.

8.1.فئة الوضعيات: هي مجموعة الوضعيات المتكافئة المرتبطة بالكفاية، وهي تمنح المتعلم فرصا لتعلّم الإدماج وتقويم درجة نماء الكفاية لديه وسعيا إلى التكافؤ بين الوضعيّات المرتبطة بالكفاية، يتمّ تحديد بعض الثوابت أو ما يسمى بالفرنسية paramètres » «. ومنها ما هو مرتبط : بالمجال المرجعي للموارد وبالمهام المطلوبة من المتعلم.
9.1.التقويم: هو جمع المعلومات (من إنتاج المتعلم)، قصد فحص درجة توافقها مع مجموعة من المعايير والمؤشّرات بهدف أخذ قرار. وهناك:
ـ التقييم التكويني: هو التقييم الذي أثناء عمليات التعلم بهدف تسهيله أو التغلب على النواقص الملحوظة.
ـ التقييم الإشهادي: هو تقييم هدفه الأساس أخذ قرار بالنجاح أو الانتقال إلى القسم أو السلك الأعلى.
10.1.المعايير: هي صفات العمل المنتظر من إنتاج التلميذ. يتم تحديدها عند صياغة الكفاية وتتصف بكونها
• مجردة.
• عامة.
• من قبيل المثالية.
مثال: ملاءمة الإنجاز، انسجام المنتوج، التقديم الجيد، جدة المنتوج.
ملحوظة: يصاغ المعيار بكلمة أو جملة ذات حمولة إيجابية، كما يشترط في المعايير أن تكون مستقلة بعضها عن بعض، بهدف تحقيق الإنصاف.
11.1.المؤشرات: المؤشر هو وسيلة لأجرأة المعيار وهو قابل للملاحظة والقياس
مثال: بالنسبة لمعيار استعمال السليم لأدوات المادة (في مادة العربية)، يمكن أجرأتها عبر مجموعة من المؤشرات منها: احترام أو عدم احترام قواعد الصرف، التراكيب، المعجم...
12.1. المعايير الدنيا ومعايير الإتقان: تنقسم المعايير إلى قسمين: معايير دنيا, ومعايير الإتقان.
* المعايير الدنيا: هي التي يعتبر التمكن منها ضروريا لامتلاك الكفاية.
* معايير الإتقان: هي معايير تتيح فرصة التمييز بين المتعلمين، كالتقديم الجيد للمنتوج، وجدته... (الإنصاف).
13.1. الوضعية المركبة: هي التي تتطلب من المتعلم استعمال مجموعة من المعارف والمهارات لحلها.
14.1. الإنصاف في المدرسة: يهتم الإنصاف عامة بمعالجة الاختلاف في مستويات متنوعة الاختلاف بين المدارس، الاختلاف بين الجنسين، الاختلاف بين المتعلمين.لكن ما يهمنا هنا هو الإنصاف البيداغوجي الذي يتوخى جعل التلاميذ المتعثرين يتقدمون في دراستهم كباقي المتعلمين.
15.1. تعلم الإدماج: وهي سيرورة شخصية تهم كل متعلم على حدة، وتستهدف تنمية كفاياته عبر التعامل مع الوضعيات الإدماجية وذلك بتدريبه على تعبئة الموارد التي اكتسبها خلال الأسابيع الستة المخصصة للتعلمات المجزأة.
16.1. معالجة الأخطاء: وتعني معالجة الأخطاء المتصلة بالكفاية الأساسية خاصة.
17.1. الإقرار: ويعني الاعتراف والإقرار بمدى تمكن كل متعلم من الكفاية الأساسية.
18.1. بطاقة الاستثمار: أداة من الأدوات التي تساعد الأستاذ على تدبير الوضعيات الإدماجية حسب الهدف.
وفي تقديم الوضعية يتم استنطاق كل من عنوانها وسياقها وأسنادها وتعليماتها.
19.1. شبكة التحقق: تتوفر شبكة التحقق على عمودين يحتوي كل واحد منهما على مواصفات العمل المطلوب أو، بتعبير آخر، معايير ومؤشرات جودة الإنتاج المنتظر. يوجه العمود الأول إلى المتعلم وقد تمت صياغته بلسان المتكلم ( أنا )، وأما العمود الثاني، فهو موجه خصيصا للأستاذ، ويتضمن مؤشرات التحكم الأدنى التي يعتمد عليها الأستاذ في التقويم التكويني وفي بلورة استراتيجيات لمعالجة الخلل الذي يعيق نماء الكفاية لدى المتعلم.
20.1. شبكة التصحيح: يقوم الأستاذ بتصحيح إنتاج المتعلم اعتمادا على شبكة التصحيح التي تساعد على تحديد مستوى تحكم المتعلم في كل معيار ومن ثمة التحكم في الكفاية أو في مرحلة تدرجها ثم ترجمة ذلك إلى نقاط كما هو محدد في الشبكة.
تم تضمين شبكة التصحيح بالنسبة للوضعيات عدد 2 في المرحلتين الثالثة والرابعة إعدادا للتقويم الإشهادي.
تتألف شبكة التصحيح من جدولين بمدخلين: المعايير/ التعليمات.
تم ضبط، من السنة الأولى إلى السنة الرابعة وفي مختلف المواد، ثلاث معايير، اثنين منها تمثل معايير الحد الأدنى المتصلة مباشرة بالكفاية الأساسية: الملاءمة وسلامة أدوات المادة، أما المعيار الثالث فهو معيار الإتقان ويتمثل في جودة العرض. أضيف في السنتين الخامسة والسادسة معيار الانسجام معيارا ثالثا ضمن معايير الحد الأدنى.
ـ يقيس معيار الملاءمة مدى تناسق المنتوج مع ما تقتضيه التعليمات الثلاث في علاقتها مع السياق والأسناد.
ـ يقيس معيار الاستعمال السليم لموارد المادة تمكن المتعلم من المعارف والمهارات والمواقف المتصلة بالمادة وإن لم يكن منتوجه ملائما للمطلوب.
ـ يقيس معيار الانسجام قدرة المتعلم على منهجة منتوجه من حيث التسلسل والوجاهة.
ـ يقيس معيار جودة العرض قدرة المتعلم على تقديم منتوج خال من المحو والتشطيب.
21.1. المعارف: مصطلح يستخدم مرادفا لألفاظ: محتوى، مضمون، معرفة. وتصاغ المعارف عادة من لفظ المصدر، وفي المقاربة بالكفايات تبقى المعارف ذات أهمية، إلا أنها تسخر لخدمة ممارسة الكفايات ولا تعالج كمواضيع دراسية لأجل ذاتها.
22.1. المواقف: هو موقف التلميذ حين يتحول إلى عادة. ويمكن القول إن سلوكا معينا قد اكتسبه التلميذ إذا استخدمه بصورة عفوية ودون إيعاز من المدرس.
23.1. المهارات: هي ممارسة نشاطات متعلقة بمعارف أو مضامين أو محتويات. وتصاغ المهارات عادة من ألفاظ المصادر.
وفي المقاربة بالكفايات تمرن التلميذ على التمكن من مهارة مستقلة في البداية ثم نطلب منه دمج عدة مهارات في وضعيات تزداد تعقيدا.
24.1. وضعية دالة: هي وضعية تستثير التلميذ وتحفزه وتخلق لديه رغبة التعلم. وقد تكون وضعية يومية أو تحديا يهم التلميذ ويحفزه.
25.1.الهدف الإدماجي النهائي ( OTI) Objectif Terminal d'Intégration : هو كفاية عظمى" ماكرو كفاية " تسترجع المكتسبات الرئيسة وتدمج الكفايات المبرمجة لسنة أو سلك تعليمي، ويتحدد الهدف الإدماجي النهائي كالكفاية بعائلة الوضعيات المشكلة.
26.1. مجزوءة الإدماج: هي الحصص التي يتم أثناءها ممارسة كفاية معينة، وهكذا، في وضعيات متعددة يستخدم التلميذ عدة معارف ومهارات سبق أن اكتسبها. وتنظم وحدة دمج كل شهرين تقريبا وتستمر أسبوعا.
2 ـ تخطيط التعلمات من منظور بيداغوجيا الإدماج :
في هذه التجربة المغربية، يتم التخطيط بعقلنة محكمة تبدأ من تقويم الكفاية النهائية لآخر السنة ( السابقة ) وتكون في آخر السنة الدراسية، ثم تقويم تشخصي في بداية السنة الدراسية الموالية، بعدها إرساء الموارد من خلال تخطيط التعلمات الجزئية عبر مراحل السنة ـ سنأتي على ذكرها ـ ثم الإدماج المرحلي لتلك الموارد من خلال مصوغة الإدماج المرحلية ثم الإدماج النهائي في نهاية السنة الدراسية عبر مصوغة الإدماج النهائية، لننتهي إلى تقويم الكفاية النهائية لآخر السنة الدراسية الحالية. وسيتضح هذا كله من خلال التطرق إلى:
ـ مفهوم التخطيط: ويعني في هذه البيداغوجيا: تنظيم كرونولوجي ( زمني ) للتعلمات الجزئية ( الموارد ) ولتعلمات الإدماج، قصد تسهيل إنماء ( بناء ) الكفاية الأساسية.
ـ مستويات التخطيط: وهي:
* تخطيط عام ( سنوي ) متعلق بالكفاية ككل ويمتد على طول السنة الدراسية، ويضم:
ـ تقويم الكفاية النهائية لآخر السنة.
ـ تقويم تشخيصي في بداية السنة الدراسية.
ـ تقويمات تكوينية مرحلية.
ـ مصوغة الإدماج لنهاية السنة الدراسية.
ـ مصوغة الإدماج المرحلية.
ـ التعلمات الجزئية.
ويمكن تقديم نموذج توضيحي لهذا التخطيط.
* تخطيط مرحلي ويخص مرحلة من مراحل نماء ( بناء ) الكفاية، ويستغرق شهرين. وهذا التخطيط يخص السيد الأستاذ/ة. وينطق فيه من نص الكفاية المرحلية، ثم يحدد الموارد التي ستعبأ لإنماء الكفاية، ويصوغها على شكل أهداف تعلمية وليس على شكل عناوين الدروس. وينظمها زمنيا وموضوعيا من حيث تكون المحصلة الموالية نتيجة المحصلة الأولية وهكذا مع تخصيص حيز زمن لتقويم الموارد. ثم يخطط زمنيا للأنشطة التي سيتم تحقيقها خلال أسبوعي الإدماج. ويمكن إدراج المثال التالي لتخطيط مرحلي وهو فارغ، ثم وهو معبأ. ويمكن ترجمته بالألوان في الشكل التالي:
نموذج لتنظيم التعلمات بالنسبة لسنة دراسية










