عدد الأخطاء خلال الاستظهار : 0
عدد الأخطاء خلال المراجــعة : 2
القواعد الترتيلية
تضمنت السورة العديد من القواعد الترتيلية و أشير هنا إلى البعض منها :
السماء : المد
انشقت : إخفاء النون الساكتة
يا أيها : المد
الإنسن : إخفاء النون الساكنة
إنك : الغنة في النون المشددة
كادح إظهار نون التنوين
كدحا : إخفاء نون التنوين
فأما : الغنة في النون المشددة
من أوتي : إظهار النون الساكنة
حسابا يسيرا : إدغام ناقص بغنة
ينقلب : إخفاء النون الساكنة
وراء : المد
ظن : الغنة في النون المشددة
أن لن: إدغام كامل بدون غنة
بلى : الإمالة
أقسم : قلقلة القاف الساكنة
يالشفق، وسق، اتسق، طبق : قلقلة القاف الساكنة
لتركبن : الغنة في النون المشددة
طبقا : إظهار نون التنوين
بعذاب : إظهار نون التنوين
لهم : المد
أجر : إظهار نون التنوين
معاني الجزء
[1 ـ 15]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{إِذَاالسَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَاالْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْلِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىرَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُبِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَىأَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِيأَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّرَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}
يقول تعالى مبينًا لما يكون في يوم القيامة من تغير الأجرام العظام: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت}أي: انفطرت وتمايز بعضها من بعض، وانتثرت نجومها، وخسف بشمسها وقمرها.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا}أي: استمعت لأمره،وألقت سمعها، وأصاخت لخطابه، وحق لها ذلك، فإنها مسخرة مدبرة تحت مسخر ملكعظيم، لا يعصى أمره، ولا يخالف حكمه.
{وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّت}أي: رجفت وارتجت، ونسفت عليها جبالها، ودك ما عليها من بناء ومعلم،فسويت، ومدها الله تعالى مد الأديم، حتى صارت واسعة جدًا، تسع أهل الموقفعلى كثرتهم، فتصير قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا.
{وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا}من الأموات والكنوز.
{وَتَخَلَّت}منهم، فإنه ينفخ في الصور، فتخرجالأموات من الأجداث إلى وجه الأرض، وتخرج الأرض كنوزها، حتى تكون كالأسطوانالعظيم، يشاهده الخلق، ويتحسرون على ما هم فيه يتنافسون،{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}أي: إنك ساع إلى الله، وعامل بأوامره ونواهيه، ومتقرب إليه إما بالخيروإما بالشر، ثم تلاقي الله يوم القيامة، فلا تعدم منه جزاء بالفضل إن كنتسعيدًا، أو بالعدل إن كنت شقيًا .
ولهذا ذكر تفضيل الجزاء، فقال: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ}وهم أهل السعادة.
{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}وهو العرض اليسير على الله، فيقرره الله بذنوبه، حتى إذا ظن العبد أنه قدهلك، قال الله [تعالى] له: " إني قد سترتها عليك في الدنيا، فأناأسترها لك اليوم ".
{وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ}في الجنة {مَسْرُورًا}لأنه نجا من العذاب وفاز بالثواب، {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ}أي: بشماله من خلفه.
{فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا}من الخزي والفضيحة، وما يجد في كتابه من الأعمال التي قدمها ولم يتبمنها، {وَيَصْلَى سَعِيرًا}أي: تحيط به السعير من كل جانب، ويقلبعلى عذابها، وذلك لأنه في الدنيا {كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا}لا يخطر البعث على باله، وقد أساء، ولميظن أنه راجع إلى ربه وموقوف بين يديه.
{بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}فلا يحسن أن يتركه سدى، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يعاقب.
[16 ـ 25]{فَلَاأُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَااتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَايُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}
أقسم في هذا الموضع بآيات الليل، فأقسم بالشفق الذي هو بقية نور الشمس، الذي هو مفتتح الليل.
{وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}أي: احتوى عليه من حيوانات وغيرها، {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}أي: امتلأ نورًا بإبداره، وذلك أحسن ما يكون وأكثر منافع، والمقسم عليه قوله: {لَتَرْكَبُنَّ}[أي:] أيها الناس {طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}أي: أطوارا متعددة وأحوالا متباينة، من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة،إلى نفخ الروح، ثم يكون وليدًا وطفلًا، ثم مميزًا، ثم يجري عليه قلمالتكليف، والأمر والنهي، ثم يموت بعد ذلك، ثم يبعث ويجازى بأعماله، فهذهالطبقات المختلفة الجارية على العبد، دالة على أن الله وحده هو المعبود،الموحد، المدبر لعباده بحكمته ورحمته، وأن العبد فقير عاجز، تحت تدبيرالعزيز الرحيم، ومع هذا، فكثير من الناس لا يؤمنون.
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ}أي: لا يخضعون للقرآن، ولا ينقادون لأوامره ونواهيه، {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ}أي: يعاندون الحق بعدما تبين، فلا يستغرب عدم إيمانهم وعدم انقيادهم للقرآن، فإن المكذب بالحق عنادًا، لا حيلة فيه، {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ}أي: بما يعملونه وينوونه سرًا، فالله يعلم سرهم وجهرهم، وسيجازيهم بأعمالهم، ولهذا قال {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}وسميت البشارة بشارة، لأنها تؤثر في البشرة سرورًا أو غمًا.
فهذه حال أكثر الناس، التكذيب بالقرآن، وعدم الإيمان [به].
ومن الناس فريق هداهم الله، فآمنوا بالله، وقبلوا ما جاءتهم به الرسل، فآمنوا وعملوا الصالحات.
فهؤلاء لهم أجر غير ممنون أي: غير مقطوع بل هو أجر دائم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.