2009-08-29, 11:20
|
رقم المشاركة : 6 |
إحصائية
العضو | | | رد: بحث لنيل الإجازة ج.7- أ- | ومن الصور الدالة على محبته صلى الله عليه وسلم للصحابة وشفقته عليهم, ما حدث في غزوة الخندق , فقد اشتد الجوع بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة , حيث لم يتناولوا طعاما مدة ثلاثة أيام , حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم ربط بطنه بحجر, فلما رأى جابر بن عبد الله –رضي الله عنه - ذلك رق قلبه وأسرع إلى بيته وأمر زوجته بإعداد بعض الطعام للرسول صلى الله عليه وسلم , ثم ذهب ليدعو الرسول صلى الله عليه وسلم ليطعم هو وبعض من الصحابة على أن لايتجاوزوا اثنين أو ثلاثة نظرا لقلة الطعام, لكن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان أشفق على أصحابه من شفقة الأم على أولادها, و أبى أن يستأثر بالدعوة هو وقلة من الصحابة فدعا كل الصحابة إلى تناول الطعام في بيت جابر- رضي الله عنه -, فكانت المعجزة الإلهية والتأييد الرباني, حيث انقلبت شاة جابر الصغيرة إلى طعام وفير شبع منه مئات الصحابة وبقيت منه بقية كثيرة . وكانت هذه الخارقة العجيبة تقديرا إلاهيا لمدى محبته صلى الله عليه وسلم لأصحابه وإعراضه عن الأسباب المادية وشأنها في جنب قدرة الله وسلطانه (1). وقد خص الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بمزيد من الحب كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد إلى جانب ما عرف عن حبه للأنصار . أما أبوبكر فكان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأحب رفيق له, آمن به وبرسالته , ولم يترك مشهدا من مشاهد الرسول الكريم إلا حضره ولازمه فيه يحميه بنفسه ويقف دونه في وجه الأعداء . وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال لحسان- رضي الله عنه - :هل قلت في أبي بكر شيئا؟ قال: نعم .قال :قل وأنا اسمع. فقال : وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو إذ صاعدوا الجبلا وكان حب رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وفي رواية فتبسم ثم قال :"صدقت يا حسان هو كما قلت " (2) .................................................. ......................... 1- انظر "فقه السيرة " لمحمد سعيد رمضان البوطي ص.229-230 2- السيرة الحلبية 2/214 | |
| |