الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى المواضيع الأدبية المنقولة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-08-20, 15:10 رقم المشاركة : 1
sarsaj
أستـــــاذ(ة) متميز
إحصائية العضو







sarsaj غير متواجد حالياً


important الأرنب والسلحفاة




يحكى أن أرنبا نظر لنفسه يومًا متأملاً حاله معجبًا، فهدته نفسه إلى معرفة جميل أحواله ، فظن أنه حق له أن يفخر بها ، فهو من أسرع الحيوانات فلا يكاد يجاريه في سرعته أحدٌ ، كما أنه ذكي وجميل المحيا ، وقد أهَّلته هذه المزايا أن يكون أهلًا لرغد العيش وستمتد به الحياة حتى يملها هو ...
مشى متبخترًا في الغابة معجبًا بنفسه ، فليس ثمَّ من هو أفضل منه ، بل هو ..الأفضل ، رأى على البعد سلحفاة قد أنهكتها السنون وعركتها الحياة فأسرع إليها كالبرق وعيناه تومضان في إثارة ..ها قد وجد بعض التسلية أخيرا!!
دار حولها دورتين في سرعة فتوقفت ونظرت إليه وابتسمت ، فقابل تبسمها بالازدراء وتمعر وجهه ، ثم فتح فاه فانسكبت منه حماقة الكلمات ، متنقصًا متفاخرًا...
لم تخفت ابتسامة السلحفاة ، بل اتسعت في حلم وأناة وفتحت فاها فانسكبت حكمة الحياة :
- "أيها الأرنب الحبيب ، قد عرفتَ أنك سريع الحركة جميل المحيا ، ومن الذكاء أن تدرك نعم الله عليك ، فإذا تعرّف العبد على نِعَمِ الخالق فعليه فيها أمران ، أن يحمد الله عليها باللسان والجنان ، وأن يشكر الله تعالى على نعمه بالعمل بالأركان كما قال الله تعالى:" اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " سورة سبأ -13 ، فيستغل العبد نعم الله في طاعته ويسخرها لخدمة دينه ، وما وُفِّق إليه من الحمد والشكر أعظم مما أُعْطِيَ من النعم."
ولكن أنّى لمن سقط في ذاك الفخ أن تسمع أذنيه أو يعي قلبه !! بل لابد له أن يذوق وبال أمره ويجرع كأس مرارته حتى الثمالة فإن وُفِّق بعدها أفاق منه قلبه المخمور..
قال بصوت يهتز زهواً:
- أيتها السلحفاة البطيئة ، لا يسعني إلا أن أشفق على أمثالك ممن يتشدقون بالكلمات وأنا رجل الأفعال ، فسابقيني تعرفي من الأفضل ..
- وا صديقي التعس ! ترى لماذا لم تسابق الغزال أو الفهود؟؟! حقًا إن البغاث بأرضنا يستنسر !
- هلمي يا حاملة الأحجار سابقيني وكفي عن الشجار ، إن أحدًا من هؤلاء الذين ذكرتِ لم يمطرني بما تشدقتي به من العبر ودروس الأخلاق..موعدنا عند الشجرة العجوز في آخر الغابة .
وانطلقت ضحكاته الساخرة تجلجل أصداؤها بين ربوع الغابة .
لم تخفت ابتسامة السلحفاة الحكيمة بل قلّبت الأمور على نواحيها وتفكرت فيما لديها من الوسائل المعينة فلم تجد خيرًا من عون الله لها سبيلًا ولم ترجُ أحدًا غيره وكيلًا وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم
فقالت في نفسها : إنني قوية بإيماني بالله ولسوف أنطلق على بركة الله مستعينة به سبحانه فإن سبقتُ فهذا يعلِّم صاحبنا درسًا وإلا فإنّ لي في هذه الرحلة من العبر والفوائد ما لا يحصيه إلا الله..
كيف ظننتِ أيتها السلحفاة أنك قد تسبقين هذا الأرنب ؟؟! هل رأيت بعين البصيرة أن غروره سيوقعه في حماقات تعوق انتصاره ؟؟ أم أن ثقتك بالله أنبأتك أن هناك حسابات أخرى للنصر؟! ...:" وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" سورة آل عمران -126
تسابقا فجرى الأرنب في خفة لبرهة من الزمان ثم نظر خلفه ، فوجد السلحفاة بعيدة تَجِدُّ السير في بطئها المعهود ، فقارن بين حاله وحالها وقاس المسافات وقدّر الحسابات فلم يجد بأسًا من أن يخلد لنوم لذيذ تحت شجرة وارفة الظلال إمعانا في الإذلال ، ولم يكن قد أمضى أكثر من منتصف الطريق..
لماذا أيها الأرنب قارنت بينك وبين منافستك؟ أما كان يجب عليك أن تحقق أهدافك بلا مقارنات تؤدي للفتور ؟ لماذا لم تنطلق في سرعتك من غير أن تنظر للخلف حتى تصل إلى الشجرة العجوز في أخر الغابة ...هدفك ، ثم تنام هنالك قرير العين بعد أن تسدد رميتك؟؟
ألأن هدفك لم يكن ساميا ؟؟ ألأن قلبك قد خالطه الدغل ؟؟ أَقَد حطك الكبر والإعجاب من علٍ ؟؟ يا صديقي إنك قد غفلت عن أعلى الأسباب في تحقيق المآرب الشرعية والدنيوية...إنّ توفيق الإله العظيم إنما هو لمن خشع قلبه وأخبت واستعان بالله ولم يعجز فحقق الله له المراد بعد أن كان الكل يجزم أنه ذاك مستحيل ... "وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" سورة العنكبوت- 22
لو كنتَ يا صغيري أصبتَ التفكير لاجتهدتَ في إصابة الهدف وتخطي كل العواقب وسَبْقِ ما حققه الأولون قبلك بغير التفاتٍ لغيرك..ولكن أنّى لمن غفل عن ذكر الله أن يُوَفَّق! "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" سورة إبراهيم -27
أهذا ما يفعله بنا الكبر والعجب؟؟!! نقارن بين أحوالنا وبين حال غيرنا فمن وجدناه أقل شأنًا تنقصناه وفترنا ، فأخلدنا إلى الأرض ، ومن وجدناه أعلى كعبًا حسدناه وألجمنا الإحباط عن العمل ... "فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" سورة الحج-46
نام الأرنب وهو يظن أن بطء السلحفاة سيُمَكِّنُهُ من اللحاق بها وقتما شاء!
أما السلحفاة فتسائلت ، ما هي الإمكانيات التي وهبنيها ربي ؟ قد وهبني ربي مثابرة وجد في العمل ، وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم :" سددوا وقاربوا ، واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة ، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل" رواه البخاري.
فتوكلت على الله : أي استعانت به سبحانه وشرعت في العمل ، وإن "من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل"صححه الألباني- صحيح الترمذي ، لم تفكر في النتائج بل لم تعبأ بها فإن المحاولة شرف وإن العمل ولو بدا للآخرين مستحيلًا فإنه بعون الله وتوفيقه سهلًا يسيرًا فيارب إنه "لا سهل إلا ما جعلته سهلًا ، و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا "صححه الألباني- السلسلة الصحيحة.
وما الذي ستخسره ؟! إن التجربة خبرة ولو فشلت ، وستستفيد منها فهي حريصة على ما ينفعها ،سترى الغابة كلها وتصل إلى الشجرة العجوز وتشرب من الينبوع العذب بجوارها حتى لو وصلت متأخرة.
سيتهمونها بالجنون ؟؟.. لا بأس فإن المثَبِّطون في كل مكان دأبوا على اتهام العباقرة بالجنون..
شرعت في العمل وفي كل خطوة لا تنسى أن تستعينَ بالله وتَجِدَّ السير فأحسنتِ التوكل مع صدق النية والإخلاص ، لم تنظر خلفها ولم تهتم بمعرفة مبلغ علم الأرنب المغرور ، إن الالتفات لا يفيد بل يلهي عن الطريق ، شردت مع كلمات ابن القيم الساحرة "قيل للحسن: سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة فقال إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم"[1]
استيقظ الأرنب وتمطى في كسل ، نظر خلفه فلم ير صاحبته على مرمى البصر ، وإن العيب في العين الناظرة ، فتبسم في سخرية وانطلق يجري في خفة فوق العشب الرطب ، فلما تراءت له الشجرة العجوز توقف في ذهول!
كانت السلحفاة تغفو في دعة وسكون وقد شربت من الماء العذب وأكلت من أطيب الثمار ، واستراحت من وعثاء السفر ، لم تستوحش الطريق رغم قلة السالكين ولم تغتر رغم كثرة الهالكين[2] ، ولم تتلفت عن الشمال ولا عن اليمين ، رغم ما رأته في المضمار من طيب الثمار وظلال الأشجار على جانبي السبيل ، لم تتوقف مع العوائق ولا تعلقت بالعلائق : "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" سورة العنكبوت-69


------------------------------
[1] كتاب الفوائد – ابن القيم
[2] مدارج السالكين – ابن القيم


منقول محبة فيكم






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=223774
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرنب , والسلحفاة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:35 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd