المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد السوسي
جزاكم الله كل خير أستاذي الغالي محمد الوزازي المحمدي وكم سررت ببصمتكم المتميزة وردكم القيم وكم شرفني تعطيركم ومروركم الرائعين لموضوعي المتواضع
شكرا جزيلا لكم وبارك الرحمن فيكم
ورجوعا الى الاشكالات المهمة التي طرحتموها فأقول :
فعلا هذا واقع مرير أستاذي الفاضل تربينا ونشانا فيه بل ومنذ أن فتحنا اعيننا ونحن نعيشه ونشاهده صباح مساء حتى اصبح شيئا مالوفا عاديا بل والكثير منا يعتقد ان هذا من شرع الله الذي ارتضاه لنا
ولو رجعنا الى مصادر شرعتنا الغراء لوجدنا اختلافا وتناقضا بين نصوص الوحيين وبين واقعنا المرير
فهذا الاختلاط الذي نعيشه في زماننا اختلاط لم يعرفه أجدادنا ولا اسلافنا ولم تعرفه الامة الاسلامية منذ القرون الاولى والى منتصف القرن الماضي وأظن انه من مخلفات الغزو الثقافي الغربي لعقولنا وكذا من تاثير التربية المستوردة من مناهج غيرنا والتي تناقض مناهج وتعاليم ديننا.
وتاثيراته وضرره يبدأ من مدارسنا بل قبل ذلك من المنزل الذي ننشأ ونتربى فيه
فإذا نشأ الطفل في بيته ومدرسته على حب الاختلاط واعتباره أمرا نافعا عاديا لا اشكال فيه ولاضوابط تحدده فمن الصعب اقناعه عندما يشتد عوده أن هذه الظاهرة غير سليمة او أنها متناقضة وتعاليم شرعنا وهذا من الاسباب التي تجعل الكثيرين يرضون بواقع مؤلم كهذا ويعتبرون اختلاط الرجال بالنساء في مختلف الاماكن التي اشرتم اليها من اسواق وادارات ومرافق عمومية بالشكل الذي نراه في واقعنا أمر لاإشكال او خطورة فيه بل هو عين الانصاف والمعقول لأن هذا ما نشأ عليه وتعلمه
وأود أن اشير هنا اشارة سريعة الى مسألة الحج فهي من الأمور التي يلجا الكثيرون ليدافعوا عن فكرة جواز الاختلاط ومشروعيته ولو عادوا الى الاصل لعرفوا أن طواف النساء في الحج واداؤهن لمناسكهن - شرعا - إنما يكون خلف الرجال ولايزاحمونهم في ذلك بل من الشرع ان تضع المرأة غطاء على وجهها وتتجنب مزاحمة أخيها الرجل اذا مر بها خلال طوافها او سعيها
أما نساء زماننا فالكثيرين منهن لايتورعن عن مزاحمة الرجال والتصاقهن بهم وذلك راجع لتربيتهن الدينية وعدم وجود من ينصحهن ويبين لهن خطأ ما يرتكبنه من أعمال
التربية السليمة الصحيحة حتما ستقضي على الاختلاط لو كانت مبنية على الاخلاق الحميدة ومأخوذة من تعاليم ديننا الحنيف وشرائعه
والملاحظ لواقع تلميذاتنا مثلا يرى الفرق بين من نشأت في بيئة محافظة سليمة ومن نشأت في غير ذلك
ويمكنكم ان تلمسوا الفرق جليا أمام ابواب الاعداديات والثانويات :
فهناك صنف من التلميذات والتلاميذ من ديدنهم الاختلاط والاجتماع على القيل والقال والتطرق الى مواضيع لاتمت الى التربية والتعليم بحال بينما نجد صنفا آخر من النادر ان تراه يختلط مع غير جنسه او يتخذ له اقرانا من الجنس الآخر بل نجدهم غالبا إما لوحدهم او مع تلاميذ محددين من بني جنسهم يشاركونهم نفس توجههم وتصرفهم
مثل هذه التربية اذا ترسخت في اذهان تلاميدنا وابنائنا فحتما ستكون لها نتائج طيبة وعواقب حميدة
ولكن الواقع يروي قصصا وأحداث غير ذلك
الخوف والخضوع ليسا من التربية السليمة
والحياء والعفة من سمو الاخلاق ودماثتها
بالفعل أستاذي الكريم فمن تعاليم نبينا الرؤوف الرحيم أنه اكد على ضرورة تكريم المرأة واعطائها كافة حقوقها ومطالبها ولكن هذه التعاليم تبقى فقط حبرا على ورق و قليل من يطبقها او يدعو اليها وعلى الأخص في مدارسنا
***************************
ملاحظة : قوله عليه الصلاة والسلام الذي اشرت اليه لايصح بل ورد حديث مشابه له لفظه ما أكرم النساء إلا كريم ، و لا أهانهن إلا لئيم
وهو حديث يروى عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقد حكم عليه اهل العلم بالوضع
ويكفي لفهم قدر المرأة وعظم مكانتها قوله عليه الصلاة والسلام الوارد في صحيح مسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت . واستوصوا بالنساء . فإن المرأة خلقت من ضلع . وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه . إن ذهبت تقيمه كسرته . وإن تركته لم يزل أعوج . استوصوا بالنساء خيرا
[/color][/size]
كل هذه التساؤلات يجيب عنها واقعنا المؤلم :
فالناظر مثلا الى مايقع امام ابواب الاعداديات والثانويات من اختلاط فاحش ومجون وشرب للمخدرات وتعاطي للدخان وتبرج وسفور بل وشبه عري وكلام ساقط وشجار وخصومات وتحديد مواعيد غير شرعية للاجتماع في بيت تلميذ ما مثلا بغرض المراجعة او الاحتفال بمناسبة ما وما يقع اثناء تلك الاحتماعات من ممارسات واعمال يندى لها الجبين وتخالف الشرع مخالفة واضحة وبينة
من ينظر الى هذا الواقع سيعرف ان من اسباب تدني مستوى تلاميذنا ومن بعض اسباب نزيف تعليمنا ومن اسباب اضطراب التوازن في مجتمعاتنا الاسلامية هو هذا الاختلاط الذي ارتضياناه وقبلنا به
وهذا أمر استاذي الفاضل فطن اليه خبراء التربية والتعليم في بلدان غير مسلمة كثيرة ومن ابرزها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وانجلترا وهناك دعوات كثيرة ونداءات تدعو الى الفصل بين الجنسين في التعليم والتفرقة بينهما بل ومؤخرا اطلعت على نداء من دولة الصين تدعو بكل حزم الى انشاء قسم خاص بالبنات حتى تتجنب الوزارة بعض المشاكل التي تحدث باستمرار بسبب اختلاط البنات بالاولاد
فلم يلجا هؤلاء الغربيين الذين لامرجع ديني سليم يرجعون اليه بينما نحن في بلدنا المسلم وبين ايدينا شرع حنيف سمح نبحث عن شرائع غيرنا وثقافة من سبقونا ونظريات بالية ونتجرد من تاليم ربنا الذي لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا وارسل الينا مني رشدنا ودلنا على طرق سعادتنا وهدايتنا وتقدمنا وازدهارنا
وتقبلوا استاذي الغالي فائق تقديري وامتناني ومودتي