بدأت شفتاه ترتعشان . خيل إلي أنني أمام مراهق استبد به الخجل ساعة البوح لمعشوقته الساحرة بحبه لها أول مرة .غابت عنه ملامح الشيخوخة وخبرات السنين الطويلة ، وبدا كطفل صغير يتعتع في محاولة التعبير عن رغباته .
أما هو فبدا ، عندما قابلته،في مساء ذلك اليوم القائظ من أيام يوليوز الماضي ، بدا هادئا عاديا ، لارعشة ولااضطراب و لا انفعال ...لم يكن ،على عكس أبيه ، في حاجة إلى التركيز أو التفكير للتعبير عن مواقفه .
أنا أعرف عمق العلاقة بينك وبينه ، وهذا يعفيني من أي مقدمة ... لقد ظللت لسنوات طويلة أسير قرارات تهبط علي كالصواعق ...لم أكن أستشار ، أو يسمح لي بمناقشتها ...قرارات تغير مجرى حياتي إلى حد التناقض ، ولا أناقش .؟!
كل القرارات كانت تلغي حصاد سنوات الدراسة الثانوية والجامعية ، وتجعلني قزما مشلول الفكر ...لاخبرة ولانضج ، ولا رشد، ولا قدرة على التفكير والتحليل والتدبير ؟!
كنت دائما ذلك الفتى الطائش النزق ،كنت ذلك الصبي المهدد بالانحراف والضياع .كنت أنا المحتاج دوما للدليل والمرشد والهادي إلى السراط السوي ؟!كنت دائما هو وهم . فمتى أصبح أنا ؟
مع احترامي الكبير لك ولهم ، أنا أحتاج لمهلة تفكير .

تربية قائمة على العنف و القمع تولد حالة نفسية مضطربة . إنها قصة تربوية تنحى إلى إغطاء درس لفنون التربية و الرفع من معنويات الطفل ليكون قادرا على تحمل المسؤولية مستقبلا.
مودتي