2009-09-02, 18:39
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | زوجك كتوم، اقرئي هذا! | اقتضت حكمة الخالق جل وعلا أن يخلق البشر مختلفين، مختلفين في أشكالهم وأحجامهم، مختلفين في أفكارهم وقيمهم، مختلفين في مشاعرهم وأحاسيسهم، مختلفين في مهاراتهم وقدراتهم، حتى التوائم المتشابهة الذين تربوا في نفس الظروف يظهر بينهم الكثير من الاختلاف، يقول جل وعلا في محكم آياته: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}. وكما نختلف نحن بني البشر اختلافا بينا في طبيعة ذواتنا وبناء شخصيتنا، فإننا نختلف أيضا في قدرتنا على التعامل مع هذه الاختلافات داخل محيط دوائرنا الاجتماعية، ما بين من لديه القدرة والمهارة على التعامل مع الآخرين مهما كانوا مختلفين عنه؛ مما يعكس قدرة رائعة على التواصل والانسجام، ومن تنعدم فيه هذه القدرة فينعزل عن محيطه الاجتماعي ويفضل أن يعيش داخل دائرته وحيدا وما دام أن هذا الاختلاف داخل إطار الاختلافات البشرية المقبولة فلا يسعنا إلا أن نحترم ونقبل طبائع الآخرين واختياراتهم،
ومن ثم كان لابد من النظر إلى هذا الطبع -الكتوم- على أنه اختلاف وليس عيبا، اختلاف بين طبيعتك الشخصية وطبيعة زوجك هذا المفهوم سيجعلك أكثر تقبلا واحتراما لهذا الطبع، وسيوقف رغبتك الداخلية الملحة في محاولة تغييره، كما سيوقف انتقاداتك وأفكارك السلبية تجاه زوجك، وبدلا من محاولة تغييره وهذا ليس بالأمر السهل؛ فالتغيير لا يحدث إلا إذا كان نابعا من داخل من نريد تغييره،وجب التأقلم والتكيف معه؛ لذا اجعلي هدفك ينصب في كيفية بناء التواصل الناجح مع وجود هذا الطبع هذا أولا، ثانيا: كوني دائما المبادرة إلى التواصل مع زوجك، فلا تنتظري أن يبدأ هو بالحديث أو بإبداء الرغبة في الحديث معك، بل كوني أنت المبادرة إلى ذلك، ولكن كوني حكيمة في اختيار الأوقات المناسبة التي يكون فيها على استعداد عقلي ونفسي وجسدي لتبادل أطراف الحديث واحذري تماما النقد أو اللوم أو الاعتراض على كلامه، بل أنصتي واستمعي إليه باهتمام واحترام بالغين مهما كانت إجاباته مقتضبة، ومهما كان شرحه مختصرا، مع سؤاله أسئلة مفتوحة تشجعه على المزيد من الشرح والانفتاح. ثالثا: اكسبي ثقته فيك بألا تبوحي بما دار بينكما من حديث لأي إنسان مهما كان قربه منك، ومهما كانت بساطة هذه الأحاديث وعموميتها؛ فإنه إن شعر ولو لمرة واحدة أنك تخبرين أحدا بما دار بينكما فسيشعر بعدم الثقة فيك والتي غالبا لن تنمو مرة أخرى. رابعا: اعلمي أن زوجك لا يريد أن يحملك همومه ومشاكله، ولا يشعر بالراحة عند الحديث عن مشاكله كما تشعرين أنت.. إنه يشعر بالراحة فقط عندما تمنحينه الفرصة أن يفكر وحيدا، فامنحيه هذه الحرية وهذه الفرصة، ولا تلحي عليه بالأسئلة والاستفسارات وإبداء القلق، وعندما يصل إلى الحل فسيكون أكثر انفتاحا وأكثر قدرة على الحديث عن مشكلته وأخيرا.. لابد أن تعلمي أن الأمر يحتاج إلى صبر طويل، وإلى حكمة كبيرة، وإلى قدرة للتكيف
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وجعل السعادة في جميع بيوت المسلمين ؟ أمين | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=15766 التوقيع | لكل شيئ اذا ما تم نقصان***فلا يغر بطيب العيش انسان | |
| |