ـ المبادئ الموجهة لبناء تخطيط أسبوعي الإدماج: حيث يقوم التخطيط على:
* كفاية المرحلة المستهدفة.
* يخصص الأسبوع الأول لتعلم الإدماج، ويقوم فيه السيد الأستاذ بمصاحبة المتعلم لتعلم الإدماج. ويهم الوضعيات عدد 1 في الأسبوع الأول. ويمكن أن يكون فيه العمل جماعيا وفرديا.
* يخصص الأسبوع الثاني لتقويم القدرة على الإدماج، وفيه يتخلى الأستاذ عن المصاحبة المركزة. ويهم الوضعيات عدد 2 في الأسبوع الثاني، حيث يكون فيه العمل فرديا مصحوبا بتشخيص الأخطاء وعلاجها.
والكفاية المرحلية هي التي تهم مرحلة ما من مراحل نماء الكفاية سنويا، ويمكن الاطلاع على النموذج التالي للكفايات المرحلية ثم الكفاية الأساسية في:
ـ الشفوي في اللغة العربية مثلا في المستوى الأول.
ـ الكتابي في اللغة العربية مثلا في المستوى الأول.
* الدقة عند التخطيط.
* احترام قدرة المتعلم على التركيز، بحيث يجب الاقتصار على وضعية واحدة خلال تتجاوز الساعة الواحدة.
* الانتباه إلى طبيعة المادة عند التخطيط ( شفوية أو كتابية ).
ـ معايير التخطيط الجيد: تفيد هذه المعايير:
* أن يستند التخطيط على البرنامج والوثائق الرسمية.
* أن يأخذ بالاعتبار خصوصيات ومعطيات المتعلمين.
* أن ينص على الكفايات الأساسية.
* أن ينص التخطيط على فترات محددة بدقة بالنسبة للأنشطة الآتية:
ـ التعلمات الجزئية الخاصة بالموارد ( معارف ـ مهارات ـ مواقف ).
ـ دمج الموارد والمكتسبات.
ـ تقويم الكفايات المكتسبة أو التي في طريق اكتسابها.
ـ المعالجة والتدخل على إثر تقويم درجة نماء الكفاية.
* أن ينص التخطيط على وضعيات الإدماج في أسبوعي الإدماج.
* أن ينص التخطيط على الكفايات التي تقوم في نهاية التعلمات ( الكفايات المرحلية والنهائية ).
ـ المبادئ التي يقوم عليها تخطيط أسبوعي الإدماج :
أ ـ موقع أسبوعي الإدماج بالنسبة للتخطيط المرحلي: وهو موقع يقع في الأسبوعين السابع والثامن بعد ستة أسابيع لإرساء الموارد. كما في الشكل التالي:

