|
صحوة الموت نهضت اليوم باكرا,على غير عادتي.توجهت مسرعا للمغسلة,غسلت وجهي.نظرت لنفسي في المرآة,وجدتني أكثر وسامة من ذي قبل.تعجبت,وابتسمت,وعلامات الرضا بادية على ملامحي. وقلت بصوت مسموع : شحال عجبني راسي اليوم! وبدأت أدندن أغنية لأم كلثوم,أحبها جدا:أعطني حريتي أطلق يدي,إنني أعطيت ما استبقيت شيئا... بقيت أرددها مرات ومرات على مسامعي,وربما على مسامع الجيران أيضا. توجهت للمطبخ لإعداد فطوري,فأنا أقطن لوحدي,لم أجد علبة الكبريت.تذكرت أنني تركتها بغرفة النوم. سارعت لغرفتي بخطوات حثيثة.فكانت دهشتي كبيرة,بل أصابني ذهول.ارتعشت له أطرافي,واصطكت له أسناني.وجدت شخصا نائما على سريري! فعلا,هناك شخص نائم على سريري.مغطى بلحافي,ومولي وجهه ناحية الحائط.اقتربت منه وأنا متوجس منه. كلمته :هيه! هيه! لم يتحرك. مددت يدي المرتجفة إليه,ولمسته ثم حركته,في حركات مني لأوقظه.وجدته متصلبا.وضعت يدي على جانبه الأيسر,لأتحسس دقات قلبه,فتأكدت أنه ميت.فلا شيء يدق داخل صدره. عجيب أمر هذا الشخص. كيف تسلل لبيتي؟ومتى تم له ذلك؟ومن قتله؟ومن أتى به إلى غرفة نومي؟... أسئلة كثيرة تناسلت في مخيلتي.تشجعت,ونزعت عنه اللحاف,وأدرت له وجهه,لأتعرف على ملامحه. وكانت دهشتي عظيمة. ياإلهي ! يا إلهي ! إنه , إنه ...والله, إنه أنا !! تساءلت مع نفسي بصوت شبه مسموع: إذا كان هذا الشخص أنا ,فمن أكون أنا؟ |
رد: صحوة الموت وقفت هنا وراقني عمق ما قرأت و... حمولته الإنسانية تحيتي |
رد: صحوة الموت بأسلوب مشوق.. قمت صاحب الحرفيات الرقيقة باستحضار الموت في عز نشوتك الصباحية .. فكان الإمتاع والاستمتاع .. و كان الشعور بقيمة الحياة الحقيقة للاستعداد لما ينتظرنا هناك .. في العالم الآخر.. خاصية تخيلية منفردة تعمل على خلخلة و ترويض احتمالاتنا.. نتمنى لك الاستمرارية و التألق فيها مع تحياتي و تقديري طيف المغرب |
رد: صحوة الموت نص حروفه تتصدرها تيمة الموت...وصراع بين الموت والحياة من اجل البقاء...وتساؤلات عن ماهية الإنسان... لجمالية الأسلوب أسجل إعجابي...ولتناسقية الحرف لك مني كل التشجيع... تحياتي ومودتي... |
رد: صحوة الموت اقتباس:
مرورك أسعدني أخي الكريم عز الدين.سرني جدا أنني استطعت أن أضيف لك أخي شيئا راقك لحمولته الإنسانية. جميل جدا أن تجد أناسا يسمعون بوحك,ويقدرون عطاءاتك.خصوصا إن كان هؤلاء الأشخاص مثلك يا أخي عزالدين,يحبون الكلمة,ومغازلة الحرف,والغوص في أعماق النفس البشرية. الموت من الثيمات القديمة جدا,طالما تحدث عنها الفلاسقة قديما,لن نصل في تحليلاتنا المتواضعة لهؤلاء الجهابدة,لكن لابأس من الحديث عنها ومغازلتها حسب ما نعرفه عنها,وحسب ما في جعبتنا المتواضعة. أشكرك أخي,وأتمنى لك عيدا مباركا سعيدا. |
| الساعة الآن 22:34 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd