2010-08-18, 00:02
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: كل ما يتعلق بفاحشة اللواط، موضوع مهم و بحث شامل | حد اللواط: أمر النبي e بقتل الفاعل والمفعول به فقال: «مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ»([1]). قال ابن كثير رحمه الله: "أَمر بقتل الفاعل والمفعول به لأنه لا خير في بقائهما بين الناس؛ لفساد طويتهما، وخبث بواطنهما، فمن كان بهذه المثابة فلا خير للخلق في بقائه، فإذا أراح الله الخلق منهما صلح لهم أمر معاشهم ودينهم"([2]). وإليك هذا النقل عن ابن القيم رحمه الله الذي يبين لنا فيه أنّ الصحابة لم يختلفوا في قتل الفاعل والمفعول به، إنما اختلفوا في صفة قتله، فأخطأ فهمُ بعضهم وظنه خلافاً في مسألة هل يُقتلان أم لا! قال رحمه الله: "وحتم قتل اللوطي حداً كما أجمع عليه أصحاب رسول الله ودلت عليه سنة رسول الله الصريحة التي لا معارض لها، بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم أجمعين، وقد ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلاً يُنكح كما تُنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق t فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم، فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولاً فيه، فقال: ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار. فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه. وقال عبد الله بن عباس: أرى أن ينظر أعلى ما في القرية فيرمى اللوطي منها منكساً ثم يتبع بالحجارة. وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله للوطية قوم لوط، وابن عباس هو الذي روى عن النبي e: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» ([3]) ... وأطبق أصحاب رسول الله على قتله لم يختلف منهم فيه رجلان وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله فظن بعض الناس ذلك اختلاف منهم في قتله فحكاها مسألة نزاع بين الصحابة وهي بينهم مسألة النزاع"([4]). وقال ابن قدامة رحمه الله: "ولأنه([5]) إجماع الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم أجمعوا على قتله، وإنما اختلفوا في صفته"([6]). ويقول الشيخ الدكتور بكر عبد الله أبو زيد رحمه الله: "ووجه الدلالة من هذا الحديث- يعني «فاقتلوا الفاعل والمفعول به» - نَصِّيَّةٌ على قتل الفاعل والمفعول به، وليس فيه تفصيل لمن أحصن أو لم يحصن، فدل بعمومه على قتله مطلقاً" ([7]). وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجريمة تثبت بأمرين: 1/ أربعة شهود؛ قياساً على الزِّنا . 2/ الإقرار. وهذا مما لا خلاف فيه. أنواع اللواط اللواط نوعان: مع الرجل، ومع الأنثى. فإنّ من أنواع اللواط التي نص عليها النبي e إتيان المرأة في دبرها، لأن الواجب على الزوج أن يأتي أهله في موضع الحرث، قال تعالى: }نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ{([8]). عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: }نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ{ فِي أُنَاسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، أَتَوْا النَّبِيَّ e فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «ائْتِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ إِذَا كَانَ فِي الْفَرْجِ»([9]). وفي رواية: «أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ وَاتَّقِ الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ»([10]). وقد قال النبي e فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا: «هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى»([11]). ولذا حرمها النبي e في أحاديثَ كثيرةٍ، منها: عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ،لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ»([12]). وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلًا أَوْ امْرَأَةً فِي الدُّبُرِ» ([13]). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا»([14]). وعن عقبة بن عامر الجهني t قال: قال رسول الله e: « لعَنَ اللهُ الذين يَأتُونَ النِّسَاءَ في محاشِّهنَّ» ([15]). ومحاشهن: "هي جمع مَحشَّة، وهي الدُّبر"([16]). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، عَنْ النَّبِيِّ e قَالَ: «مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ e» ([17]). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «مَنْ أَتَى النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ فَقَدْ كَفَرَ»([18]). وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِي رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ: «اسْتَحْيُوا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِى مِنَ الْحَقِّ، لاَ يَحِلُّ مَأْتَاكَ النِّسَاءَ فِي حُشُوشِهِنَّ » ([19]). ومن الآثار فيها: عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي الْحُبَابِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: مَا تَقُولُ فِي الْجَوَارِي حِينَ أُحَمِّضُ بِهِنَّ؟ قَالَ: وَمَا التَّحْمِيضُ؟ فَذَكَرْتُ الدُّبُرَ. فَقَالَ: هَلْ يَفْعَلُ ذَاكَ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ؟ ([20]). ومن أتى امرأته في دبرها فلا حدَّ عليه وإنما يُعزر. قال ابن قدامة رحمه الله: "فإن وطئ زوجته في دبرها فلا حدَّ عليه؛ لأن له في ذلك شبهة، ويعزر لفعله المحرم، وعليها الغسل؛ لأنه إيلاج فرج في فرج... وإن كان الوطء لأجنبية وجب حد اللوطي"([21]). قال ابن القيم رحمه في الله –متحدثاً عن آثاره ومفاسده-: "وإذا كان الله حرم الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض([22]) فما الظن بالحش الذي هو محل الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل والذريعة القريبة جداً من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان. وأيضاً: فللمرأة حق على الزوج في الوطء، ووطؤها في دبرها يفوت حقها ولا يقضي وطرها ولا يحصل مقصودها. وأيضاً: فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل ولم يخلق له، وإنما الذي هيئ له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعاً، ولهذا ينهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم؛ لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطء في الدبر لا يعين على اجتذاب جميع الماء ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي. وأيضاً: يضر من وجه آخر وهو إحواجه إلى حركات متعبة جداً لمخالفته للطبيعة. وأيضاً فإنه محل القذر والنجو فيستقبله الرجل بوجهه ويلابسه. وأيضاً: فإنه يضر بالمرأة جداً لأنه وارد غريب"([23]). تنبيه: ليس من حرج على الزوج أن يستمتع بامرأته في أليتيها بلا إيلاج في فتح الشرج. قال في المغني: "ولا بأس بالتلذذ بها ([24]) بين الأليتين من غير إيلاج؛ لأن السنة إنما وردت بتحريم الدبر، فهو مخصوص بذلك، ولأنه حُرِّم لأجل الأذى، وذلك مخصوص بالدبر، فاختصَّ التحريم به"([25]). علاج اللواط ليس من داء إلا وله دواء، وقد يصعب على من ابتلي بهذه الفاحشة أن يبرح سبيلها، ولكن من عزم على ذلك أعانه الله، وعلاج هذا البلاء: التوبة الصادقة، وهذه إرشادات نافعات- بإذن الله- تعين على التوبة منه والاستمرار عليها، فمن ذلك: دعاء الله تبارك وتعالى، والتضرع إليه: واعلم –وفقك الله وعافاك- أنّ الله لا يرد من أناخ ببابه وطلب معونته بصدق. واقرأ هذه القصة التي جرت بين شاب كان محباً للفاحشة وبين النبي e.. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ t قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ e فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ، قَالُوا: مَهْ مَهْ. فَقَالَ: «ادْنُهْ». فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، فَجَلَسَ. قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ»؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ»؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ»؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: « وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ»؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ »؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ». قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ». فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ ([26]). وهذا ما يستعمله أطباء الأمراض النفسية؛ من تكريه وتبغيض للمنكر لمن ابتلي به من المرضى، وقد أرشدهم نبينا e إلى هذا الطريق من طرق العلاج، فصلوات الله وتسليماته عليه. الصدق مع الله: واقرأ هذه الحادثة لتعلم أثر الصدق مع الله.. عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ t أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ e فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ. فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ e بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ e سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ -وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ-، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ e، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ e، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «قَسَمْتُهُ لَكَ». قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ. فَقَالَ: «إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ». فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ e يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ e: «أَهُوَ هُوَ»؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ». ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ e فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ e([27]). ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ، خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ، فَقُتِلَ شَهِيدًا، أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ» ([28]). فما أعظم أن تصدق –أيها المبتلى- مع الله؛ ليزول بلاؤك، ويذهب همك. البعد عن جميع أسبابها وما يذكر بها: فابتعد عن الصحبة السيئة التي تزين لك طريقها، وابتعد عمن كنت تفجر معه. وإن كان ما يُذكرك بها صور أو مادة (فيديو)، أو غير ذلك فأعدم ذلك كله. وحبذا –أخانا الحبيب- لو خلوت بنفسك في ساعة صفاء ذهني، وأمسكت بقلم وورقة، وأثبت بها كل الأسباب التي تدعوك للوقوع في هذه الفاحشة، ثم جعلت لنفسك مقترحاً جاداً تسلكه لتوصد هذه الأبواب التي تلج من خلالها إلى وحل هذه المعصية إيصاداً محكماً. واعلم أنّ من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه، قال e: « إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بَدَّلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ»([29]). حراسة الخواطر: فإذا حدثتك نفسك بها فاطرد الخاطر عنك، واعلم أنّ كل شيء له مراحل لا يُتوصل إليه إلا بسلوك مراحله، والمعصية كذلك، فمن أذهب عن نفسه خواطرها لم يفلح الشيطان في الإيقاع به. يقول ابن القيم رحمه الله: "الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وأما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وأما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه، وأما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة، وأما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسى علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً وتحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول فان الأعمال تورث الصفات والأخلاق"([30]). عمِّر وقتك بالمفيد النافع: اشغل النفس بالطاعة، وبكل ما هو مفيد؛ من تحصيل علمي أو عمل.. فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية. ومن الحلول الناجعة لمن تاب وعاوده التفكير: أن يكثر من التلاوة، وسماع أشرطة الوعظ، وصحبة الصالحين؛ فإنه يستحي بسببهم أن يفعل معصية. فكِّر في عاقبة الفعل: لحظات من النشوة المحرمة تعقبها منغصات وآلام وندم وقلق. فوالله لو كان هذا الألم مرتب على فعل شيء مباح لكان العقل أن يُترك، فكيف بشيء يمقت الله عليه. أقبل على قراءة ما كتبه أهل العلم عن خطر هذه المعصية: ككتاب الجواب الكافي وإغاثة اللهفان لابن القيم، وبعض المقالات المفيدة بالمواقع الدينية على شبكة (الإنترنت). زر المقابر: فلزيارة القبور أثر كبير في إصلاح النفس والسلوك، وقد ندب إليها نبينا e. انظر في هذه العافية التي تتمتع بها: ماذا لو سلبك الله إياها وحلت مكانها الأسقام والأمراض التي تسببها الفواحش. قدِّر أنّ أحداً ممن يحترمك ويحبك رآك على هذا البلاء: هل أحسست معي ببالغ الحرج الذي سيكتنفك؟ فإذا أدركت ذلك فلا يكن الله أهون الناظرين إليك. أكثر من الصوم: فإنَّ له أثراً عجيباً في القضاء على هذه المنكرات، بكبح جماح الشهوات. بادر بالزواج: فهو السبيل الأوحد الذي يُشبع الإنسان به رغبته الجنسية. اخشع في صلاتك: وأقبل فيها على ربك؛ فإنها تنهى عن كل فاحشة ومنكر. قال تعالى: }ِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{([31]). ابتعد عن الأحداث: قال ابن تيمية رحمه الله: "أما صحبة المردان([32]) على وجه الاختصاص بأحدهم -كما يفعلونه - مع ما ينضم إلى ذلك من الخلوة بالأمرد الحسن، ومبيته مع الرجل ونحو ذلك. فهذا من أفحش المنكرات عند المسلمين وعند اليهود والنصارى وغيرهم؛ فإنه قد علم بالاضطرار من دين الإسلام ودين سائر الأمم بعد قوم لوط: تحريم الفاحشة اللوطية، ولهذا بين الله في كتابه أنه لم يفعلها قبل قوم لوط أحد من العالمين، وقد عذب الله المستحلين لها بعذاب ما عذبه أحداً من الأمم، حيث طمس أبصارهم، وقلب مدائنهم فجعل عاليها سافلها، وأتبعهم بالحجارة من السماء. ولهذا جاءت الشريعة بأن الفاحشة التي فيها القتل: يقتل صاحبها بالرجم بالحجارة. كما رجم النبي e اليهوديين وماعز بن مالك الأسلمي والغامدية وغيرهم ورجم بعده خلفاؤه الراشدون. والرجم شرعه الله لأهل التوراة والقرآن وفي السنن عن النبي e: «مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ» ([33]). ولهذا اتفق الصحابة على قتلهما جميعاً؛ لكن تنوعوا في صفة القتل، فبعضهم قال: يرجم، وبعضهم قال: يرمى من أعلى جدار في القرية ويتبع بالحجارة، وبعضهم قال: يحرق بالنار؛ ولهذا كان مذهب جمهور السلف والفقهاء أنهما يرجمان بكرين كانا أو ثيبين، حرين كانا أو مملوكين، أو كان أحدهما مملوكاً للآخر. وقد اتفق المسلمون على أن من استحلها بمملوك أو غير مملوك فهو كافر مرتد. وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بقبلة الأمرد ولمسه والنظر إليه هو حرام باتفاق المسلمين، كما