مخرج الفيلم Ahmed Imamovic بوسني الجنسية بدأ مسيرته السينمائية كمصور ، ثم مساعد مخرج في فيلم : welcome to saraevo ، ثم مخرجا لفيلمه 10 دقائق ، وله تجربة في الفيلم الطويل بفيلمه : go west كمنتج ، ومخرج و كاتب سيناريو .
من خلال بيبلوغرافيا المخرج نلاحظ أن أغلب انتاجاته كانت حول قضية البوسنة والهرسك ، والمجازر التي تعرض لها البوسنيون .

وفي هذا الإطار يندرج الفيلم القصير : 10 دقائق ، والذي يحكي دراما دموية تعرضت لها أسرة بوسنية بمدينة سراييفو ، وقعت في الوقت المستقطع انتظار سائح ياباني معالجة صوره بمختبر للصور بمدينة روما ، في شكل من أشكال المقارنة بين وسطين مغايرين في حدثين متبانين .

حاز فيلم 10 د على جائزة أحسن فيلم قصير ضمن الأفلام الأوروبية سنة 2002 .

ينقسم الفيلم إلى قسمين متباينين :
القسم الأول : لقطات للسائح الياباني بروما انتهت بوصوله إلى مختبر الصور ، خلاله أبرز المخرج مآثر مدينة روما ، والهدوء الذي يسودها ، والأمان الذي يعيش في ظله سكانها وزارها .وتتمة هذا القسم تأتي بعد مشاهد القسم الثاني ، حيث يعود السائح لأخذ صوره ، في نفس الأجواء ، وينصرف بنفس الهدوء الذي دخل به .

القسم الثاني : انتقل المخرج لإبراز الأجواء العامة في سراييفو ، الجو الذي تعيشه الأسرة ، الخراب الذي أصبحت عليه المدينة ، خراب عم كل الدور والمؤسسات ، ولم تسلم منه حتى الجداريات ، كما أبرز الجو النفسي والاجتماعي العام داخل المدينة والعلاقة بين سكانها ، حيث أبرز الجو الاسري الذي تعيشه الأسرة ، والعلاقات الاجتماعية السائدة بين سكان المدينة ، وممارستهم لأنشطتهم بشكل اعتيادي : الأطفال يمارسون ألعابهم ، والأم تهيء الطعام ، والجنود في مواقعهم يمارسون هواياتهم .....، وكأن المخرج أراد أن يقول :
رغم كل الخراب والدمار فسراييفو تعيش حياتها العادية

وختم هذا القسم بالقصف الهمجي ، وأبرز القصف المتعمد للتجمعات البشرية المدنية ، وعرض أفضع نتيجة من النتائج التي خلفها:هلاك أفراد الأسرة جميعا .

فسيناريو الفيلم يعتمد نوعا من التوازي بين الأحداث ، أحداث عادية هادئة بلندن ، أحداث الحرب والدمار بسراييفو .
وحوار الفيلم بلغات متعددة ، الإنجليزية ، الإيطالية ، اللغة البوسنية . مع الترجمة النصية إلى الإنجليزية .
أبطال الفيلم من جنسيات مختلفة ، تنويع جنسيات الممثلين له دلالة للتعبير عن العالم أجمع بمختلف جنسياته .

تصوير الفيلم يميل إلى التصوير السينمائي الوثائقي ،اول المخرج عبره إيصال حقائق ووقائع حدثت بالفعل بشكل واضح وسلس ، ونجح في جذب اهتمام المشاهد، و إيصال الفكرة إليه ،

واختار المخرج التأطير المستطيل لالتقاط الصور ومن زوايا مختلفة توازي وتساير أحداث الفيلم ، مع تباين في الحدة والوضوح بين المشاهد .

الإضاءة : نلاحظ تباين في الإضاءة بين مشاهد الفيلم ، فبالنسبة لمشاهد سراييفو اختار المخرج إضاء منخفضة وحادة مع درجة نصوع خافتة لإبراز التوتر الدرامي ، وبالمقابل إضاءة قوية مع درجة نصوع عالية بالنسبة للمشاهد بروما .

اختار المخرج لفيلمله خلفية موسيقية هادئة بالنسبة للمشاهد بروما ، مع مؤثرات صوتية أخرى : أصوات لأشخاص ، سيارات وغيرها ، كدلالة على الحياة الطبيعية العادية .
بالمقابل وظف في بعض اللقطات الخاصة بسراييفو موسيقى حزينة ضعيفة ، وشكلت أصوات القصف ، وأصوات السكان المذعورين ، خلفية صوتية للقطات الأخيرة من مشاهد هذا الجزء .

فيلم 10 دقائق ، حاول من خلاله المخرج تقريبنا من الأجواء الدموية التي مرت بها سراييفو والبوسنة عموما ، من قتل وتشريد وإبادة جماعية ، في الوقت الذي كان فيه العالم يعيش حياته الطبيعية ، غير مكترث بهذه المعاناة ، وهذا التطهير العرقي ، ونجح في ذلك إلى أبعد الحدود .

المشاركات الثلات هي على التوالي ل : نجلاء نجلاء ، نفيس ، ساكوني.

اما المشاركة الفائزة فهي للشخص الذي لم يستفد من 15 نقطة تشجيعية في الجزء الاول من المسابقة ، انه الاستاذ عمر 512. و اخبره ان المنافسة ستكون قوية على اعتبار الخط التصاعدي الملحوظ لكل المشاركات ،

الفيم الرابع هو حلقة من سلسلة للرسوم المتحركة كانت تبث خلال الثمانينات ، و لظروف تقنية متعلقة باستحالة تحميله كاملا فقد تم تحميله على ثلات اجزاء تكون وحدة متجانسة . واقول لكل من سيشاهد الفيلم ، انك قصته ستبقى عالقة بذهنك لفترة طويلة.
اتمنى فرجة ممتعة للجميع ، و تحية للجميع .