منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

.فيصل أبو الطفيل: المقامة/ المنسقية
بواسطة:
فضاءات
بتاريخ : الخميس 09-09-2010 09:32 مساء

http://www.fadaate.com/ar/filemanage...=image&id=2172
تصدير
هذه المقامة - و إن صيغت صياغة أدبية-إلا أنها تمثل تجسيدا لواقع أصبح يفرض نفسه.و قد جعلت راويَها " حامل بن شهادة" ( للاسم رمزيته التي لا تخفى على كل متأمل) ،ثم إني لم أحدد لها بطلا بعينه، إذ كانت البطولة فيها مشتركة بين جميع أعضاء المنسقية. فلطالما كنا - و ما نزال- أبطالا وُجِدوا في دائرة من دوائر الزمن...
ولم يكن غرضي من كتابتها سوى ما بعثني على ذلك من رد فعل إيجابي يعكس فترات متفاوتة من سلم الارتقاء البشري لأعضاء المنسقية،وهي أبعد من الوعظ و أقرب إلى إيقاظ الهمم و رأب الصدع،و استشراف بصيص من الأمل يعيد إحياء ذكريات النضال و يدفع عربة المنسقية قُدُما نحو الأمام...

فيصل أبو الطفيل

المقامة / المنسقية

حدثنا حامل بن شهادة قال:
كنت بالجامعة أستكمل دراستي،علي أمحو بها جهالتي،فسمعت فيما سمعته أن من حصَّل الشهادة ستشمله الاستفادة،من ترقية يصيبها و تغيير إطار يعقبها، فشمرت عن سواعد الجِدّ لأنال من الجَدّ، وكلي أمل في تحسين الوضع دون تخلف أو رجع.فكان أن انخرطت في منسقية حاملي الشهادات العليا بعقل راجح واختيار ناجح[واستخرت الله في العزم جعلته أمامي و الحزم جعلته إمامي]،و قد كنت مناضلا مذ أيام الدراسة لعلمي أن النضال مبدأ و فراسة و قوة في شراسة.فأحلتني الرباط في رفقة كلها نشاط،نقض مضجع الوزارة بصيحات نبْعُهَا مرارة،نردد النشيد تلو النشيد فيسمعنا القريب و البعيد،نناقش الآراء و الأفكار و نتشاور في اتخاذ القرار.و بعدما كنا قلة قليلة في مجموعة جليلة، تكاثرت أعدادنا فاختلفت عاداتنا،لكنا بحمد الله و فضله وحَّدْنا صفوفنا ورصصناها و حددنا أهدافنا و رسمناها،و كابدنا المشاق في العاصمة نيابة عن النفوس النائمة.إلى أن طلع علينا الوزير برسالته من دواليب وزارته،يستثني فيها عددا محصورا و يَعُدُّ الترقية خارجها أمرا محظورا،فقيل لنا إن العدد خاص يشمل العموم،فارتاحت النفوس وزالت الهموم.لكن الأمر كان بخلاف ذلك،إذ التزمت المالية اللائحة بحذافيرها،و بقينا نصيح من الفجع و نتباكى، و نتظلم من الحيف و نتشاكى.إلى أن عُقِدَ اتفاق أبريل ولم ندر أنه أكذوبة أبريل.فلُدِغنا من جحورنا مِرارا، وتجرعنا من فيض الكؤوس مَرارا،و انتظرنا انصرام الآجال الممددة، لتفعيل ما اتُّفِق عليه من بنود محددة.فكان جواب مديرية الموارد: قد وعدتكم فأخلفتكم،ولو شئتم أن ترفعوا دعاوى التظلم ما منعتكم، و الله ربي و ربكم،و إني و الله أدعو بالتوفيق لكم.يا قوم،ألا أخبركم! ما بقي إلا القليل من القليل،و إني في انتظار رد إيجابي يشفي العليل، يضمن لكم ما ضمِنه أسلافكم،ويُقصي مطامح أخلافكم.و بعد أن قرعنا كل الأبواب [رضينا من الغنيمة بالإياب]،فمِنَّا مَن أحاطت به البركة فاستفاد من الترقية و من الحركة،و منا من انتقل إلى الثانوي دون ترقية وكله أمل في انتظار التسوية،و مِنَّا من لم يذق حلاوة الأمرين و اكتفى من خيبته بطِمْرَين.فلم يجد بعضنا أفضل مِن موقع المنسقية متنفسا،يتهم هذا و يشجب ذاك، و يؤيد الآخر و ينتصر لذاك،و انسحب من انسحب في عتاب و شجب،و ظهرت لائحة بأسماء،مليئة بأخطاء،كثر حولها الجدال فتحول إلى مِحال،و صار الموقع حلبة للمقارعة و المصارعة،و مرتعا لإلقاء التهم بنهم،و مرآة تعكس عفوية طائفة في عبارات زائفة...فما راعَوْا لرمضان حرمة و لا سعَوْا لسد ثُلمة،اللهم إلا ما كان من بعض الرفاق ممن تدخل لإيقاف الشقاق و إعادة حبل الوفاق:
يا حاملا لشهادة تزهو بهــــا
إن الزهو بِلُبِّ عقلك أوجَبُ
أقصِرْ و كُفَّ عن الملام وكن بها
قََمِنًا و إلا فالجـهالة أنسبُ

وتم الاتفاق على عقد اجتماع للمجلس الوطني،تُراجَعُ فيه أمور كثيرة بثبات و بصيرة،فوقع الاختيار على مدينة مراكش الحمراء،التي ستزدان باستقبال ضيوفها الأجلاء، كيف لا و هي تزداد بهجة وسرورا،بقدوم الوافدين عليها إقامة و مرورا، و تحط عن الإخوة الرفاق ما تجشموه من أعباء المشاق:
مراكش سعدى بكم بقدومكم
هي داركم فيها يطيب مقامكم
هي نخلة تُهدي إلى من زارها
تمرا شهي الطعم بعد صيامكم

ذ.فيصل أبو الطفيل
عضو مكتب المنسقية الجهوية بمراكش للأساتذة حاملي الشهادات العليا