عدد الأخطاء خلال الاستظهار : 1
عدد الأخطاء خلال المراجــعة : 2
القواعد الترتيلية
تضمن الجزء العديد من القواعد الترتيلية و أشير هنا إلى البعض منها :
إن : الغنة في النون المشددة
الأبرار : قلقلة الباء الساكنة
ما : المد
كتاب مرقوم : إدغام ناقص بغنة
الأرائك : المد
ينظرون : إخفاء النون الساكنة
من رحيق مختوم : إدغام كامل بدون غنة إدغام ناقص بغنة
من : إخفاء النون الساكنة
عينا يشرب : إدغام ناقص بغنة
أجرموا قلقلة الجيم الساكنة
انقلبوا : إخفاء النون الساكنة
لضالون : المد
معاني الجزء
[18 ـ 27]{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ}
لما ذكر أن كتاب الفجار في أسفل الأمكنة وأضيقها، ذكرأن كتاب الأبرار في أعلاها وأوسعها، وأفسحها وأن كتابهم المرقوم{يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}من الملائكة الكرام، وأرواح الأنبياء،والصديقين والشهداء، وينوه الله بذكرهم في الملأ الأعلى، و {عليون}اسم لأعلى الجنة، فلما ذكر كتابهم، ذكر أنهم في نعيم، وهو اسم جامع لنعيمالقلب والروح والبدن، {عَلَى الْأَرَائِكِ}أي: [على] السررالمزينة بالفرش الحسان.
{يُنْظَرُونَ}إلى ما أعد الله لهم من النعيم, وينظرون إلى وجه ربهم الكريم، {تَعْرِفُ}أيها الناظر إليهم {فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}أي: بهاء النعيمونضارته ورونقه، فإن توالي اللذة والسروريكسب الوجه نورًا وحسنًا وبهجة.
{يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ}وهو من أطيب ما يكون من الأشربة وألذها، {مَخْتُومٍ}
ذلك الشراب {خِتَامُهُ مِسْكٌ}يحتمل أن المرادمختوم عن أن يداخله شيء ينقص لذته، أو يفسد طعمه، وذلك الختام، الذي ختمبه, مسك.
ويحتمل أن المراد أنه [الذي] يكون في آخر الإناء،الذي يشربون منه الرحيق حثالة، وهي المسك الأذفر، فهذا الكدر منه، الذيجرت العادة في الدنيا أنه يراق, يكون في الجنة بهذه المثابة، {وَفِيذَلِكَ}النعيم المقيم، الذي لا يعلم حسنه ومقداره إلا الله،{فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}أي: يتسابقوا في المبادرة إليهبالأعمال الموصلة إليه، فهذا أولى ما بذلت فيه نفائس الأنفاس، وأحرى ماتزاحمت للوصول إليه فحول الرجال.
[27 ـ 28]ومزاج هذا الشراب من تسنيم، وهي عين {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}صرفا، وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق، فلذلك كانت خالصة للمقربين،الذين هم أعلى الخلق منزلة، وممزوجة لأصحاب اليمين أي: مخلوطة بالرحيقوغيره من الأشربة اللذيذة.
[29 ـ 36]{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
لما ذكر تعالى جزاء المجرمين وجزاء المؤمنينو[ذكر] ما بينهما من التفاوت العظيم، أخبر أن المجرمين كانوا في الدنيايسخرون بالمؤمنين، ويستهزئون بهم، ويضحكون منهم، ويتغامزون بهم عند مرورهمعليهم، احتقارا لهم وازدراء، ومع هذا تراهم مطمئنين، لا يخطر الخوف علىبالهم، {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ}صباحًا أو مساء {انْقَلَبُوا فَكِهِينَ}أي: مسرورين مغتبطين،وهذا من أعظمما يكون من الاغترار، أنهم جمعوا بين غاية الإساءة والأمنفي الدنيا، حتى كأنهم قد جاءهم كتاب من الله وعهد، أنهم من أهل السعادة،وقد حكموا لأنفسهم أنهم أهل الهدى، وأن المؤمنين ضالون، افتراء على الله،وتجرأوا على القول عليه بلا علم.
قال تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ}أي: وما أرسلوا وكلاء على المؤمنين ملزمين بحفظ أعمالهم، حتى يحرصواعلى رميهم بالضلال، وما هذا منهم إلا تعنت وعناد وتلاعب، ليس له مستند ولابرهان، ولهذا كان جزاؤهم في الآخرة من جنس عملهم، قال تعالى:{فَالْيَوْمَ}أي: يوم القيامة، {الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}حين يرونهم في غمرات العذاب يتقلبون، وقد ذهب عنهم ما كانوا يفترون،والمؤمنون في غاية الراحة والطمأنينة {عَلَى الْأَرَائِكِ}وهي السررالمزينة، {يُنْظَرُونَ}إلى ما أعد الله لهم من النعيم، وينظرون إلىوجه ربهم الكريم.
{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}أي: هل جوزوا من جنس عملهم؟
فكما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين ورموهم بالضلال،ضحك المؤمنون منهم في الآخرة، ورأوهمفي العذاب والنكال، الذي هو عقوبةالغي والضلال.
نعم، ثوبوا ما كانوا يفعلون، عدلًا من الله وحكمة