منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - دلالة حمل شارات التعبير عن الإضراب بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة

دلالة حمل شارات التعبير عن الإضراب بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة

23/09/2010

http://www.oujdacity.net/i/data/ocv3...8-25030791.jpg

دخل مفتشو الجهة الشرقية مقر الاجتماع بالأكاديمية يوم 21/09/2010 وقد وضعوا شارات حمراء على أذرعهم للتعبير عن إضرابهم لأسباب لم تعد خافية على أحد دون أن يعني ذلك شيئا بالنسبة للمسؤول الجهوي الذي لم يكلف نفسه مجرد التساؤل عن سبب هذا الإضراب علما بأنه يعلم جيدا سببه لأن المكتب الجهوي لنقابة المفتشين كان قد أبلغه عن الاحتقان الموجود في صفوف المفتشين نظرا لوجود ملف مطلبي معلق لم يسو بعد ، وهو عرضة للتسويف . ومعلوم أن أساليب الإضراب متعددة ومتنوعة تتراوح بين مقاطعة الأشغال والأعمال وبين حمل الشارات . ولقد ابتدعت الدول المتحضرة أسلوب حمل الشارات حفاظا على الصالح العام في بعض الحالات ، ذلك أن حمل الشارات مع مزاولة العمل له دلالة معينة مفادها أن المضرب يعي بشكل جيد الصالح العام ، ويحرص عليه مع أن الضرر يلحق بمصلحته الخاصة . وهذا الأسلوب أشد وقعا في نفوس المسؤولين وأشد تأنيبا لهم في البلاد المتحضرة من أسلوب المقاطعة لأن أسلوب حمل الشارات يعني أن المضربين أحرص من المسؤولين على الصالح العام بينما لا يحرص المسؤولون على مصالح من يصون هذا الصالح العام ومن ثم فالمسؤولون لا يحرصون على الصالح العام بل يلحقون هم به الضرر في الواقع . إن أخوف ما يخافه المسؤولون في البلاد الراقية المتحضرة هو أسلوب الإضراب عن طريق حمل الشارات وهم يعتبرونه سبة لهم وشماتة بعجزهم وسوء تدبيرهم مقابل حرص المضربين على الصالح العام بالرغم مما يلحقهم من ضرر، أما المسؤولون في البلاد المتخلفة فلا يعني عندهم الإضراب بواسطة حمل الشارات شيئا بل يعتبرونه انتصارا لهم لأن ما يعرفونه من أساليب الإضراب هو المقاطعة من أجل أن يجدوا الذريعة جاهزة لاتهام المضربين بإلحاق الضرر بالصالح العام.
لقد كان بإمكان جهاز التفتيش أن يغيب عن اجتماع يوم 21/09/2010 بمقر الأكاديمية جملة وتفصيلا ، أو يلتحق بمكان الاجتماع ثم ينسحب وهو أسلوب سبق اعتماده ليتأكد المسؤول في الجهة أنه أسلوب وارد وفي المتناول في كل وقت وحين ولكن جهاز التفتيش تعمد تفويت فرصة الطعن في إضرابه بدعوى إلحاق الضرر بالصالح العام في بداية الموسم الدراسي ولجأ إلى الأسلوب المتحضر ولكن يبدو أن المسؤول الجهوي لم يفطن أو لعله حاول تجاهل هذا الأسلوب المتحضر لأنه لا يفهم إلا أسلوب المقاطعة الذي يعطيه فرصة التشكيك في الإضراب والطعن فيه بدعوى تعريض المصلحة العامة للضياع. ولئن تجاهل اليوم المسؤول الجهوي أوغيره تعبير المفتشين عن إضرابهم بالأسلوب الحضاري فغدا سيواجهون الأساليب الأخرى للإضراب ولعلها الأساليب التي يفهمونها جيدا والتي تعتبر الأساليب المتداولة في البلاد المتخلفة . فلا زال جهاز التفتيش يعبر عن امتعاضه من أساليب التعامل معه جهويا ومحليا سواء تعلق الأمر بالمستحقات أو بالمقتنيات أو بالمعاملات أو بظروف العمل الكارثية ، وصدق نبي الشعراء إذ قال: إذا رأيت نيوب الليث بارزة// فلا تظنن أن الليث يبتسم .

محمد شركي
عن وجدة سيتي نت