هو كذلك في المرأة الأجنبية، كما ثبت في الصحيح عن النبي e أنه قال: «العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه» ([34])... ولهذا كان المشايخ العارفون بطريق الله يحذرون من ذلك، كما قال فتح الموصلي: أدركت ثلاثين من الأبدال كل ينهاني عند مفارقتي إياه عن صحبة الأحداث. وقال معروف الكرخي: كانوا ينهون عن ذلك. وقال بعض التابعين: ما أنا على الشاب الناسك من سبع يجلس إليه بأخوف مني عليه من حدث يجلس إليه. وقال سفيان الثوري وبشر الحافي: إنّ مع المرأة شيطاناً ومع الحدث شيطانين. وقال بعضهم: ما سقط عبد من عين الله إلا ابتلاه الله بصحبة هؤلاء الأحداث" ([35]). تذكر أنّ الله خلقنا وهو أعلم بأنفسنا من أنفسنا: وقد قال الله تعالى –عن قوم لوط-: }أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ{([36]).قال ابن كثير رحمه الله في معناها: "لا تعرفون شيئاً لا طبعاً ولا شرعاً" ([37]). فلا يمكن أن يستلذ عاقل بإتيان الرجال، وأما اللذة المتوهمة التي يشعر بها هؤلاء المجرمون فراجعة إلى مسألة، وهي أنّ الشخص إذا مارس الجنس بأسلوب معين وكان هو أول شيء يمارسه في بداية حياته يصبح هذا وكأنه المرجع الذي يلجأ له كلما حاول الابتعاد عنه، بمعنى آخر أنه مارسه في بداية المراهقة، وكل ما يمارس في هذه المرحلة يلقي بظلاله على العملية الجنسية في بقية المراحل العمرية المتقدمة، مثل السلوكيات التي يتعلمها الطفل في بداية طفولته المبكرة تظل راسخة للأبد في الذاكرة ولا يمكن نسيانها بل إنه يلجأ إليها ليستشهد بها في مواقف متعددة ومتباينة. ولذا يتوهم أنّ متعته في هذه الفاحشة، ولو أمعن النظر لعلم أنّها انتكاس للفطرة السليمة ومسخ لها. الفواحش تميت على سوء الخاتمة: وإنّ من يعين على الاستمرار في درب التوبة وطريق العلاج: أنْ تعلم أنّ فعل الفاحشة من أسباب الموت على سوء الخاتمة - عياذاً بالله من ذلك -. قال ابن القيم رحمه الله: "ويروى أن رجلاً عشق شخصاً، فاشتد كلفه به وتمكن حبه من قلبه، حتى وقع ألماً به ولزم الفراش بسببه، وتمنع ذلك الشخص عليه واشتد نفاره عنه. فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده أن يعوده، فأخبر بذلك البائس، ففرح واشتد سروره وانجلى غمه، وجعل ينتظر الميعاد الذي ضربه له. فبينا هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما فقال: إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع، فرغبت إليه وكلمته فقال: إنه ذكرني وبرح بي، ولا أدخل مداخل الريب، ولا أعرض نفسي لمواقع التهم. فعاودته فأبى وانصرف، فلما سمع البائس ذلك أسقط في يده وعاد إلى أشد مما كان به، وبدت عليه علائم الموت، فجعل يقول في تلك الحال أسلم يا راحة العليــل ويا شفاء المدنف النحيل رضاك أشهى إلي فؤادي من رحمة الخالق الجليل فقلت له: يا فلان اتق الله! قال: قد كان. فقمت عنه، فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة الموت. فعياذا بالله من سوء العاقبة، وشؤم الخاتمة"([38]). وقال ابن كثير رحمه الله: "وقد اختلف الناس: هل يدخل الجنة مفعول به ؟ على قولين، والصحيح في المسألة أن يقال: إن المفعول به إذا تاب توبة صحيحة نصوحاً، ورزق إنابة إلى الله وصلاحاً، وبدل سيئاته بحسنات، وغسل عنه ذلك بأنواع الطاعات، وغض بصره وحفظ فرجه، وأخلص معاملته لربه، فهذا إن شاء الله مغفور له، وهو من أهل الجنة، فإن الله يغفر الذنوب للتائبين إليه، }ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون{([39])، }فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم{([40]). وأما مفعول به صار في كبره شراً منه في صغره فهذا توبته متعذرة، وبعيد أن يؤهل لتوبة صحيحة، أو لعمل صالح يمحو به ما قد سلف، ويخشى عليه من سوء الخاتمة، كما قد وقع ذلك لخلق كثير ماتوا بأدرانهم وأوساخهم لم يتطهروا منها قبل الخروج من الدنيا، وبعضهم ختم له بشر خاتمة، حتى أوقعه عشق الصور في الشرك الذي لا يغفره الله. وفي هذا الباب حكايات كثيرة وقعت للوطية وغيرهم من أصحاب الشهوات يطول هذا الفصل بذكرها. والمقصود أن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له. فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة. قال الله تعالى: }وكان الشيطان للإنسان خذولاً{([41]). بل قد وقع سوء الخاتمة لخلق لم يفعلوا فاحشة اللواط، وقد كانوا متلبسين بذنوب أهون منها. وسوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به كما ذكره عبد الحق الإشبيلي، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقداً، وظاهره عملاً، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة " ([42]). ومما يعينك على الاستقامة بعد التوبة: التفكر في آثار اللواط: منها الانتقام: لو فكر الفاعل أنّ هذا الغلام الذي يفجر به سيكبر بعد أعوام قليلة لما تجاسر على ارتكاب هذا الحرام، ولهان عليه تركه. فبعد أن يكبر المفعول به ستكون في موقف محرج، وربما استفحل العداء بينكما وأنت من بذرت بذرته، أو فكَّر في الانتقام منك.. جاء هذا السؤال في موقع الشبكة الإسلامية([43]): "أنا عندي مشكلة عقدت حياتي.. قصتيكالتالي: عندما كنت صغيراً تعرضت لاغتصاب وقح من طرف عمي([44])، وقتها كان عمري سبعسنوات، لقد كنت ضحية، لم أستطع الدفاع عن نفسي؛ لأنني لم أدر ماذا كان يفعلبالتحديد. الآن عمري تسع وعشرون سنة وأقيم بالخارج، كل هذه السنين أبكي وأتعذب خفية، لاأحد يعلم بالأمر سوى الله سبحانه وتعالى، فكرت في الانتحار، ولكن امتنعت خشية منالله, أنا الآن أفكر في طريقة للانتقام لرد الاعتبار، فهل أنا مخطئ أم محق ؟". ومن آثار اللواط: أنه يؤدي إلى السحاق أو الزنا، فباستغناء الرجال بالرجال يستغني النساء بالنساء! أو ربما لجأت المرأة إلى غير زوجها؛ لتشبع غريزتها. ومنها: محق البركات، وحلول الغضب والنقم والعذاب والبلاء! وإذا غضب الله على قوم فأي خير ينتظرون؟ وأي سعادة يرجون. إنه الدمار في الدنيا }ولعذاب الآخرة أشد وأبقى{([45]). ومنها: تقليل النسل بوأد ماء الحياة، فهو كمن يبذر الحب في أرضٍ كَنود([46]). ومنها الأمراض الفتاكة التي سبقت الإشارة إليها. ومنها: شل المجتمع وإهدار طاقاته. ومنها: مسخ الفطرة وانقلابها، وهو ما يسمى بالانعكاس النفسي، فيشعر بميل إلى بني جنسه، وتتجه أفكاره الخبيثة إلى أعضائهم التناسلية، ولقدأثبتت كتب الطب كثيراً من الوقائع الغريبة التي تتعلق بهذا الشذوذ مما لا يتسعالمجال لذكرها هنا. ومنها: آثار كثيرة سيئة تنعكس على نفسيته، فيبقى –إن بقي- محطماً مكسوراً ذليلاً. قال ابن القيم رحمه في الله –متحدثاً عن آثاره ومفاسده-: "واللواط يحدث الهم والغم والنفرة عن الفاعل والمفعول. وأيضاً: فإنه يسود الوجه ويظلم الصدر ويطمس نور القلب ويكسو الوجه وحشة تصير عليه كالسيماء يعرفها من له أدنى فراسة. وأيضاً: فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد والتقاطع بين الفاعل والمفعول ولا بد. وأيضاً فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فساداً لا يكاد يرجى بعده صلاح إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح. وأيضاً: فإنه يذهب بالمحاسن منهما ويكسوهما ضدها كما يذهب بالمودة بينهما ويبدلهما بها تباغضاً وتلاعناً. وأيضاً: فإنه من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم؛ فإنه يوجب اللعنة والمقت من الله وإعراضه عن فاعله وعدم نظره، إليه فأي خير يرجوه بعد هذا؟ وأي شر يأمنه؟ وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته وأعرض عنه بوجهه ولم ينظر إليه؟ وأيضاً: فإنه يذهب بالحياء جملة، والحياء هو حياة القلوب فإذا فقدها القلب استحسن القبيح واستقبح الحسن، وحينئذ فقد استحكم فساده. وأيضاً: فإنه يحيل الطباع عما ركبها الله ويخرج الإنسان عن طبعه إلى طبع لم يركب الله عليه شيئاً من الحيوان، بل هو طبع منكوس، وإذا نكس الطبع انتكس القلب والعمل والهدى، فيستطيب حينئذ الخبيث من الأعمال والهيئات ويفسد حاله وعمله وكلامه بغير اختياره. وأيضاً: فإنه يورث من الوقاحة والجرأة ما لا يورثه سواه. وأيضاً: فإنه يورث من المهانة والسفال والحقارة ما لا يورثه غيره. وأيضاً: فإنه يكسو العبد من حلة المقت والبغضاء وازدراء الناس له واحتقارهم إياه واستصغارهم له ما هو مشاهد بالحس. فصلاة الله وسلامه على من سعادة الدنيا والآخرة في هديه واتباع ما جاء به، وهلاك الدنيا والآخرة في مخالفة هديه وما جاء به" ([47]). كيف نقي أبناءنا من هذه الفاحشة؟ بأمور، وهي: أولاً: إعطاء الصغير كفايته من العطف والحنان. وهذا يجب أن يشترك فيه الوالدان. يقول الدكتور على الزهراني([48])–في رده على أحد المرضى المنحرفين الشاذين-: "أعود لمشكلتك الجنسية وتعلقك بكبار السن للقيام بالعملية الجنسية، حيث يرى بعض علماء النفس أن الطفل الذي لم يحظ بالحنان الكاف من والده فإن هذا الأمر سيلازمه للأبد بمطاردته لكبار السن بطلب الحنان منهم فهو، أحياناً يجد رغبة في مجامعتهم، لكنه في الواقع يبحث عن الحنان الذي طالما بحث عنه لكنه لم يجده في طفولته، حتى أن بعض العلماء يرى أن يقوم الأب بملامسة جسد الطفل في الصغر لإعطائه الحنان الذي يبحث عنه، وفي المراحل المتقدمة من الطفولة يقوم الأب بممازحة الطفل واللعب معه للتغلب على ظهور مثل هذا الانحراف، بل أن هناك دراسات وجدت أن الانحرافات الجنسية تكثر بين الأطفال الذين عاشوا بدون آباء، إما لانشغالهم المستمر خارج المنزل، أو لسفرهم لفترات طويلة، أو لفقدهم بالموت، أو الانفصال"([49]). ومن صور هذا الحنان الذي يجب بذله لأبنائنا الإكثار من ملامستهم؛ فيمسك الوالد ولده إذا كانا يسيران في الطريق، ويمسح على رأسه، ويضع يده على كتفه، ويضمه إليه، وإذا أيقظه من نومه مسح على ساقه أو كتفه، فالعناية بهذا تشبع حاجة الطفل إلى الحنان والعطف، وليس بخافٍ تقبيل النبي e للحسن والحسين ومعاملته لهما. ثانياً: الحذر من إظهار المواقف الزوجية الحميمية أمامهم. فهذا مما يثير الغريزة، ولربما علقت هذه المشاهد في ذاكرتهم واستجرها بعد أعوام فأوقدت شهوة وأوقعت محنة وبلاءً. وكم في الناس من يذكر أحداثاً مرت أمامه وله من العمر عامان. فيا أيها الآباء: الحياة الخاصة لها أماكنها الخاصة. ثالثاً: نصح الأبناء وإرشادهم. فلابد من مصارحة الأب لأبنائه المميزين بالأسلوب الذي يراه مناسباً، وتحذيرهم من هذه الفاحشة. وهذا يراعى فيه المرحلة العمرية التي يمر الطفل بها.. فإذا عقل معنى (العيب) وذلك إذا بلغ العامين أو أكثر أُفهم أن في بدنه أشياء تخصه لا يجوز لأحد أن يعبث بها أو يلمسها أو ينظر إليها. ويكرر ذلك له. وقد أخبرني أخٌ فاضلٌ أنه لما كان بالمرحلة الابتدائية كان معهم معلم منحرف في سلوكه! فحذره خاله منه. وفي يومٍ اقترب منه هذا المعلم وأمسك بأذنه، فأزاح يده عنه بعنف وهدده بإخبار خاله إن اقترب منه، فلم يفعلها ثانيةً. فإذا شارف على البلوغ كان الحديث معه صريحاً في التعريف بالفواحش، وما يجب على المسلم حيال شهوته، وكيف رفع النبي e من شأن أهل العفاف، وسبيل ذلك والمدخل إليه: تدريس قصتي لوط ويوسف عليهما السلام. رابعاً: تعويدهم على مصارحتنا بكل ما يحدث لهم؛ لنجد منهم المكاشفة إذا حل بساحتهم أمر ينكرونه، فإذا لم يوصل الوالد ولده إلى هذه المرحلة فقد أخفق في تربيته، والموفق من وفقه الله. خامساً: حفظك _أيها الوالد- لحدود الله، سبب لحفظ الله تعالى لولدك. سادساً: الدعاء لهم. سابعاً: التفريق بينهم في المضاجع. ثامناً: توخي الحيطة والحذر، ولندع عنّا العفوية المفرطة، والثقة الزائدة. فليس من معنى لأن نترك أطفالنا مع أناس من الأقارب ونغفل عنهم، وفي بيتهم شباب في سن المراهقة بينهم وبين التدين بون كبير. وليست هذه دعوة لإشاعة روح الشكوك والريبة والتهم، وإنما هي دعوة للتيقظ. تاسعاً: مراقبتهم. فعلينا: - مراقبة تصرفاتهم. - مراقبتهم مع أصدقائهم. - مراقبة ألعابهم، فكم في الألعاب الإلكترونية التي نأتيهم بها من بلاء، ولذا أنصح الوالدين أن يتعلما هذه الألعاب ويقفا على جميع مراحلها؛ لئلا يكون في بعض مراحل اللعبة ما يثير الغريزة ويدعو إلى الفجور. - مراقبة نفسياتهم، فالطفل الذي ينزع إلى العزلة والانطوائية بعد أن لم يكن كذلك لابد من التعرف على سبب ذلك عنده. - مراقبة ملابسهم بين الحين والآخر. قال ابن كثير رحمه الله –بعد ذكره لمفاسد اللواط- : "فعلى الرجل حفظ ولده في حال صغره وبعد بلوغه، وأن يجنبه مخالطة هؤلاء الملاعين، الذين لعنهم رسول اللهe"([50]). أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يحفظ أعراضنا، وأن ينعم بالتوبة الصادقة على من شذّ وعصى منَّا. رب صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] / مسند الإمام أحمد (2591)، وسنن أبي داود (3869 )، وجامع الترمذي (1376 )، وسنن ابن ماجة (2551) . [2] / البداية والنهاية (9/185) . [3] / سبق تخريجه قريباً، أراد ابن القيم بذلك أنّ الراوي أدرى بمروِيِّه من غيره. [4] / الجواب الكافي، ص (120). [5] / أي : قتل الفاعل والمفعول به سواء كانا محصنين أم غير محصنين. [6] / المغني (10/155). [7] / الحدود والتعزيرات عند ابن القيم، ص (179). [8] / البقرة: ٢٢٣ [9] / رواه الإمام أحمد. [10] / رواه الترمذي. [11] / رواه الإمام أحمد. [12] / رواه ابن ماجة. [13] / رواه الترمذي. [14] / رواه أبو داود. [15] / رواه الطبراني في المعجم الأوسط. [16] / النهاية في غريب الأثر والحديث (1/969). [17] / رواه الترمذي، وابن ماجة. [18] / رواه الطبراني في المعجم الأوسط. [19] / رواه الدارقطني. [20] / رواه الدارِمي. [21] / المغني (8/132). [22] / يريد : الحيض. [23] / زاد المعاد (4/241). [24] / أي: بزوجته. [25] / المغني (8/132). [26] / رواه الإمام أحمد. [27] / فائدة هذا التكرار لئلا يُتوهم أنها جبة الشهيد t. [28] / رواه النسائي. [29] / رواه الإمام أحمد. [30] / الفوائد، لابن قيم الجوزية، ص (149). [31] / العنكبوت: ٤٥ [32] / قال في القاموس: "والأَمْرَدُ الشَّابُّ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لِحْيَتُهُ" ص (407). وطرّ : نبت. [33] / رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه. [34] / رواه البخاري ومسلم. [35] / الفتاوى لابن تيمية (11/545). [36] / النمل: 55 [37] / تفسير القرآن العظيم (6/200). [38] / الجواب الكافي ، ص (117). [39] / الحجرات: 11. [40] / المائدة: ٣٩. [41] / الفرقان: ٢٩ [42] / البداية والنهاية (9/184). [43] / موقع الشبكة الإسلامية، فتوى رقم (79149) ، رابط الفتوى : http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/PrintFatwa.php?lang=A&Id=79149 [44] / !!! [45] / طه: ١٢٧. [46] / الكنود: الأرض التي لا تنبت. [47] / زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم (4/241-242). [48] / استشاري الطب النفسي بالمملكة العربية السعودية. [49] / رابط هذا النقل : http://www.alamal.med.sa/ask/details2.asp?id=508 [50] / البداية والنهاية (9/184). | |
| |