نصيحة فيها خير كثير للشعب و الدولة، موجهة إلى جميع السلطات التنفيذية في كل بلدان العا نصيحة فيها خير كثير للشعب و الدولة، موجهة إلى جميع السلطات التنفيذية في كل بلدان العالم. مواطن العالم د. محمد كشكار 1. المشكل: تعاني المدن الكبرى في كل بلدان العالم من ازدحام السيارات. ينتج عن هذا الازدحام حوادث مرور خطيرة و إهدار للطاقة و تلوّث جوي و صوتي. تتسبب هذه الحوادث في قتل العديد من المواطنين الراكبين أو المترجلين و في إعاقة دائمة أو مؤقتة لعدد أكبر يعدّ بالآلاف أو الملايين يوميا. يقتل التلوث الجوي لمحركات السيارات، داخل و خارج المدن، خمسين ألف قتيل سنويا في أوروبا، منهم ثلاثة عشر ألف طفل أقل من أربع سنوات و يتسبب في أوروبا أيضا في خمسة و عشرين ألف حالة التهاب رئوي حادّ و مائتين و تسعين ألف التهاب رئوي عند الأطفال و أكثر من خمس مائة ألف أزمة ربو و يقتل في الولايات المتحدة سبعين ألف، أكثر مرتين مما تقتله حوادث الطرقات! يتسبب السير ببطء داخل المدن في استهلاك مفرط للبنزين دون فائدة. يتسبب التلوث الجوي و الصوتي، خاصة عند كبار السن و الأطفال، في أمراض الحساسية و الحنجرة و الأذن و الرئتين و العينين و الجهاز العصبي من فرط ما تطلقه عادمات السيارات من مئات الملوثات الغازية و الصلبة، بعضها مسرطنا، مثل ثاني أوكسيد الكربون و جزيئات الفحم الصلبة و مادة البنزان و أوكسيد الأزوت و غاز الأوزون و غيرها. تختلط و تتفاعل هذه المواد مع ما هو موجود في الجو مما قد يزيد في سمّيتها للجسم البشري و الحيواني و النباتي. لم تترك عديد الدراسات العلمية مجالا للشك في هذه المعلومات و هذه النتائج العلمية تحرج كثيرا أصحاب معامل السيارات. هل نصل يوما، مثل ما هو مكتوب على علب السجائر في أوروبا، إلى إلصاق عبارة "محركات السيارات تقتل بصمت و بطء" على كل سيارة؟ يظهر أن مشكل السيارات أكبر و أخطر من الإدمان على التدخين لأننا نستطيع أن نقلع عن التدخين لكن لا نستطيع أن نستغني عن التنفس. يمشي سائق السيارة على قدميه ثماني دقائق فقط في اليوم و منظمة الصحة العالمية توصي بثلاثين دقيقة يوميا. النتيجة: نصف سكان العالم يزدادون وزنا. تمثل السيارة عاملا أساسيا في انتشار مرض السمنة. ليس المشكل جماليا بل صحيا. يتسبب مرض السمنة في مرض السكر و أمراض القلب و الشرايين و الانهيار العصبي و السرطان. 2. البديل: البديل ليس شخصيا بل اقتبسته أيضا من بعض الجمعيات المدنية في باريس التي تنادي بتأميم و مجانية النقل داخل المدن. يجب على الدولة أن تضع في خدمة كل المواطنين وسائل نقل حديثة غير ملوثة مثل المترو. يضع المواطن القادم من خارج المدينة (تضم المدينة مثلا تونس و الأحواز) سيارته في مربض يبنى للغرض على أطراف المدن و يستقل النقل العمومي المجاني. هو في الواقع ليس مجانيا لأن الدولة أنشأته بأموال دافعي الضرائب. أظن أن الفائدة واضحة وضوح الشمس بالنسبة لعموم المواطنين في المحافظة على صحتهم و حتى و لو كانوا من فئة اللامبالين فلا أظن أن أحدا لا يبالي بصحة فلذات أكباده! أما الدولة فستربح الكثير في توفير أموال التأمينات الصحية و مصاريف المستشفيات و ستكسب مواطنين معافين يعملون دون تغيّب مرضيّ و يضمنون لها الاستمرارية و المناعة و السلم الاجتماعي. نسيت أو تناسيت الخاسر الأكبر في هذا المشروع الحضاري، ألا و هم صناعي السيارات (كسرتهم قصدا حتى و لو رفعتهم قواعد اللغة العربية) و تجار السيارات السماسرة الجشعين، مصّاصي دماء المواطنين الضعفاء و الذين لا يهمهم إلا الربح الحرام شرعا و قانونا. إن انضم هؤلاء إلى المسيرة الخضراء و غيّروا نشاطهم و اقتنعوا بوجاهة الفكرة، فأهلا و سهلا بهم إخوة لنا في الإنسانية. و إن عارضوها، فتبّا لهم و ولنتكاتف ضدهم شعوبا و دولا و لا لوم علينا إن تركناهم لحالهم ينبحون و القافلة تسير نحو مدن صحيّة خالية من السيارات و تلوثها! أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"..."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي ". |
رد: نصيحة فيها خير كثير للشعب و الدولة، موجهة إلى جميع السلطات التنفيذية في كل بلدان كيف أجرؤ على الرد بعنف لفظي٠٠ فقط يحضرني السؤال٠٠ هل من مبرر لقلة أمثالك سيدي؟٠ سلمت يمينك أخي |
الساعة الآن 15:27 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd