يعرف المتفوق عقلياً "الموهوب" : بأنه من وصل أداؤه إلى مستوى أعلى من مستوى العاديين في مجال من المجالات التي تعبر عن المستوى العقلي الوظيفي للفرد ، بحيث يكون ذلك المجال موضعاً لتقدير الجماعة التي ينتمي إليها ، وهناك تعريف آخر بأنه من لديه استعدادات عقلية تمكنه في المستقبل من الوصول إلى مستويات أداء مرتفعة في مجال من المجالات التي تقرها الجماعة إن توافرت له الظروف المناسبة .
ومن هذا المنطلق نجد أن من مهام مدير المدرسة الكشف أوالتعرف أوالمساهمة في اكتشاف الموهوبين في مدرسته وذلك عن طريق عدة إجراءات من أبرزها :
1. عند تسجيل الطلاب المستجدين في بداية العام الدراسي ـ في مختلف المراحل التعليمية ـ يدقق في الطلاب الذين تحصيلهم مرتفع ، ويضعهم أمام ناظريه حتى يتبين حقيقة قدراتهم ، حيث أن الطالب المتفوق عقلياً يتميز ببعض القدرات الخاصة في التعليم ، من مظاهرها : "التفكير العميق ـ استخدام مهارة التفكير العلمي ـ الحرص على التقويم الذاتي ـ المبادرة في العمل مع الاستقلالية ـ الإبداع" ، والتي تميزه عن غيره من الطلاب في الأداء المدرسي . 2. متابعة الطلاب عند ممارسة الأنشطة التي تنظمها المدرسة سواء كانت أدبية أو علمية ، أو رياضية أو فنية في حصص النشاط أو غيرها للتعرف على الجوانب الإبداعية لدى الطلاب وتنميتها .
3. الاستفسار من أعضاء الهيئة التدريسية عن الطلاب المتميزين في المجالات المدرسية ، ثم الاهتمام بهم .
4. الاستفسار من أولياء أمور الطلاب ـ أنفسهم ـ عند زيارتهم للمدرسة عن ميول أبنائهم واهتماماتهم خارج المدرسة .
5. استحداث برامج تربوية في المدرسة ، هدفها في المقام الأول الكشف عن الموهوبين دون سواهم لكي يمكن رعايتهم واحتضانهم وصقل مواهبهم .
6. الاستعانة بالسجل الشامل للطلاب ، فقد يسجل المرشد السابق في مدرسة الطالب ـ السابقة ـ جوانب تفوقه وإبداعه .
7. يمكن اكتشاف مدير المدرسة للمتميز عقلياً أثناء الإشراف اليومي على الطلاب خلال الفسح المدرسية والوقوف على محبي الاستطلاع ، فالطالب الذي تكون لديه غريزة حب الاستطلاع والبحث عن الأشياء التي تخفى عليه ، لذا قد يكون محب الاستطلاع بداية لنبوغه وتميزه على أقرانه وموهبته .
8. على مدير المدرسة إتاحة الفرصة للطلاب على الابتكار ، ثم يعمد إلى صقلهم وتنمية مواهبهم .
9. دراسة حالة الطالب المشاغب دراسة علمية متأنية ، فقد يكون من الموهوبين .
10. دراسة حالة الطالب الذي يميل إلى لفت الأنظار إليه أو إشغال المعلمين داخل القاعة الدراسية فقد يكون من الموهوبين .
وعلى مدير المدرسة أن يدرك أن الطالب المتميز عقلياً قد تواجهه بعض المشكلات والمعوقات الأسرية والمدرسية من قبل بعض زملائه الطلاب أو من المعلمين أنفسهم فيتولد لديه صراع وتوتر يهدد أمنه النفسي ، وربما يفقده الحماس والشعور بالثقة ، وقد تتعرض استعداداته العقلية ودافعيته إلى الفتور والتدهور ، ففي مجال البيئة المدرسية قد يعاني الطلاب الموهوبون من عدم ملاءمة المناهج الدراسية ، والأساليب التعليمية التي يستخدمها المعلمون ، ومن قصور فهم المعلمين لهم وإلى احتياجاتهم ، فالواجب على مدير المدرسة الحكيم أن يضع ذلك في حسبانه ، حيث يستوجب توفير الرعاية النفسية التوجيهية والإرشادية والإنمائية والوقائية والعلاجية لمواجهتها ، ولمواجهة ما قد يترتب عليها من صعوبات أخرى .