منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   أرشيف مواضيع النقاش (https://www.profvb.com/vb/f293.html)
-   -   محاولة فلسفية خامسة: الشهيد الحي في الدنيا! مواطن العالم د. محمد كشكار (https://www.profvb.com/vb/t47951.html)

mkochkar 2010-09-15 23:12

محاولة فلسفية خامسة: الشهيد الحي في الدنيا! مواطن العالم د. محمد كشكار
 
محاولة فلسفية خامسة: الشهيد الحي في الدنيا!مواطن العالم د. محمد كشكار
أنبّه القارئ أنني لا أنطلق في مقالي هذا من بحث علمي مسبق و إنما هي مجرد خواطر تشغلني أردت نقل إشكالاتها إلى قرائي الأعزاء حتى يدلوا بدلوهم فيها و يعطوا رأيهم. حينئذ، أستفيد من نقدهم و يستفيد الغير من النقاش العلمي و الموضوعي نسبيا.
ما من أحد منا يملك كل الحقيقة لكن كل واحد يعرف جزءا منها. لتتضافر الجهود لغربلة تصوراتنا غير العلمية تجاه قضايانا المصيرية و غير المصيرية.
يهب الشهيد الفلسطيني و العراقي حياته "من أجل تحرير وطنه". و في أكثر الحالات، يفجّر نفسه بين البشر، كل البشر، لا يميز بين العسكريين و المدنيين الأبرياء مسلمين و غير مسلمين و لا يفرّق بين الكهول و التابعين لهم من أطفال و نساء و شيوخ و لا يفرز العقلاء المسؤولين من المجانين غير الواعين.
أي وطن هذا الذي نريد تحريره بتفجير قلوب محبّيه، المدنيين غير المسؤولين عن سياسة حكّامهم المستبدين؟
أي وطن هذا الذي نقدم له الأبرياء من أطفال و شيوخ و مجانين قربانا، يهودا كانوا أو مسلمين؟
يموت الشهيد فجأة في الدنيا لكن يبقى حيا في الآخرة، كما قال الله تعالى: "وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران:169].
أنا مواطن، أوتي من العلم قليلا و من الصدق في القول و الإخلاص في العمل كثيرا: إذا وصل الإيمان بقضية الوطن عند مناضلينا الفلسطينيين و العراقيين إلى حد الاستعداد للتضحية بالجسد و الروح فلماذا لا يهبون حياتهم جسدا و روحا لوجه الله و يبقون على قيد الحياة؟
كيف؟
- لنأخذ مثلا رجلا نجّارا مسلما يرغب في الاستشهاد و مستعد للتضحية، عوض أن يموت و ينتهي أداؤه في الدنيا و يذهب إلى الآخرة و معه حسنة واحدة مهما علا شأنها. لماذا لا يواصل حياته كشهيد نجّار حيّ يرزق بين البشر، ميسّر و مسيّر من الله لخدمة الضعفاء من مواطنيه دون مقابل، يصلح أقفالهم و يفتح أبوابهم و يصنع أثاث مدارسهم ثم يلتحق بالرفيق الأعلى عند حلول أجله و في جعبته الملايين من الحسنات عوض واحدة فقط.
- الشهيد الحي المدرس، يعطي لأولادنا دروسا خصوصية مجانا.
- الشهيدة الحية الأم، ترضع و تربي لوجه الله أطفالا لا أم لهم.
- الشهيد الحي سائق التاكسي، ينقل الكبير و الفقير و المريض دون مقابل طوال عمره.
- الشهيدة الحية الجرّاحة، تهب نفسها للعمل المتواصل في مناطق الظل.
- الشهيد الحي الطبيب، يعالج الفقراء و المساكين الذين لا يتمتعون بتغطية صحية من الـ"كنام".
- الشهيد الحي البنّاء، يبني بيوتا للمعوزين و المشردين الذين لا تعطيهم الدولة قروضا للسكن.
- الشهيد الحي المحامي، يترافع و يدافع مجانا على من لا محامي له.

بهذه الطريقة الاستشهادية المبتكرة، يصبح عندنا جيش من الشهداء الأحياء في الدنيا (و ليس قنابل بشرية موقوتة) قد وهبوا حياتهم لوجه الله و اشتروا الحياة بالحياة و جسّموا قيم الإسلام السمحة أفضل تجسيم و قدّموا للناس خدمات مجانية، لكل الناس دون تمييز على أساس عرقي أو ديني أو جنسي.
عندما تتحقق هذه الشهادة الحية في المسلمين و يكثر شهداءنا الأحياء في الدنيا، يحق لنا القول أننا أحسن أمة أخرجت للناس، نهب الحياة من أجل الحياة و لا ننتظر جزاء و لا شكورا.
ممّن نستفيد أكثر، من شهدائنا الأحياء في الدنيا أو من شهدائنا الأَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟
أنا لا أشك في الفائدة الدنيوية من مفهوم "الشهداء الأحياء في الدنيا" و لا أشك في رحمة الله الواسعة فلا تضيّقوها يا مؤمنين و لكن أشك الآن في فائدة الأموات للأحياء و علم الغيب عن الله سبحانه و تعالى.
أمضي مقالي كالعادة بالجملتين المفيدتين التاليتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى". "على كل مقال سيئ، نرد بمقال جيد لا بالعنف اللفظي".

mkochkar 2010-09-16 00:11

رد: محاولة فلسفية خامسة: الشهيد الحي في الدنيا! مواطن العالم د. محمد كشكار
 
نسيت أن أذكر:
- الشهيد الحي النقابي الذي يخدم زملاءه دون حسابات مادية أو حزبية ضيقة.
- الشهيد الناشط السياسي الذي يقدّم مصلحة بلده على مصلحة حزبه.
و نسيت أن أقول أن هذا النوع المبتكر من الشهادة يتيح الفرصة لكل الناس مسلمين و غير مسلمين أطفالا و شيوخا في الحرب و السلم أن يستشهدوا من أجل وطنهم و لن يبقى الاستشهاد حكرا على الشباب و الكهول من الفلسطينيين و العراقيين و اللبنانيين فقط.


الساعة الآن 10:36

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd