أيها الوافد الجديد سلام من الله عليك و بعد:

لن أدعي أني أقدم لك طبقا من نصائح ذهبية و لم أكن في مرة وصيا بارعا كما أني أخي الكريم لا أنتقص بكلامي من قدرتك و كفاءتك ولكن
هو الرأي هذا يراه وهذا يرده و العقول ضروب

دذي بدء أقول لأخي الكريم:
ّّـ ستلج عما قريب محيطا جديدا و متغيرا في ظروفه و سكانه و طبيعته
فاحرص أول ما تحرص على تقبله كيفما كان نوعه و لا تحاول مجابهته بالتمرد تارة أو بالإنبطاح تارة أخرى و اجعل شغلك الشاغل في كيفية الانسجام معه و التعود عليه دون أن تلتفت إلى واقعك الماضي فتسقطه على واقعك الجديد و اعلم أن الأسى على حلاوة العيش في الديار أو البكاء على فراق الأهل و الأقران لن تزيدك ـ إن تمكنت منك ـ إلا آلاما ما بعدها آلام

ـ أخي الكريم : ستتعرف على أناس جدد في محيط العيش و العمل فاحرص على كسب مودتهم و تفاد النزاع مع سفهائهم و ليجدوا فيك أنفة و مودة، الأنفة بمعنى عدم التدلل الزائد لكسب منافعهم في الإيجار و شتى حاجات الحياة لأن ذلك قد يستصغرك في عين سفيههم و يمتطى لنيل مصلحة من شريفهم

ـ احرص أن يراك الناس في مواطن الكرام و تجنب جلسة المقاهي و سلوكات اللئام ،و اعلم أن مهنتك لها لباسها و أدابها فلتتقي بنفسك عن لبسة شباب هذه الأيام و ليكن كلامك بين السكان و الأقران وجيها و صمتك أكثر من الكلام
ـ إياك و نزاعات العمل و تفاد الصدام و ليجد فيك تلامذتك شفقة تحتمي بغلظة و ليكن عملك لإرضاء ربك لا خوفا من مفتش أو تقربا لمديرك فوالله لن يخيبك الله مع الإحسان و لن يضيعك إن صدقت فيه

ـ أحب لزميلك ما تحبه لنفسك و اعلم أن تنازلك مع من قطنت في بيت معه أو جمعتك حاجة إلى جانبه هو والله والله والله مفتاح البشائر إليك

ـ لا تنسى كثرة الإحسان إلى أهلك فلقد خبرت الأيام تعطيني بمدى إنفاقي عليهم و اليوم و أنا أتربع على فيض من عطاء الله أومئ لك بهذا السر في أذنك

< لا تنساني من صالح دعائك ]

أتدري أخي لقد اشتقت لأيام الجبل،وذكرياتها الحلوة و المرة.
شكرا على النصائح،وهي ليست للجدد فقط بل هي للكل.