إنماء الكفاية عبر:
ـ تعلم الموارد وتقويمها.
ـ ومراجعتها ودعم المكتسبات.
ـ الربط بين الموارد.
ـ التلخيص.
ـ والتوليف.
ـ .....
ـ تعلم دمج الموارد.
ـ تقويم درجة نماء الكفاية.
ـ إصلاح الأخطاء.
ـ ودعم المكتسبات.
ـ ومعالجة خلل التعلم في إنتاج التلاميذ.
ـ من أجل الرفع من قيمة الإنتاج وثمة إنماء الكفاية.
1 2 3 4 5 6 7 8

ب ـ المبادئ: وتضم:
1 ـ المبدل الأول: يعتبر كل نشاط التعامل مع الوضعية الإدماجية تعلما:
ـ فهم الوضعية.
ـ بناء الإنتاج.
ـ التحقق.
ـ الرفع من قيمة الإنتاج.
2 ـ المبدأ الثاني: النشاط التعلمي له زمن ومضمون ويمكن تقويمه وتعديله.
3 ـ المبدأ الثالث: التعامل من خلال أسبوعي الإدماج، مع المكتسبات السابقة دون اكتساب تعلمات جديدة.
4 ـ المبدأ الرابع: الأسبوع الأول لتعلم الإدماج ( الوضعية 1 ) والأسبوع الثاني لتقويم على ( الوضعية 2 ).
5 ـ المبدأ الخامس: إضافة إلى المعالجة الفورية التي تصاحب أنشطة التعامل مع الوضعية الإدماجية تعتمد المعالجة المركزة.
6 ـ المبدأ السادس: احترام قدرة المتعلم على المركزة ( مراعاة السن والمستوى )، يستنتج:
ـ عدم الاقتصار على مادة واحدة وترشيد التوزيع الزمني ضمانا لانخراط المتعلم.
ـ اعتماد وثيرة عمل منسجمة مع نسق التعلم.
ـ تدبير أسبوعي الإدماج: ويتم فيه التخطيط أربع صحح، وهي :
1 ـ في بداية الأسبوع يكتشف المتعلم كراسة الوضعيات ووظيفة كل أداة من أدوات العمل ( بطاقة التمرير وشبكة التحقق ). وتستغرق هذه الحصة 30 دقيقة.
2 ـ حصة أولى وتستغرق 30 دقيقة لفهم الوضعية ومعرفة المهمات المطلوبة باعتماد بطاقة التمرير وبمساعدة الأستاذ/ة.
3 ـ حصة ثانية وتستغرق 30 دقيقة تهم إنجاز المهمة وفق التعليمات، باعتماد بطاقة التمرير وباحترام شبكة التحقق وبمساعدة الأستاذ/ة.
3 ـ حصة ثالثة وتستغرق 30 دقيقة للتحقق بتوظيف شبكة التحقق ومطابقة الإنتاج للمعايير من قبل المتعلم، ولتحقق الأستاذ/ة من تحكم المتعلم في مؤشرات التحكم الأدنى.
4 ـ حصة رابعة وتستغرق 30 دقيقة للدعم والمعالجة.وتقتضي دعم مكتسبات التلميذ ومعالجة الأخطاء في الموارد أو دمجها أو فهم الوضعية أو غيرها مما يكشفه تقويم الوضعية.
ويمكن رصد هذا التدبير من خلال أنموذج في اللغة الفرنسية والرياضيات.
ويمكن الاطلاع على مجمل أنشطة تعلم الإدماج خلال أسبوع الإدماج من خلال الوثائق التالية:
أ ـ الوثيقة الأولى، وتهم الحصة الأولى.
ب ـ الوثيقة الثانية، وتهم الحصة الثانية.
ج ـ الوثيقة الثالثة، وتهم الحصة الثالثة.
د ـ الوثيقة الرابعة، وتهم الحصة الرابعة.
وعن المعالجة، فإن المصوغة تقول:
ـ ما المعالجة؟ سؤال يفيد لديها أن المعالجة:
* قضية عقلية.
* قضية هيكلة.
* قضية أدوات.
ـ والمعالجة قضية عقلية، وتتعلق ب:
* مكانة الخطأ،
* تصور المتعلم،
* تصور الذات المهنية.
ـ والمعالجة قضية هيكلة، وتتعلق ب:
* تحديد الأولويات حسب تواتر الخطأ وعلاقته بالكفاية الأساسية،
* ضبط مجموعات التلاميذ،
* تشخيص الأخطاء،
* التأكد من صحة التشخيص،
* ضبط استراتيجية الفعل العاجلة والآجلة والمستمرة،
* التأكد من أثر المعالجة خصوصا إذا كانت النتائج ضعيفة جدا.
ـ والمعالجة قضية أدوات، وتتعلق بالأداة التي قد تكون:
* وضعيات لإعادة بناء المفهوم،
* تمارين لتثبيت المفهوم،
* وضعيات محسوسة لتمثل المفهوم،
* وضعيات إدماجية جديدة لتوظيف المفهوم،
* أنشطة ثقافية للعمل على دافعية المتعلم.
والإدماج يكون بوضعية الإدماج وفق هذه البيداغوجيا، وهي فيها تحتل موقعا مركزيا فيها، حيث تروج حولها المعالم التالي :
1 ـ تعريف الوضعية الإدماجية:
* مجموعة معلومات وبيانات تتم تعبئتها في سياق وبطريقة مدمجة من لدن شخص أ و مجموعة من الأشخاص من أجل إنجاز مهمة منتوجها غير معروف مسبقا (Xavier Roegiers)
* مرتبطة بالكفاية ومهيأة للاستعمال في نهاية التعلم
* مهيأة لتمكن التلميذ من التمرن على إدماج مكتسباته والتحقق من القدرة على هذا الإدماج المتـَعَلم
* مهيأة لتمكن المدرس من تقويم درجة التحكم في الموارد والمهارات والقدرات التي يفترض أن يكون قد تم اكتسابها من لدن المتعلم داخل حصص التعلمات المجزأة.
2ـ دور الوضعية الإدماجية:
• إنماء الكفاية الأساسية.
• تقويم درجة نماء الكفاية الأساسية.
3 ـ كيفية بناء وضعية إدماج:
• تحديد الكفاية الأساسية المستهدفة.
• تحديد تعلّمات (الموارد أو الأهداف التعلّميّة) الّتي تنمّي الكفاية الأساسية المرجو إدماجها.
• اختيار وضعية تنتمي إلى فئة من الوضعيات في متناول المتعلم، ذات معنى، جديدة وتمكّن من إدماج موارد مكتسبة.
4 ـ مميزات الوضعية الإدماجية:
 تجعل المتعلم يعمل على تعبئة الموارد المكتسبة (لا اكتساب معارف جديدة مجزأة).
 مهامها مركّبة : الإجابة عنها تقتضي تعبئة موارد مدمجة.
 ملائمة لمستوى المتعلّم.
 قابلة للتقويم.
 مستمدّة من الحياة اليومية.
 دالّة بالنسبة للمتعلّم.
 تنتمي إلى فئة من الوضعيات ذات العلاقة بالكفاية الأساسية المنشودة.
 جديدة وذات سياق جديد بالنسبة للمتعلّم.
 تطرح مشكلا للمتعلّم.
 أن تكون ذات حلول ممكنة.
 تحتوي على أسناد (مصوّرة و/أو مكتوبة ...)، بها معلومات أساسية وأخرى مشوّشة.
 تحتوي على 3 تعليمات.
 تستهدف مجموعة من الموارد القابلة للإدماج.
5 ـ وظائف الوضعية الإدماجية:
 إنماء الكفاية.
 تعلم دمج الموارد.
 التمرس على دمج الموارد ضمن وضعية.
 التمرس على حلّ مهمّة مركبة.
 التمرس على التقويم الذاتي : عبر شبكة التحقق الذّاتي للتثبّت من توّفر مواصفات الجودة المطلوبة في إنتاج التّلميذ مثل الملاءمة وسلامة أدوات المادة.
 تقويم درجة نماء الكفاية.
 عبر وضعيّة إدماجية تنتمي إلى فئة عائلة الوضعيات.
 تستهدف استخراج معلومات من منتوج المتعلّم.
 فحص درجة توافق هذه المعلومات مع مجموعة من المعايير مثل الملاءمة وسلامة أدوات المادة.
6 ـ أدوات تفعيل الوضعية الإدماجية:
 دفتر الوضعيات الإدماجية
 دليل الإدماج وفيه :
 بطاقة التمرير.
 شبكة التحقق.
 شبكة التصحيح.
وأما نماء الكفاية الأساسية، فيتعلق بالمؤشرات والمعايير ضمن عملية التقويم، الذي أتت به الوثيقة 302 لسنة 2008 محاطا بالحيثيات التالية:
1 ـ مفهوم التقويم:
هو جمع المعلومات (من إنتاج المتعلم)،قصد فحص درجة توافقها مع مجموعة من المعايير والمؤشّرات بهدف أخذ قرار.
2 ـ وظائف التقويم:
 وظيفة توجيهية: التقويم التشخيصي وينجز قبل بداية التعلم.
 وظيفة تعديلية: التقويم التكويني وينجز أثناء التعلم.
 وظيفة إشهادية تقويم إجمالي ويتم في آخر التعلم.
3 ـ المعلومات ووسائل جمعها:
 تتخذ المعلومات أشكالا متعددة:
 الاستعدادات والمؤهلات (التقويم التشخيصي).
 أخطاء (التقويم التعديلي).
 نقط التفوق أو النجاح (التقويم الإشهادي).
 وسائل جمع المعلومات قد تتخذ أشكالا متعددة : تمارين...في حالة تعلم جزئي (موارد) أو وضعيات في حالة كفاية أو الهدف الإدماجي النهائي.
4 ـ المعايير:
 هي صفات العمل المنتظر من إنتاج التلميذ.
 يتم تحديدها عند صياغة الكفاية وتتصف بكونها:
◄ مجردة.
◄ عامة.
◄ من قبيل المثالية.
مثال: ملاءمة الإنجاز، انسجام المنتوج، التقديم الجيد، جدة المنتوج.
 ملحوظة: يصاغ المعيار بكلمة أو جملة ذات حمولة إيجابية، كما يشترط في المعايير أن تكون مستقلة بعضها عن بعض، بهدف تحقيق الإنصاف
5 ـ المؤشرات:
المؤشر هو وسيلة لأجرأة المعيار وهو قابل للملاحظة والقياس
مثال: بالنسبة لمعيار استعمال السليم لأدوات المادة (في مادة العربية)، يمكن أجرأتها عبر مجموعة من المؤشرات منها: احترام أو عدم احترام قواعد الصرف، التراكيب، المعجم...
6 ـ المعايير الدنيا ومعاييرالإتقان:
تنقسم المعايير إلى قسمين: معايير دنيا, ومعايير الإتقان.
 المعايير الدنيا: هي التي يعتبر التمكن منها ضروريا لامتلاك الكفاية.
 معايير الإتقان: هي معايير تتيح فرصة التمييز بين المتعلمين، كالتقديم الجيد للمنتوج، وجدته... (الإنصاف)
7 ـ المعايير المعتمدة في كراس الوضعيات:
المستويان:5-6 المستويات:1-2-3-4
االملاءمة الملاءمة
االاستعمال السليم لمفاهيم وموارد المادة االاستعمال السليم لمفاهيم وموارد االمادة
االانسجام
االتقديم الجيد االتقديم الجيد



8 ـ لماذا اللجوء إلى المعايير و المؤشرات؟
 موضوعية التصحيح.
 توجيه التعلم والتعليم.
 السماح بتشخيص التعثر وفهم سببه واقتراح العلاج المناسب.
إلى الختم:
كانت تلكم معالم كبرى من بيداغوجيا الإدماج وفق الطرح المغربي مسلكا ديداكتيكيا لتصريف المقاربة بالكفايات في المنظومة التربوية والتكوينية. لنا عليها بعض التحفظات التقنية والنظرية. لكن لا يسعنا إلا أن نشيد بالجهود المبذولة فيها. لأنها لبنة أولى في صرح بناء منظومة تربوية وتكوينية مغربية معقلنة ومخطط لها بحكمة ومنتجة ومساهمة في نماء الفرد المغربي. نتمنى أن تسمع هذه التجربة للنقد البناء قصد التصحيح والتجويد والتطوير. وبالله التوفيق.
عبد العزيز قريش
المراجع:
ـ كتاب " واحة الكلمات؛ دليل الأستاذ، السنة 4 ابتدائي، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء ـ المغرب، رقم المصادقة 403 142 01 بتاريخ 24 يونيو 2003،
ـ تاج العروس.
ـ كتاب " المنير في التربية الإسلامية؛ دليل الأستاذ، السنة3 ابتدائي، الشركة المغربية لفنون الطباعة العصرية، الدار البيضاء ـ المغرب، رقم المصادقة 104 132 02 بتاريخ 01 يونيو2004.
ـ مشروع تجريب بيداغوجيا الإدماج بسلك التعليم الثانوي الإعدادي، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الشاوية ورديغة، 7/9/2009.
ـ دليل بيداغوجيا الإدماج، المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب.
ـ كزافييه روجيرس، الاشتغال بالكفايات: تقنيات بناء الوضعيات لإدماج التعلمات، ترجمة: الحسين سحبان وعبد العزيز سيعود، سلسلة المكتبة التربوية، مكتبة المدارس، الدار البيضاء، المغرب،1428/2007، الطبعة الأولى.
ـ دليل بيداغوجيا الإدماج، المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب، الرباط.
ـ دلائل الإدماج وكراسات الوضعيات الإدماجية الخاصة بالمستويات الدراسية بالتعليم الابتدائي، المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب، مكتبة المدارس، الدار البيضاء، المغرب،.
ـ مصوغة التكوين، أحمد الفاسي الخبير الوطني في بيداغوجيا الإدماج، المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب.
ـ مخطط تجريب بيداغوجيا الإدماج، 9 يوليوز 2009.
ـ مختلف وثائق مصوغات التكوين في بيداغوجيا الإدماج ( الخاصة بهيئة التفتيش التربوي وبهيئة التدريس ).






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=255502
    رد مع اقتباس
قديم 2015-05-12, 22:43 رقم المشاركة : 2
nasro6767
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية nasro6767

 

إحصائية العضو







nasro6767 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بيداغوجيا الإدماج وفق التجربة المغربية


شكرا جزيلا و بارك الله فيك أخي المحترم






التوقيع

حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المغربية , التجربة , الإدماج , بيداغوجيا , وفق

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 11:30 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd